الفصائل الفلسطينية: لا بد من المصالحة ووقف العلاقات مع الاحتلال

شددت الفصائل الفلسطينية على ضرورة استمرار جهود المصالحة الوطنية وعودة حركة “فتح” عن مواصلة التنسيق الأمني والدعوة إلى انتخابات شاملة متزامنة.

 جاء ذلك خلال مشاركة معظم الفصائل الفلسطينية اليوم الثلاثاء في اللقاء الوطني بعنوان: “تطورات المشهد الوطني”، الذي عقد في مدينة غزة.

واعتبر عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” خليل الحية، في كلمة حركته على أن أهم المخاطر التي تواجه القضية الفلسطينية اليوم هي صفقة القرن والتطبيع والاستيطان والضم، قائلا: “من لا ير خطة الضم الإسرائيلية تسير على الأرض فهو أعمى أو يتعامى”.

وشدد على ضرورة الاتفاق على إستراتيجية وطنية موحدة لمواجهة الاحتلال، مؤكدا على أن حركته بادرت منذ اللحظة الأولى إلى الوحدة الوطنية.

وحذر القيادي في “حماس” من أنه يتم استدراج السلطة الفلسطينية لتكون جزءا من عملية التطبيع في المنطقة.

وقال: “ما يدور في المنطقة اليوم يستهدف وجودنا وقضيتنا قلب الصراع في المنطقة، ويجب إعادة ترتيب صفوفنا”.

وأضاف:” الأمة تُسلب إرادتها وتنهب ثرواتها لتصبح إسرائيل سيدة في المنطقة، وهذا لن يكون بإذن الله”.

وتابع: “إسرائيل تستمر في غيها، ويستمر الاستيطان في تغوله، والضم على الطاولة قائم ولا يتم الحديث عنه في الإعلام، ويتم شبرًا بشبر وخطوة بخطوة”.

واستعرض الحية خطوات حركته لاستعادة الوحدة الوطنية لمواجهة التحديات ولقاءاتها مع حركة “فتح”.

وقال: “سارعنا نحن والقوى الوطنية لرأب الصدع ولمّ الكلمة، ولا يمكن أن نواجه التحديات إلا بوحدة وشراكة حقيقية والاتفاق على استراتيجية وطنية نعيد فيها بناء مؤسساتنا، ونطلق يد المقاومة ليدفع الاحتلال الثمن”.

وأضاف: “بادرنا في مراحل عدة للوحدة الوطنية من رأس الهرم في حماس وعلى رأسها من رئيس المكتب السياسي للحركة”.

وشدد على أن الوحدة الوطنية في مواجهة التحديات القائمة على الشراكة هي الذراع القويم والأساس.

وأضاف: “اتفقنا على مقاومة في الميدان، والذهاب إلى ترتيب مؤسساتنا ومنظمة التحرير، وكان الوضع مبشرًا بالوصول إلى نتائج”.

وتابع : “لقاؤنا مع فتح بإسطنبول كان مرهونًا بموافقة قيادة الحركتين، وذهبنا  إلى القاهرة لاعتماد ذلك”.

ومن جهته أكد خالد البطش عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي أن حركته تقدر تصميم حركة “حماس” على المضي قدما للمصالحة.

رد منطقي

وقال البطش في كلمة حركته: “نحن أمام تحدي مواجهة الاحتلال ومقاومة مشاريع التطبيع والتهويد والضم والاستيطان وضرورة إنهاء الانقسام ورفع الحصار عن غزة والمدخل لذلك إعادة بناء منظمة التحرير على أسس جديدة تم الاتفاق عليها في 2005 و2011”.

وأضاف: “لقاء الأمناء العامين في سبتمبر الماضي كان ردا منطقيا ورسالة وطنية جادة، وما تلاه من لقاءات إسطنبول والقاهرة، وكنا على موعد مع الشراكة وفق أسس صحيحة”.

وتابع: “يجب الاستمرار في مسار المصالحة وعدم التسليم بالانتكاسة الأخيرة الذي حصل في ملف المصالحة وندعو إخواننا لاستئناف الجهود الوطنية المخلصة”.

وطالب البطش السلطة بالتراجع عن قرار عودة العلاقات مع الاحتلال، واستكمال مخرجات لقاء الأمناء العامين من تشكيل قيادة وطنية موحدة في الميدان.

وشدد على ضرورة عدم العودة إلى المناكفات الإعلامية، محذرا من خطورة العودة للغة العقوبات على غزة، داعيا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لإنهاء الإجراءات العقابية التي فرضت على الناس في غزة.

وقال: “هل ستدفع جماهير غزة ثمن فشل اللقاءات هنا أو هناك، وعليه ندعو أبو مازن لإصدار توجيهاته لتوفير احتياجات القطاع الصحي في غزة وتوفير مسلتزمات مواجهة كورونا”.

انتخابات شاملة

من جهته شدد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية جميل مزهر، في كلمته على ضرورة إجراء انتخابات شاملة ومتزامنة تعيد بناء النظام الفلسطيني على أسس الشراكة.

واعتبر مزهر عودة السلطة للعلاقات مع الاحتلال ضربة لحالة الإجماع الوطني الرافضة للتسوية والمفاوضات.

وحذر صالح ناصر عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية في كلمته من أن “الإسرائيليين” ذاهبون لخلق أمر واقع على الأرض لإقامة “إسرائيل الكبرى” لتحقيق روايتهم.

وشدد ناصر على ضرورة إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة، قائلا: “آليات استعادة الوحدة متفق عليها، وإذا كان الخلاف على المقاومة فهناك توافق على المقاومة الشعبية، فلماذا لا تُنفذ؟”.

وأضاف: “نرفض رفضا مطلقا الخروج عن قرارات الإجماع وعودة السلطة للعلاقات مع إسرائيل ونطالبها بالعودة لما تم الاتفاق عليه في الاجتماعات الوطنية”.

وشدد على ضرورة دعوة الأمناء العامين للفصائل من جديد لوضع الخطة ووضع الآليات الملزمة لاستعادة الوحدة.

وأكد ناصر على الشراكة الوطنية وإنهاء الانقسام وإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني وفق نظام التمثيل النسبي الكامل.

وقال:” ما الذي يمنع تشكيل القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية، والاتفاق على برنامج وطني؟”.

وأضاف: “التلويح بعقوبات جديدة على قطاع غزة يعقد المشهد في القطاع المحاصر”.

ومن جهته رحب القيادي في حركة المبادرة الفلسطينية عائد ياغي، في كلمته بأي لقاء يحقق الوحدة الوطنية وينهي الانقسام.

وطالب بتشكيل قيادة وطنية موحدة من أجل تحقيق الوحدة، داعيا السلطة إلى وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال.

كما طالب بتصعيد المقاومة الشعبية وصولا إلى المقاومة الشاملة في مواجهة الاحتلال، والعمل على توسيع حركة التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني.

Exit mobile version