جيل فلسطيني جديد يستعد للمشاركة الانتخابية لأول مرة

مع اقتراب نهاية التسجيل للانتخابات، يستعد الجيل الجديد من الفلسطينيين ممارسة أول عملية انتخابية بعد غياب طويل، لأكثر من 14 عاماً، فمعظمهم ولد في هذه الفترة وكبُر ولم يشاهد الانتخابات.

الكثير من الشبان والشابات تحدثوا لـ”المجتمع” عن مستقبل واعد لهم بعد إجراء الانتخابات، فالتغيير يقود إلى الأفضل.

المرة الأولى

الطالب الجامعي في السنة الأولى في جامعة خضوري تخصص هندسة حاسوب شامل عبدالله جعيدي يقول: هذه المرة الأولى التي أمارس بها حقي الانتخابي، وأرى فيها وسيلة للتغيير المنشود، فعدم وجود انتخابات يعني عدم وجود قيادة جديدة، فالغرب دائماً في تغيير لأن حركة الانتخابات عندهم منتظمة، والحيوية موجودة، فبقاء الحال على حالها لن يأتي بالتغيير المنشود، وأنا متفائل من قضية الانتخابات كونها طريقة حضارية للتغيير، وهي لا تكلف الشعب الفلسطيني الكثير، ففي الانتخابات التي كانت عام 2006، كان عمري قرابة 6 سنوات، وشاهدت المهرجانات والدعاية الانتخابية، ولكن كنت لا أفهم ما يجري، فطفولتي لا تستطيع تفسير كل هذه المظاهر، بينما اليوم أصبحت مدركاً للواقع، وأستطيع فهم كل ما يجري، فتخصصي في الحاسوب ساعدني كثيراً على تحديد الأولويات في الانتخابات.

دوافع نفسية

المرشد النفسي د. حاسم الشاعر قال: الجيل الجديد من الفلسطينيين له دوافع نفسية كثيرة للمشاركة في الانتخابات، فهم أكثر الناس بحثاً عن مستقبل يضمن لهم تحقيق بعض أمنياتهم، فهم أيضاً من زاوية خاصة لهم دوافع ذاتية؛ بسبب الحرمان الموجود على الساحة الفلسطينية، وسياسة الاحتلال والإجراءات والانتهاكات اليومية بحقهم، فهذا كله يشكل عبئاً نفسياً عليهم، والانتخابات وسيلة لتفريغ ما لديهم من طاقات مكبوتة، فالانتخابات لها رمزية وطنية وأيضاً لها رمزية نفسية خاصة بتوجهات الجيل الجديد.

فقدت الأمل

الشاب عبدالرحيم شريم (19 عاماً)، من نابلس، أنهى مرحلة التوجيهي ولم يذهب للجامعة يقول: أعمل في “سوبر ماركت” بعيداً عن التعليم الجامعي، لأنني فقدت الأمل من الالتحاق بوظيفة، وعندما قرروا الانتخابات قررت المشاركة لعل وعسى يكون هناك مجلس تشريعي يفتح الآفاق للجيل الجديد، من خلال سن قوانين تستوعب طاقات الشباب المهدورة، فالمجلس التشريعي مهمته المراقبة وسن القوانين وهذا ما نريده.

إرادة التغيير

الطالبة الجامعية ملاك صبري قالت: أتحدث مع زميلاتي الطالبات عن الانتخابات، وجميعهن يؤكدن ضرورة المشاركة بها كونها تعطي الناخب إرادة في التغيير، ففي الانتخابات يشعر الإنسان بالقوة، كون صوته مؤثراً في حياة الناس وفي حياته الشخصية، فمن خلال الصوت يكون الإنسان إيجابياً في اختيار من يريد للمصلحة العامة.

أسئلة عن الانتخابات

المحاضر الجامعي المهندس فتحي داود في جامعة خضوري في طولكرم يقول: خلال حديثي مع طلبة الجامعة الجديد، وبالرغم من أن تخصصي هندسة، فإن موضوع الانتخاب يطغى عليهم، ويسألون عن طبيعة الانتخابات، فهم أول مرة يشاركون في انتخابات في حياتهم، ولديهم آمال عريضة في التغيير، وسقفهم مرتفع، وأشجعهم على ذلك مع تناسي المعيقات، فالأصل التركيز على الإيجابيات أكثر، فقد تكون الانتخابات فاتحة خير على الجميع وخصوصاً جيل الشباب الذي ينتظر مستقبلاً يحقق له ولو الحد الأدنى من الحقوق.

وتُجرى الانتخابات التشريعية في مايو القادم، بعد إصدار مرسوم رئاسي، واجتماع 14 فصيلاً في القاهرة في الثامن والتاسع من الشهر الجاري على أن تستكمل اللقاءات في مارس لتذليل الصعاب.

وكانت آخر انتخابات تشريعية عقدت بتاريخ 26 يناير 2006م، وحصلت فيها حركة “حماس” على أغلبية مقاعد المجلس التشريعي الـ132؛ موزعة 74 مقعداً لحركة “حماس”، و45 مقعداً لحركة “فتح”، الجبهة الشعبية 3 مقاعد، المبادرة الوطنية مقعدين، الطريق الثالث 3 مقاعد، حزب الشعب مقعد واحد، والجبهة الديمقراطية مقعد واحد، والمستقلين 4 مقاعد.

Exit mobile version