اللجوء إلى الكهوف .. طريقة الفلسطينيين الجديدة لمقاومة عمليات التطهير العرقي

اللجوء إلى الكهوف والعودة إلى الحياة البدائية هي طريقة الفلسطينيين الجديدة للتشبث بالأرض ومقاومة الاستيطان الاستعماري الصهيوني،  واستمرار عمليات الهدم لمئات المنازل بهدف تفريغ الأرض،  وإقامة المزيد من المستوطنات، لذلك كانت الكهوف وسيلتهم الجديدة،  ليستمروا في البقاء قرب أرضهم لزراعتها،  وحمايتها من الاحتلال والمستوطنين  .

ويقول محمد ضيف فرج من خربة المراجم  التاريخية جنوب نابلس بالضفة المحتلة لــ”المجتمع” :”ضاقت بنا إجراءات الاحتلال من عمليات هدم وتهجير، والاحتلال قد منعنا  طيلة السنوات الماضية من البناء،  بعد أن حول منطقتنا لمنطقة عسكرية مغلقة ، أقدم على هدم عشرات المنازل في الخربة، ضمن محاولاته تصفية الوجود الفلسطيني”.

وأوضح  أنه على مدار شهر كامل  عكف هو عائلته على تنظيف الكهف الذي اختاره  ليسكن فيه،  بعد أن هدم الاحتلال منازلهم وطاردهم واعتقل العديد من الشبان،   في محاولة لترهيب أهالي الخربة الذين يواصلون الصمود على أرضهم لمقاومة الاستيطان والتهويد .  

وأكد فرج أن فكرة السكن في الكهف هي خطوة أولي نحو سكن معظم أهالي الخربة في الكهوف،  لمواجهة عمليات التهجير والتطهير العرقي التي ينفذها الاحتلال في القرى والبلدات الفلسطينية المحيطة بالأغوار .

وقد واجه فرج كما يقول صعوبات كثيرة لتهيئة الكهف للسكن فيه والعودة للحياة البدائية،  وهي عدم توفر مقومات الحياة من كهرباء ومياه في المكان،  والتكلفة العالية  للترميم التي احتاجها الكهف .

صمود ومقاومة

من جانبه قال  مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة المحتلة غسان دغلس لــ” المجتمع” إن الشعب الفلسطيني يبتدع كل الوسائل التي تمكنه من الصمود ومجابهة عمليات الاستيطان والتهويد والتطهير العرقي التي ينفذها الاحتلال في الضفة المحتلة،  لافتاً أن خربة المراجم التاريخية تقطنها هذه العائلات الي لجأت إلى الكهوف منذ أكثر من 200 عام،  وهناك أوراق ثبوتية بذلك .

وأشار دغلس أن الشعب الفلسطيني سيفشل كل محاولات الاحتلال للتهجير، وسيبقي يقاوم هذا الاحتلال،  وكل ما يهدم سيتم إعادة إعماره .

وهدمت قوات الاحتلال حسب تقارير الأمم المتحدة خلال الأسبوعين الماضيين نحو 80 منزلاً في الضفة المحتلة .

في السياق قال معتز بشارات من هيئة مقاومة الاستيطان والجدار،  إن الاحتلال هدم للمرة الخامسة قرية “حمصة الفوقا” في الأغوار،  وهجر الأطفال والنساء في القرية،  الذين يقطنون في خيام وبيوت من البلاستيك.

وأكد بشارات أن الاحتلال لن ينجح في اقتلاع الوجود الفلسطيني من الأرض،  وأن ما ينفذه من عمليات هدم وتهجير جرائم حرب .

الكهوف مقاومة شرسة

في الغضون يقول الحاج إبراهيم فرج من “خربة المراجم” التاريخية في نابلس أن الاحتلال إلى زوال،  ولن تنال منهم إجراءات الاحتلال من هدم وترحيل،  لافتاً أن أهالي الخربة يواجهون يومياً مطاردات وعمليات هدم من قبل الاحتلال،  ويرفض الاحتلال منذ عام 1967 منح أهالي الخربة رخص بناء،   ولذلك لجأ الأهالي إلى الكهوف من أجل  التمسك بأرضهم واحباط مخططات الاحتلال الاستعمارية .

وهدم الاحتلال العام الماضي وفق تقرير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان 800 منزل ومنشأة فلسطيني و200 منزل منذ بداية العام الجاري، يضاف إلى ذلك المصادقة على مخططات استيطانية لإقامة آلاف الوحدات الاستيطانية .

Exit mobile version