تُعرف مدينة لاهور عاصمة إقليم البنجاب الباكستاني الممتدة على مساحة 1772 كم مربع، بأنها العاصمة الثقافية للبلاد عبر آثارها التاريخية ومأكولاتها الشعبية وحدائقها الشهيرة.
وتعد لاهور أكبر مدينة شرقي البلاد، على الحدود مع الهند، وتحظى المدينة التي تضم نحو 11 مليون نسمة بإقبال كبير من السياح المحليين والأجانب؛ بسبب ثرائها الثقافي، بحسب “الأناضول”.
وتشتهر “لاهور القديمة” بمرورها المكتظ وشوارعها التي تضج بأصوات آلات التنبيه الصادرة عن عربات الأجرة ذات الثلاث عجلات (ريشكا) والحيوانات التي تجوب الشوارع.
وتعكس لاهور القديمة النسيج التاريخي للمدينة، ويضم مركز المدينة جامع “بادشاهي” التاريخي، ويشكل الجامع والأبنية التاريخية حوله متحفاً مفتوحاً يبهر زوار المدينة.
تشتهر بمأكولاتها الشعبية التي تباع في الشارع وتحظى بإعجاب الزوار
المأكولات الشعبية
ووفق “الأناضول”، تشتهر لاهور بشوارع الطعام حيث تباع الأكلات والمشروبات الشعبية وتعد من أهم الأماكن التي يقصدها السياح.
ويصطف الباعة بمأكولاتهم أمام الأبنية الملونة ليقدموا للسياح أشهر الأطعمة الغنية بالبهارات التي تشتهر بها لاهور.
ومن أشهر الأكلات الشعبية في لاهور الدجاج المشوي “تيكا”، ودجاج “كاراهي”، وأكلة “بايا” التي تصنع من أقدام الماعز أو العجول، وأكلة “جاناه” التي تصنع من الحمص، إضافة إلى أكلة “باني بوري” وغيرها من الوجبات والمأكولات الخفيفة.
ويتم تناول معظم المأكولات التي تحتوي على اللحم مع الخبز المرقد “براتا” أو خبز النان.
ومن المشروبات التي تحظى بإعجاب الزوار الشاي باللبن “دودهـ باتي”، والشاي الكشميري الذي يحتوي بداخله على العديد من أنواع المكسرات.
يتسع لـ100 ألف مصلٍّ
يعد جامع “بادشاهي” أحد أهم المعالم في لاهور وكل باكستان.
تضم آثاراً تاريخية أبرزها جامع بادشاهي الذي يتسع لـ100 ألف مصلٍّ
بدأ تشييد الجامع عام 1671 في عهد أورنكزيب أحد سلاطين إمبراطورية بابور، وانتهى بناؤه في عام 1673.
يتسع الجامع لـ100 ألف مصلٍّ، ويشبه إلى حد بعيد المسجد الجامع (مسجد جهان نُما) بنيو دلهي الذي شيده السلطان شاه جهان، والد السلطان أورنكزيب.
ويعتبر جامع بادشاهي ثاني أكبر مساجد في باكستان بعد مسجد الملك فيصل الموجود في العاصمة إسلام آباد ويتسع لـ300 ألف مصلٍّ.
وأدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) جامع بادشاهي للقائمة المؤقتة للتراث العالمي عام 1993.
وبالقرب من الجامع توجد قلعة لاهور، ومنارة باكستان التي تعد رمز استقلال البلاد.
ضريح الشاعر محمد إقبال
احتضنت لاهور على مر التاريخ العديد من العلماء والمفكرين، وهي تضم الآن العديد من الأضرحة لهؤلاء العلماء والمفكرين.
وبالقرب من مدخل جامع بادشاهي يوجد ضريح شاعر باكستان الوطني محمد إقبال (1877 – 1938) الذي كان له دور كبير في كفاح البلاد من أجل الاستقلال.
وعرف إقبال شاعراً مسلماً وفيلسوفاً وسياسياً، اعتبر شعره باللغتين الأردية والفارسية من بين أعظم الأشعار في العصر الحديث، وهو مشهور أيضاً بإسهاماته في فلسفة الإسلام الدينية والسياسية، وقد ترجمت أشعاره إلى اللغات الإسبانية والصينية واليابانية والإنجليزية وغيرها.
ويعتبر ضريح إقبال من الأماكن المهمة التي يقصدها السياح.
كما توجد في لاهور أضرحة كل من المتصوف الكبير أبو الحسن الهجويري، صاحب كتاب “كشف المحجوب”، والسلطان قطب الدين أيبك، مؤسس سلطنة دلهي، والسلطان جهانغير شاه، أحد سلاطين إمبراطورية بابور.
حدائق شاليمار
تعد حدائق شاليمار أيضاً من أهم المعالم السياحية في لاهور، وقد شُيدت فيما بين عامي 1641-1642 من قبل السلطان شاه جيهان الذي شيد العديد من الآثار الهامة بشبه القارة الهندية مثل تاج محل، والمسجد الجامع، والحصن الأحمر (حصن دلهي).
وتبلغ مساحة “شاليمار” حوالي 16 هكتاراً، وتضم أكثر من 400 نافورة وأنواع كثيرة جداً من الأشجار والزهور.
وقد أدرجت حدائق شاليمار على قائمة التراث العالمي لـ”اليونسكو” عام 1981.