الفلسطينيون يودعون 2020 بأكثر من 30 ألف وحدة استيطانية

لم يسبق منذ احتلت الضفة الغربية والقدس عام 1967 أن شهدت استيطاناً بالوتيرة الحالية، التي ينفذها الاحتلال في القدس الضفة المحتلة، حيث أقام الاحتلال، وفق تقارير فلسطينية، أكثر من 30 ألف وحدة استيطانية في الضفة المحتلة والقدس هذا العام، وخاصة خلال الأسابيع الماضية، وذلك ضمن خطوات الاحتلال الصهيوني المتسارعة لاستغلال ما تبقى من الفترة الرئاسية للرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الذي يعد الصديق الأول للكيان الصهيوني، حيث شرعن الاستيطان، وطرح “صفقة القرن” المشؤومة، ودعم عمليات الضم الاستعمارية، واعترف بالقدس عاصمة موحدة للكيان.

الفلسطينيون يودعون عام 2020 بأكثر من 30 ألف وحدة استيطانية

 وقد وثقت تقارير حقوقية أن الاحتلال أقام 20 ألف وحدة استيطانية في القدس وحدها هذا العام، وأكثر من 10 آلاف وحدة استيطانية في الضفة المحتلة، يضاف لذلك إقامة عشرات البؤر الاستيطانية المتنقلة في عمق القرى والبلدات الفلسطينية بهدف الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، وتنفيذ عصابات المستوطنين لهجمات على الفلسطينيين.

 عام الاستيطان

وقالت الخارجية الفلسطينية، في بيان لها: إن التصعيد الاستيطاني ضد القدس والضفة المحتلة تضاعف بصورة خطيرة خلال عام 2020، خاصة خلال الأشهر الأخيرة، التي شهدت سباقاً استيطانياً محموماً، حيث يخطط الاحتلال لإقامة آلاف الوحدات الاستيطانية التي ترافقت مع عمليات واسعة لطرد وتهجير الفلسطينيين، حيث هدم الاحتلال خلال هذا العام أكثر من 170 منزلاً، مؤكدة أن جميع إجراءات الاحتلال في القدس غير شرعية وباطلة، ولا تحمل أي أثر قانوني على طبيعة ومكانة مدينة القدس، وإنها ستواصل العمل مع المجتمع الدولي والمحاكم المختصة لجلب كل من يرتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق القدس وأصحابها الفلسطينيين إلى العدالة الجنائية والمساءلة الدولية.

تهجير أحياء في القدس

وتشهد القدس المحتلة والضفة المحتلة عمليات هدم مكثفة، وذلك بهدف تهجير الفلسطينيين الذين باتوا يعيشون فصول نكبة جديدة، في ظل صمت المجتمع الدولي.

أشتيوي: شرعنة الاحتلال لـ124 وحدة استيطانية جريمة حرب

ويقول عضو لجنة الدفاع عن سلون في القدس المحتلة، فخري أبو ذياب، لـ”المجتمع”: إن مخطط الاحتلال لتهجير 85 منزلاً في حي بطن الهوى بسلوان يقيم فيه 1200 فلسطيني، وتسليم تلك المنازل للمستوطنين هو حلقة من إستراتيجية زرع بؤر استيطانية بين التجمعات السكانية العربية في الأحياء المقدسية المستهدفة، والقريبة من المسجد الأقصى المبارك، لتغيير التركيبة السكانية، وللتضييق على السكان ولمزيد من السيطرة على الأرض والمباني.

وأضاف أن الاحتلال في مخططه لتفريغ الأحياء المقدسية وتحديداً في سلوان جنوبي المسجد الأقصى يعمل على تصفية الوجود الفلسطيني، بخطوات منها عدم إعطاء تراخيص للبناء، وهدم المباني التي رفضت بلدية الاحتلال منحها تراخيص، وبالنسبة للمنازل القديمة التي لا تستطيع الادعاء بأنها بنيت دون الحصول على التراخيص، كونها قبل الاحتلال تجد لها مبرراً بأنها كانت أملاكاً لليهود أو بقانون أملاك الغائبين لتقليل الاعتراض والاحتجاج من المجتمع الدولي، والحديث الآن عن 79 عائلة رفعت ضدهم قضايا بالمحكمة، وصدر قرار من المحاكم ضد 24 عائلة حالياً وأعطيت 4 عائلات أوامر إخلاء فوري والباقي سينالهم نفس المصير.

الخارجية الفلسطينية: هدم 170 منزلاً في القدس هذا العام

شرعنة الاستيطان

وأكد مراد أشتيوي، من هيئة مقاومة الاستيطان والجدار، لـ”المجتمع”، أن الاحتلال يريد شرعنة 124 بؤرة استيطانية منتشرة كالسرطان في عمق الضفة الغربية، وإضفاء ما يسمى الشرعية على هذه المستوطنات، هو لفرض واقع جديد قبل مغادرة ترمب الرئاسة، لافتاً إلى أن هذا تطور خطير، سيؤدي للاستيلاء على مساحات واسعة من أراضي الفلسطينيين، ويقطع التواصل الجغرافي بين المدن والبلدات الفلسطينية، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني سيواصل مقاومته لكل المخططات الاستيطانية الاستعمارية، التي تهدف لتصفية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

يشار إلى أن مجلس الأمن الدولي اعتمد عام 2016 قرار رقم (2334)، الذي اعتبر الاستيطان غير شرعي، وعلى الاحتلال وقفه فوراً، وهو ما تنكرت له الإدارة الأمريكية الحالية، بل ذهبت في دعمها للمستوطنات والمستوطنين، أن وسمت منتوجات المستوطنات على أنها صنعت في كيان الاحتلال، وهو ما أثار ردود فعل فلسطينية ودولية منددة بهذا القرار، الذي يخالف كل القوانين والأعراف الدولية.

Exit mobile version