«التطبيع» خيانة للمسجد الأقصى.. والمشاركة بـ«الكنيست» حرام شرعاً وواقعاً

 أكد الشيخ كمال الخطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل سابقاً قبل حظرها من قبل الدولة العبرية عام 2015م، في لقاء مع «المجتمع»، أن «التطبيع» مع دولة الاحتلال من بعض الدول العربية خيانة للمسجد الأقصى والقدس وفلسطين، وأن عدم ترشحهم لعضوية «الكنيست» (البرلمان الصهيوني) كان مبنياً على دراسة علمية للواقع وبدوافع دينية، وأشار إلى أن من يأت لفلسطين من بوابة الاحتلال لزيارة القدس؛ يكون قد وقع في وحل الخيانة.

75 فقيهاً حرَّموا المشاركة في «الكنيست» وتجربة من شاركوا من العرب أثبتت صحة هذه الرؤية

تطرق اللقاء مع الشيخ كمال الخطيب، في البداية، عن التساؤل حول موقفهم من دخول بعض العرب لـ»الكنيست»، ولماذا يرفضون ذلك؛ فقال الشيخ الخطيب: عدم مشاركتنا في «الكنيست» يرجع إلى عام 1996م، وكان بناء على رؤيتين؛ شرعية وواقعية.

أما الرؤية الشرعية، فكان هناك 75 عالماً من العالم الإسلامي أيَّدوا عدم المشاركة في برلمان يشرعن القوانين لدولة الاحتلال.

والرؤية الواقعية فهي تجربة من سبقونا في الدخول لـ»الكنيست»؛ حيث كانت فاشلة بامتياز، ووصلنا إلى نتيجة مؤكدة أن دخولنا لـ»الكنيست» تستفيد منه الدولة العبرية، والواقع الذي نعيشه أكد صواب نظرتنا التي كانت بناء على الأسس التي ذكرت، ورفعنا وقتها شعار «مشاركتنا في الكنيست ستساهم في تجميل الوجه القبيح للدولة العبرية»، واليوم «إسرائيل» في غاية السعادة.

ورئيس الوزراء «بنيامين نتنياهو» في عام 2017م، وأمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك قال للعالم: «نحن لدينا برلمان فيه يهود ومسيحيون ومسلمون»، وهذا تحسين لهذه الدولة، وإظهارها بأنها دولة ديمقراطية ومتسامحة.

واليوم، يقول أحد النواب العرب: «أنا أريد السلام، و»نتنياهو» لا يريد الحرب»، فهذا تحسين لصورة «نتنياهو»؛ لذا موقفنا كان بناء على دراسة الواقع والتجارب السابقة للأحزاب العربية، التي لم تحقق أي شيء سوى تجميل دولة الاحتلال، فلم تمنع هذه الأحزاب سن قانون ضد العرب كقانون التحريض وقانون القومية، أو منع حروب على غزة ولبنان، أو قوانين تتعلق بقضايا هدم المنازل ومصادرة الأراضي، بل تم سن قوانين تشرعن القتل للفلسطينيين والاستيطان وغيرها.

واستطرد الخطيب قائلاً: اليوم هناك 15 عضواً عربياً في «الكنيست»، تأثيرهم صفر! وهؤلاء حاولوا إيصال «بيني جانتس» للحكم بحجة إسقاط «نتنياهو»، وهذا أمر خطير أن يساهم عضو عربي في دعم شخص له تاريخ أسود مع الفلسطينيين، ومع ذلك رفض «جانتس» دعمهم وتحالف مع «نتنياهو»، حتى لا يتم معايرته من قبل المجتمع «الإسرائيلي» بأنه وصل للحكم من خلال دعم العرب.

لذلك، وصلنا إلى نتيجة مفادها أنه لا بد من بناء المجتمع العصامي، المبني على إقامة مؤسساتنا الخاصة بنا من مدنية وأهلية؛ فنتيجة هؤلاء النواب من الناحية السياسية صفر كبير من حيث التأثير، ومن الناحية الخدماتية صفران أيضاً! حيث لم يتغير وضع الميزانيات للمجالس المحلية في المجتمع العربي؛ فالجريمة متزايدة، وهدم البيوت مستمر، والتمييز العنصري قائم، والمصادرات على أشدها، وقرية العراقيب في النقب المحتل، وهي بيوتها من الزينك، هدمها الاحتلال 180 مرة!

وعن سبب زيادة التصويت في الانتخابات الأخيرة للقائمة المشتركة، لفت الخطيب إلى أن ذلك يعود إلى خوف الأحزاب من عدم النجاح والوصول إلى نسبة الحسم، فتجمعت الأحزاب في قائمة مشتركة، وخلقت القائمة نوعاً من الأمل برفع شعار زيادة أعداد النواب العرب في «الكنيست»، يمكن أن يكون هناك تأثير، وحصلوا على 15 مقعداً، لكن تأثيرهم بقي صفراً! والاستطلاعات الآن تشير إلى انخفاض عدد أعضاء القائمة المشتركة إلى 11 عضواً في الحد الأعلى في حال خوض انتخابات جديدة، وهذا يدلل على نزع الثقة من القائمة المشتركة، وشعبنا صدم من تصويت القائمة المشتركة لقانون دعم الشواذ جنسياً الذي طرح مؤخراً، وهذا يخالف ديننا وأخلاقنا وقيمنا.

ونوه الخطيب قائلاً: الحركة الإسلامية تم حظرها من قبل الدولة العبرية في نوفمبر 2015م، ولم نكن نشارك لا تصويتاً ولا ترشيحاً، والموقف اليوم يؤكد صواب ما ذهبنا إليه.

بعد «التطبيع» تراجعت السلطة الفلسطينية عن رفضها لفتوى القرضاوي بحرمة زيارة «الأقصى» من الخارج

زيارة الأقصى من الخارج

وعن زيارة المسلمين من خارج فلسطين للمسجد الأقصى، قال الشيخ الخطيب: هناك فتوى من الشيخ يوسف القرضاوي تحرم الزيارة للمسجد الأقصى للمسلمين من الدول العربية والإسلامية؛ لأنه سيكون عبر التأشيرة «الإسرائيلية»، وهذه مقدمات للتطبيع، وهذه الفتوى قبل عشر سنوات، وما يحصل الآن يؤكد ما ذهب إليه الشيخ القرضاوي، حتى إن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين تبنى الفتوى، والسلطة الفلسطينية وقتها هاجمت الفتوى وفضيلة الشيخ، وطالبت بقدوم المسلمين والعرب، ولكن عندما طبَّعت بعض الدول الخليجية قبل ثلاثة أشهر؛ تراجعت السلطة الفلسطينية عن المهاجمة للفتوى القديمة، واعتبرت الزيارة لا تجوز، والصلاة عبر البوابة «الإسرائيلية» لا تصح، لذلك هذا التطبيع بشكله الحالي يشير إلى خطورة مستقبل الأمة العربية والإسلامية.

وبمناسبة هرولة بعض الدول العربية للتطبيع مع الكيان الصهيوني، قال الخطيب: خطورة التطبيع على المسجد الأقصى كان واضحاً في اتفاق تطبيع إحدى الدول المطبعة أخيراً، الذي نص على أن السيادة فيه لـ»إسرائيل»، والعبادة للمسلمين ولكل الديانات، فالبيت الإبراهيمي الذي أقيم في هذه الدولة الذي يصلي فيه المسيحي والمسلم واليهودي، كان رسالة لنقل التجربة داخل المسجد الأقصى وتكون فيه العبادة مشتركة، وظهرت أصوات من المستوطنين المقتحمين للمسجد الأقصى تطالب بأن يصلي الجميع في المسجد الأقصى، وهذا ما قاله مستشار الرئيس الأمريكي وصهره «جاريد كوشنير»: «من حق أبناء الديانات السماوية جميعاً أن يصلوا في جبل الهيكل (يقصد المسجد الأقصى) ومع بعضهم بعضاً، يتفقون على الترتيبات»، وأصبح دورنا العبادة فيه فقط دون أي حق فيه!

وختم الخطيب قائلاً: من قرأ الصحف العبرية مؤخراً يجد أنها جميعها أكدت مهمة الدولة العبرية في نزع الوصاية الدينية للأردن على المسجد الأقصى، وإعطاء هذه الوصاية إلى الإمارات والمغرب -فالدور الأردني يتحدث أن المسجد الأقصى هو حق خالص للمسلمين- وهذا الأمر سيزيد من عملية تهويد المسجد الأقصى، وقبل أيام تم وضع الشمعدان اليهودي على أبواب المسجد الأقصى، والحفريات بالمقبرة اليوسفية، وهي واحدة من الحدائق التلمودية، وهذه الأفعال صفعة في وجه من راهن أن «إسرائيل» ستحترم الوضع القائم بعد التطبيع، لذلك التطبيع كله شر، ولا فائدة منه، والمستفيد الأول والأخير هي «إسرائيل».

Exit mobile version