العزل الانفرادي للأسرى الفلسطينيين فترات طويلة هدفه تحطيم معنوياتهم

أكد وزير الأسرى السابق القيادي المهندس المحرر وصفي قبها، من جنين، في حديث مع “المجتمع”، أن العزل الانفرادي أحد أقسى أنواع العقاب الذي تمارسه إدارة سجون الاحتلال بحق المعتقلين الفلسطينيين، وحيث يتم احتجاز المعتقل لفترات طويلة بشكل منفرد، في زنزانة معتمة ضيقة قذرة ومتسخة، تنبعث من جدرانها الرطوبة والعفونة على الدوام؛ وبعضها فيها حمام أرضي قديم، كانت في فترات تخرج من فتحته الجرذان والقوارض، ما يسبب مضاعفات صحية ونفسية خطيرة على المعتقل.

كسر الإرادة

وأضاف قبها: يلجأ الاحتلال لعزل الأسير لفترات طويلة من أجل إذلاله وكسره وتحطيم معنوياته، في محاولة بائسة لتصفيته جسدياً ونفسياً، وقد مورست سياسة العزل بحق الأسرى الفلسطينيين على امتداد مسيرة الاعتقال في السجون الاحتلالية.

وتابع قائلاً: إدارة السجون العنصرية عمدت إلى افتتاح أقسام خاصة بالعزل في العديد من السجون والمعتقلات، ويعتبر “السنوك” من أصعب وأقسى أنواع وأشكال العزل؛ وهو عبارة عن زنزانة على هيئة قبر مساحتها بحجم فرشة النوم فقط، مغلقة بالكامل، ودون تهوية أو إنارة، لا يستطيع المعتقل فيها الحراك؛ حيث ينام فيها ورأسه على الحائط وأقدامه على البوابة.

انتهاك صارخ

ولفت قائلاً: تعد سياسة العزل انتهاكًا صارخًا لاتفاقيات جنيف والقانون الدولي والإنساني وأحكامه ونصوصه، ومخالِفة لقرارات الأمم المتحدة، وللعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وللإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي نصت جميعها على وجوب معاملة الأسرى معاملة إنسانية، واحترام كرامتهم، وعدم جواز حرمان الأسير المحتجز من الاتصال بالعالم الخارجي، خاصة أسرته أو محاميه لفترة تزيد عن أيام.

محمود عيسى.. القامة الكبيرة

ويقول قبها: يعتبر القامة الكبيرة القيادي المجاهد محمود عيسى أكثر الأسرى معاناة مع العزل الانفرادي، حيث تمَّ عزله 10 أعوام ونصف عام متواصلة، وأمضى أيضاً قبلها حوالي عامين ونصف عام في العزل ليكون مجموع ما قضاه في زنازين العزل المختلفة حوالي 13 عاماً.

ونوه قبها قائلاً: تتذرع سلطات الاحتلال باللجوء إلى هذه السياسة لأسباب كثيرة، ولكن الدوافع الحقيقية لاستخدام سياسة العزل تكمن في عزل المعتقلين بسبب مكانتهم القيادية، وسعة اطلاعهم، وعمق تجربتهم، وتأثيرهم على بقية المعتقلين ودورهم النضالي في مواجهة مصلحة سجون الاحتلال، ويعيش الأسير في العزل معزولاً عن العالم الخارجي، لا يستطيع الاتصال مع أي إنسان كان، سوى السجان، وإذا أراد أحد تصور حجم المعاناة؛ فما عليه إلا أن يتخيل أن الأسير في هذه الزنزانة الضيقة يطبخ ويستحم ويقضي حاجته؛ ما يجعل الزنزانة ممتلئة بأبخرة الطعام عند الطبخ، وبخار الماء عند الاستحمام، وروائح قضاء الحاجة!

Exit mobile version