اختتم منتدى القيادة الذكية 2021، فعالياته أمس الثلاثاء، بمدينة إسطنبول، والذي انعقد على مدار ثلاثة أيام بمشاركة مباشرة وعن بعد لنحو 60 مشاركًا من بلدان مختلفة منها الكويت والسعودية وقطر والأردن وفلسطين واليمن، ومشاركة واسعة من ليبيا كمؤسسات رسمية وشركات خاصة، وخلص المنتدى إلى أهمية الاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتحسين بيئة العمل في الشركات والمؤسسات بما يسهم في تطويرها وإنجاز المهام في وقت أقل وكفاءة أعلى.
وعن تخوفات كثير من العاملين في المؤسسات العربية من أن الذكاء الاصطناعي هو بديل عن الإنسان وبالتالي سيتسبب في انضمام أعداد كبيرة من العاملين إلى صفوف العاطلين، صحح المحاضرون هذه الانطباعات والمفاهيم الخاطئة عن الذكاء الاصطناعي، مؤكدين أنه عامل مساعد مع الإنسان وليس بديلًا عنه، حتى وإن كان الذكاء الاصطناعي يحل محل الإنسان في بعض الأعمال وبالتالي ألغى العديد من الوظائف، إلا أنه يفتح الباب واسعا لأنواع جديدة من الوظائف التي تحتاج الموارد البشرية.
وعلى هامش المنتدى، التقت “المجتمع” (رئيس مجلس التخطيط الوطني الليبي د. مفتاح عبدالواحد الحرير) والذي أعرب عن أمله في الاستفادة من كافة تطبيقات الذكاء الاصطناعي والتحول إلى الحكومة الإلكترونية، خاصة وأن ليبيا ذات مساحة كبيرة، فهناك مسافة شاسعة بين المركز والأطراف، وبطبيعة الحال هناك حاجة ماسة لتغيير نظم الإدارة وتطويرها وهو ما تسعى إليه الدولة الليبية حاليًا تيسيرًا وتسهيلًا في وصل الخدمات إلى المواطنين، ومن هنا كانت الحاجة لتطوير وتأهيل الكوادر بما يسهم في تسهيل العمل.
{mp4}moftaha{/mp4}
كما التقينا “د. أميرة إدريس – مالكة شركة إعمار الوطن القابضة في ليبيا” والتي اعتبرت أن المنتدى أعطى خطوات ومبادئ جوهرية تنطلق من خلالها المؤسسات والشركات لتطوير نفسها وتأهيل كوادرها، وأنه لابد من قياس الاحتياج الوظيفي لأي مؤسسة لتطويرها فالتطوير الإداري يختلف عن منتديات التنمية البشرية التي غالبا ما تكون دورة أو فعالية وانتهى الأمر، وإنما التطوير الإداري يحتاج استمرارية ومتابعة ومصاحبة وصولا لتأهيل الكادر الوظيفي في أي مؤسسة.
{mp4}amera{/mp4}
وفي كلمة لـ”المجتمع” قال “عبدالناصر السعداوي – رئيس مجلس إدارة شركة “إعمار الوطن” الليبية: إن المنتدى قدم إضافات كثيرة فيما يخص مجال تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وحقق نوعا من التقارب بين الأقطار العربية بحكم تعدد وتنوع المشاركين، في إثراء المفاهيم حول القيادة الذكية، ويساهم في نقل المؤسسات من العمل إلى التقليدي إلى الأخذ بأساليب التكنولوجيا والعمل وفق تطبيقات الذكاء الاصطناعي”.
{mp4}naser{/mp4}
أما الدكتور “عبدالرحمن الجاموس – محاضر بالمنتدى ودكتوراه في استراتيجيات الأعمال” فقال لـ”المجتمع”: “إن تطبيقات الذكاء الاصطناعي بدأت تأخذ دورها الكبير في العالم سواء بحكم التغيرات أو بحكم ظهور كثير من المنهجيات الإدارية التي تكيفت مع تقنيات الذكاء الاصطناعي، ونستهدف النظم التي من خلالها الوصول إلى القرارات الحكيمة وفق ما يسمى نظم الحكمة، وأكد أن الخبرات يتم مشاركتها ولا تنقل”.
كما قالت الدكتورة نبيلة سعيد – صحفية يمنية والمستشار الإعلامي للمنتدى، لـ”المجتمع”: سنقف من خلال هذا المنتدى على آليات جديدة واستدعاء للعقل البشري للاندماج مع التكنولوجيا وأدواتها بجانب استحداث طرق واستراتيجيات جديدة بما يسهم في تطوير مهارات وقدرات المورد البشري الذي هو أهم مورد يمكن أن يتم استثماره في تطوير العمل المؤسساتي داخل المنظمات والمؤسسات الخاصة والحكومية”.
{mp4}nabela{/mp4}
وفي تصريحه لـ”المجتمع” قال “مصعب دلول – رئيس المنتدى ومدير شركة NBC للتدريب والاستشارات: “إن منتدى القيادة الذكية يهدف إلى امتلاك الشركات والمؤسسات الوسائل الذكية والتطبيقات الحديثة لمواجهة أي أزمة تواجه الشركات بناء على تحليل قوي للبيانات وسرعة اتخاذ القرار”.
{mp4}mosaab{/mp4}
يشار إلى أن منتدى القيادة الذكية والذي جاء بعنوان “الذكاء الاصطناعي ودوره في تطوير العمل المؤسسي” نظمته شركة NBC للتدريب والاستشارات، واستعرض المحاضرون في فعاليات المنتدى عددًا من أوراق العمل في مجال تطبيقات الذكاء الاصطناعي وخرج بجملة من التوصيات المحفزة لاستخدامها في الواقع العملي ضمن جغرافيا العمل المؤسسي سواءً للمنظمات الحكومية والخاصة.
وجاء انعقاد المنتدي في ظروف معقدة مع الحظر الذى تفرضه الدول بسبب فيروس كورونا، لكنه يعد بمثابة فرصة مستحدثة أمام المهتمين بمواكبة التكنولوجيا والتحول باتجاه التقنيات الحديثة كأدوات للتطوير المؤسسي لمساندة الإدارات العليا والوسطى التي تسعي بصورة مستمرة للتطوير.