“تقويض للديمقراطية”.. انتقادات عربية لترمب عقب اقتحام الكونجرس

واجه الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترمب، اليوم الخميس، انتقادات عربية غير رسمية حادة، عقب اقتحام عدد من أنصاره مقر الكونجرس، في سابقة تاريخية، خلال جلسة للتصديق على فوز جو بايدن بالرئاسة.

والأربعاء، وقعت مواجهات بين قوات الأمن ومحتجين من أنصار ترمب اقتحموا مبنى الكونجرس “كابيتول” في العاصمة واشنطن، وأسفرت عن مقتل 4 أشخاص واعتقال 52 آخرين.

وانتشرت قوات من الحرس الوطني لوقف الاضطرابات، وفرضت حظر تجوال ليلي في واشنطن، وتم تعليق جلسة الكونجرس لساعات قبل استئنافها لاحقًا والمصادقة على فوز بايدن المقرر أن يتسلم مهامه في 20 يناير/ كانون الثاني الجاري.

ظاهرة ترمب

نان عشراوي، القيادية الفلسطينية، قالت عبر تويتر: “ما نشاهده هو مشهد سريالي من تقويض الديمقراطية الأمريكية من قبل أتباع الرئيس الذي خسر الانتخابات، ويرفض التنازل ويحرض على العنف”.

ورأت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، عبر “تويتر”، أن ترمب “‏بذل جهوده للإطاحة بالديمقراطية الأمريكية، وغامر كثيرا للذهاب بالبلاد نحو الفوضى”.

وانتقد وزير الخارجية اليمني الأسبق، خالد اليماني، عبر “تويتر، ما حدث في واشنطن، واصفا إياه بأنه “مؤسف”.

وقال مدير المركز العربي للأبحاث، عزمي بشارة، في تغريدة: “ما يستنتج من الأحداث هو ضرورة مواجهة ظاهرة ترمب السياسية بعد خروجه من البيت الأبيض، وربما يصل الأمر حد محاكمات جنائية له في ولايات مختلفة”.

ضربات موجعة

فيما قال علي أبو زيد، محلل سياسي ليبي، للأناضول، إن “ما يحدث في أمريكا من شغب هو نتيجة تمسك ترمب بالسلطة، واستخدامه خطابا شعوبيا يقارب العنصرية في حدته وغطرسته”.

وأضاف أن “المنظومة الأمريكية القائمة على البراغماتية المطلقة المغلفة بغشاء رقيق من القيم الزائفة، تلقت ضربات موجعة من ترمب وقد لا تصمد إذا وجد من يخلفه في خطابه العنجهي المستكبر”.

ورأى صلاح البكوش، محلل سياسي ليبي، في حديث للأناضول، أن “ما يحدث في الولايات المتحدة هو اختبار غير مسبوق لصلابة هذا النظام الديمقراطي”.

وقال محمود إسماعيل، محلل سياسي ليبي، للأناضول: “أعتقد أن صراعا كبيرا بدأ فى أمريكا وهناك خطر واقعي على وحدة أمريكا واستحالة استمرارية تفردها بإدارة القرار العالمى”.

واعتبر إسماعيل أن نظاما عالميا جديدا متعدد الأقطاب “بات فى طور أشهر الحمل الأخيرة”، مضيفا: “ترمب نعم خسر، لكن الأثر سيكون كبيرا، وربما يكون بداية ربيع أمريكا (على شاكلة الربيع العربي)”.

ظاهرة ليست عابرة

وفي السودان، قال الأمين العام لمجلس المصنفات الأدبية والفنية (حكومي)، حاتم اليأس، للأناضول، إن “أمريكا تعيش تحت وطأة جرح نرجسي ثقيل على نظامها السياسي والديمقراطية.. نحن أمام حدث عالمي استثنائي وجدير بأن نفكر فيه بشكل عميق ومختلف”.

فيما قال مدير هيئة الخرطوم للصحافة والنشر (حكومية)، يوسف حمد، للأناضول، إن واقعة اقتحام الكونجرس “تمثل اختبارا حقيقيا للديمقراطية الأمريكية”.

وأضاف: “أثبتت الواقعة أنه من الخطأ النظر إلى ترمب بوصفه ظاهرة عابرة في الحياة الأمريكية”.

ورأى محمد بدوي، كاتب ومحلل سياسي، أن “ما حدث هو تطور طبيعي لعدة أسباب، أولها صعود اليمين في أمريكا بعد موجة رفض لحالة اللجوء الواسعة والهجرة غير الشرعية، وتحديدا بعد الأزمات في سوريا واليمن، وهذه المسائل قادت إلى صعود ترمب”.

وأشار بدوي، في حديث للأناضول، إلى سبب آخر وهو “اللغة العنيفة والمستفزة لترمب وغطرسته ورفضه الهزيمة”.

كما رأى عمرو شعبان، كاتب ومحلل سياسي، أن “شعارات ترمب العنصرية أصبحت منفرة، وخلفت عداوات واحتقانات نفسية على مستوى العالم تجاه الدولة الأمريكية، لذا كانت رؤية الشعب الأمريكي هي إحباط تلك الاحتقانات على مستوى العالم، بتغيير الرئيس الذي تبنى هذا الخطاب”.

استقطاب مجتمعي

وفي الأردن، قال نضال منصور، مؤسس وعضو مجلس إدارة مركز حماية الصحفيين (أهلي)، للأناضول، إن “الحقبة الترمبية ستنتهي حتما مهما حاول إحداث الفوضى”.

وأضاف: “أمريكا ليست ترمب بالتأكيد، والمؤسسات ستنتصر لصالح الديمقراطية، وسيصبح هذا درسا لمن يعلق آماله على الشعبويين ومن يعتقدون أنهم يصادرون المستقبل بالمال”.

فيما قال طلال الماضي، أبرز شيوخ عشائر الأردن، للأناضول، إن “الاحتكام لمرجعية مؤسسية دستورية يعتبر صمام أمان”.

وتابع: “استطاع ترمب أن يحرك الفوضى ويسيء لتاريخ الولايات المتحدة وديمقراطيتها، إلا أن موقف بعض الجمهورين بالتخلي عن دعمهم لترمب يشكل حاله محترمة”.

وتساءل “الماضي” مستنكرا: “عنجهية ترمب خلال الأربع سنوات، والتي دفعت ثمنها دول وشعوب، من يجبر كسرهم (؟)”.

ورأى ظاهر عمرو، مؤسس والأمين العام السابق لحزب “الحياة” في حديث للأناضول، أن “هيبة الولايات المتحدة سقطت على يد الدكتاتور المجرم ترمب، وأعتقد أن (بنيامين) نتنياهو (رئيس الوزراء الإسرائيلي) هو الخاسر الأكبر، والحرب التي كانت على وشك الانفجار (في المنطقة) انتهت”.

واعتبر عامر السبايلة، محلل سياسي، في حديث للأناضول، أن أحداث واشنطن “تنهي آمال ترمب في أي مستقبل سياسي، وتنزع عنه ثوب الجمهوريين”.

وقال مراد العضايلة، أمين عام حزب “جبهة العمل الإسلامي”، إن “ما جرى هو صورة حقيقية واقعية للنهج الذي انتهجه ترمب واليمين المتطرف في الولايات المتحدة تجاه المنطقة والعالم”.

وتابع العضايلة للأناضول: “هذا يؤكد أنه (ترمب) لا يؤمن بالأعراف الديموقراطية ولا الدستور، وهذا في دولته وأمام شعبه، فما بالك بسياسته تجاه العالم وتجاه قضايا المنطقة وحقوق الإنسان والمطالب الديموقراطية في العالم، لا شك في أنه أعطى صورة عن واقع الولايات المتحدة الفعلي”.

ورأى محمد بني سلامة، أستاذ العلوم السياسية والخبير الدولي في دراسات الديمقراطية وحقوق الإنسان، أن “هذه الأحداث تعكس حالة من الاستقطاب الحاد تسود المجتمع الأمريكي وتبين نوعا من الانقسام في المجتمع، وهي تعكس جزءا من الثقافة الأمريكية”.

وأردف سلامة للأناضول: “هذه الأحداث ترسم صورة سيئة للمجتمع الأمريكي وتجربته الديمقراطية وفيها نوع من التطرف؛ لأن التجربة الأمريكية هي في الحقيقة راسخة، وهذه حالة استثنائية وشاذة، وستنتهي الأزمة خلال أيام، وسيسلم ترمب السلطة، وسيكون من أسوأ الرؤساء في الولايات المتحدة؛ لأنه لم يرتق لمستوى المرحلة والمسؤولية”.

تشبث مجنون بالكرسي

في موريتانيا، قال أبوبكر سالم، محلل سياسي، للأناضول، إن “اقتحام أنصار ترمب للكونغرس يكشف حجم الانقسام والفوضى في الولايات المتحدة”.

ورأى أن “ما حصل في واشنطن يقوض بشكل كبير الديمقراطية الأمريكية، وسينعكس سلبا على سمعة الولايات المتحدة في العالم”.

ومنتقدا ترمب، قال البرلمان الموريتاني، الصوفي ولد الشيباني، عبر فيسبوك: “عندما يحكم المتهورون يكون كل شيء في خطر، الديمقراطية والمؤسسات وقيم الدولة ومصالحها، سحقا للمتهورين والمستبدين ومناصريهم”.

واعتبر أحمد الوديعة، إعلامي موريتاني، أن أحداث واشنطن أكدت على أهمية وجود مؤسسات أقوى من نزق الأفراد وتشبثهم المجنون بالكرسي ورفضهم التسليم بإرادة الناخبين.

وأضاف الوديعة، عبر “فيسبوك”، أن تلك التطورات كشفت أيضا “خطر الاستعلاء العرقي والقناعة بأن هناك عرقا أفضل وأنقى من (بقية) الأعراق”.​​​​​​​

Exit mobile version