الفلسطينيون يحيون “يوم الشهيد” ويؤكدون الاستمرار في طريق المقاومة

يصادف اليوم السابع من يناير يوم “الشهيد الفلسطيني” الذي أعلنه المجلس الوطني الفلسطيني عام 1969، وذلك تكريماً لأرواح الشهداء الذين قدموا أرواحهم دفاعاً عن فلسطين.

وتشير إحصائيات فلسطينية إلى أن 100 ألف شهيد ارتوت الأرض الفلسطينية بدمهم منذ النكبة الفلسطينية عام 1948، من بينهم 11 ألف شهيد سقطوا في جرائم ومجازر الاحتلال منذ عام 2000 وحتى الآن، حيث شنت قوات الاحتلال حروباً واجتياحات في الضفة الغربية وقطاع غزة، وقد استشهد خلال عدوان عام 2014 على غزة 2181 شهيداً، وفي عام 2019 استشهد في فلسطين 151، والعام الماضي (2020) استشهد 48 فلسطينياً برصاص الاحتلال خلال عمليات إعدام متعمدة من قبل الاحتلال الغاشم.

100 ألف شهيد قضوا دفاعاً عن فلسطين منذ نكبة عام 1948

ويرمز “يوم الشهيد” إلى القضية الفلسطينية، التي استقطبت مشاعر الأمة العربية، والحية في وجدانهم، فهم سند فلسطين وأهلها من أجل تحريرها من هذا المحتل الصهيوني.

ووفاء للشهداء في “يوم الشهيد”، ينظم الفلسطينيون عدة فعاليات ومسيرات في قطاع غزة والضفة المحتلة ومخيمات الشتات، للتأكيد على مواصلة درب الشهداء في الدفاع عن فلسطين، والتمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية بالعودة وتقرير المصير، كما يجسد هذا اليوم الوطني التفاف الشعب الفلسطيني حول خيار المقاومة، والاستمرار في معركة التحرير، حيث يوحد هذا اليوم كل الفلسطينيين تحت علمهم الفلسطيني وقضيتهم العادلة، وسط آمال بتحقيق اختراق في ملف المصالحة الوطنية الفلسطيني في ظل الاتصالات الداخلية الفلسطينية المستمرة في هذا الملف، والمؤشرات الإيجابية حول هذا الملف.

شهداء مقابر الأرقام

بدوره، قال المتحدث باسم مفوضية الشهداء والجرحى الفلسطينية نشأت الوحيدي لـ”المجتمع”: إن “يوم الشهيد” الذي يحييه الشعب الفلسطيني في السابع من يناير، هو وفاء للشهداء، وهو يوم نعتز به من أجل الدفاع عن الأرض الفلسطينية التي خُضِّبت بدماء الشهداء، هذا الاحتلال وعصاباته من المستوطنين يواصلون العدوان على الشعب الفلسطيني، داعياً لملاحقة الاحتلال على جرائمه التي ارتكبت ضد الإنسانية.

الوحيدي: الاحتلال يحتجز 327 شهيداً فلسطينياً في مقابر الأرقام

وأكد الوحيدي أن الاحتلال الصهيوني هو الوحيد في هذا العالم الذي يحتجز جثامين الشهداء فيما يسمى “مقابر الأرقام”، وهذا أكبر جريمة بحق الإنسانية يرتكبها الاحتلال بحق 327 شهيداً يواصل احتجاز جثامينهم في مقابر الأرقام، ويرفض تسليمها لذويهم، في انتهاك سافر لكل القوانين والأعراف الدولية، ومن بين الشهداء الذين يحتجز الاحتلال جثامينهم 73 شهيداً خلال السنوات الخمس الأخيرة.

وأشار الوحيدي إلى أن الاحتلال باحتجازه لجثامين الشهداء، وكأنه يخاف من عودة الشهداء بعد موتهم، والمشاهد المستمرة بالتمثيل بجثامين الشهداء تدلل على عقلية الاحتلال الإجرامية، وهؤلاء الشهداء هم شهود على ما يرتكبه الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني من جرائم حرب يجب أن يعاقب عليها.

ووجه الوحيدي تحياته لأمهات وأهالي الشهداء الذين فقدوا فلذات أكبادهم دفاعاً عن فلسطين، ونستذكر في هذا اليوم المجازر التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني، يجب الوفاء لهؤلاء الشهداء العظماء الذين خلدتهم الذاكرة الفلسطينية عبر الأجيال الفلسطينية المتعاقبة.

روايات أهالي الشهداء: قوافل الشهداء لن تتوقف ومعركة التحرير مستمرة

روايات أهالي الشهداء

وفي “يوم الشهيد الفلسطيني”، تقول والدة الشهيد جهاد كامل الذي استشهد في قصف صهيوني على بيت حانون عام 2012: إنها تعيش الألم والحزن على رحيل نجلها برصاص الاحتلال، حيث كان الشهيد في الفصل الأخير من دراسته الجامعية في الجامعة الإسلامية بغزة، مؤكدة أن فلسطين تستحق منا الكثير، وكل الشعب الفلسطيني هم فداء من أجل فلسطين حتى تحريرها من الاحتلال الصهيوني.

وأكدت أم جهاد أن طيف الشهيد جهاد لم يغادرها لحظة واحدة، لافتة إلى أن كل أمهات الشهداء يعشن لحظات الألم والفراق، وما يخفف عنهن لوعة الفراق والألم هم أنهم أحياء عند ربهم يرزقون، وأن درب الشهداء يسلكه كل الأحرار من أجل الدفاع عن قضاياهم، ويجب على أمهات العالم الشعور بألم ومعاناة الأمهات الفلسطينيات في ظل ما يرتكبه الاحتلال من جرائم وقتل وإرهاب بحق الشعب الفلسطيني.

من جانبه، أكد والد الشهيد ناصر جمال من مدينة رفح جنوب قطاع غزة، أن قوافل الشهداء لن تتوقف لأننا في معركة طويلة ومستمرة مع هذا الاحتلال، وهو صراع امتد لأكثر من قرن، وكل الأجيال المتعاقبة حملت الراية في الدفاع عن فلسطين، وأن استشهاد نجله ناصر في قصف صهيوني زاده تمسكاً وحباً بوطنه، داعياً كل أحرار العالم لمواصلة دعم صمود ومقاومة الشعب الفلسطيني في وجه هذا الاحتلال المجرم.

وأشار أبو ناصر إلى أن معركة التحرير لا توقفها المؤامرات والمخططات، والقضية الفلسطينية مرت بالكثير من المراحل من عام النكبة 1948 على يد العصابات الصهيونية وبريطانيا إلى يومنا هذا من خلال طرح ما يسمى بـ”صفقة القرن”، التي ستسقط، لأن الشعب الفلسطيني لا يفرط بحقوقه بالتقادم.

Exit mobile version