على إثر نقاش حاد ومخاوف من تزايد مظاهر الأنثوية لدى الطلاب، تخطط الصين إلى إضافة مادة “الرجولة” في المناهج المدرسية، بعد أن رفعت تقارير من قبل القيادات التربوية أن ذكور هذا الجيل أصبحوا خجولين، و”أنثويين وحساسين أكثر من اللازم” ما تسبب في أزمة رجولة وطنية، حسب ما ذكرته شبكة “أن بي سي” الأمريكية.
مما دفع وزارة التعليم الصينية إلى الإعلان عن خطط “لتنمية الرجولة” لدى الطلاب الذكور من رياض الأطفال وحتى المدرسة الثانوية.
وتتضمن تلك الخطط توظيف وتدريب المزيد من معلمي الصالات الرياضية، واختبار الطلاب بشكل أكثر شمولية في التربية البدنية، وجعل التثقيف الصحي إلزامياً، ودعم البحث في قضايا مثل “تأثير ظاهرة مشاهير الإنترنت على قيم المراهقين”.
وتأتي هذه الخطة في أعقاب تحذير من أحد كبار المستشارين السياسيين في الصين من أن الأمة تعاني من “أزمة رجولة” وطنية، وفق فضائية “روسيا اليوم”.
اختلال الأدوار
جذور المشكلة تعود إلى التغير الملحوظ حول أدوار الجنسين في الصين التي بدأت تتغير في السنوات الأخيرة، فمنذ عام 2010، التحقت الفتيات بالجامعات أكثر من الفتيان، وتتفوق الفتيات بانتظام في الاختبارات الموحدة، مما يثير التساؤل حول وجهة النظر الصينية التقليدية القائلة بأن الذكور هم بطبيعة الحال أكاديميون.
جدير بالذكر أن الصين تعاني من اختلال كبير في التوازن بين الجنسين، في بلد يبلغ عدد سكانه 1.4 مليار نسمة، هناك ما يقرب من 37 مليون رجل أكثر من النساء وذلك نتيجة لتفضيل الذكور بموجب سياسة الطفل الواحد في الصين التي كانت سارية من عام 1979 إلى عام 2015.
ربات البيوت أفسدت الصبية
وفي مقترح آخر للمستشار الصيني “سي زيفو”، طرحه في مايو الماضي، قال: “لقد أفسدت ربات البيوت والمعلمات الصبية الصينيين”.
وقال: إن الأولاد سيصبحون قريباً “حساسين وخجولين ومخنثين” ما لم يتم اتخاذ إجراء.
واعتبر أن معالجة هذه القضية مسألة تتعلق بالأمن القومي الصيني، ومحذراً من أن “تأنيث” الأولاد الصينيين “يهدد بقاء الصين وتنميتها”.
وقالت «بي بي سي»: إن الحكومة الصينية حاولت في الأشهر الأخيرة تقديم نماذج جديدة للشباب الصينيين، فقد كانت أزمة جائحة فيروس «كورونا» فرصة جيدة لإظهار الدور المهم للمرأة من خلال عملها في الخطوط الأمامية خلال مواجهة الوباء.
صناعة الرجال
وتعليقاً على هذه الخطة والظاهرة، يعلق الكاتب سمير البرغوثي، في مقال له بصحيفة “الوطن” بقوله: “جميل أن نبني المنشآت من المدارس والجوامع والجامعات، وأن نبني المصانع والمستشفيات، وأن نفتح الأنفاق ونقيم الجسور ونعبِّد الطرقات، ولكن الأجمل والأروع والأجدى أن نبني الوعي ونبني الإنسان ونصنع الرجال”.