مسجد حاجي علي أكبر.. مَعْلم تاريخي دمره الاحتلال الأرميني بأذربيجان

يعد مسجد “حاجي علي أكبر” الذي بني عام 1890 في مدينة فضولي الأذربيجانية، من أبرز المعالم التاريخية المدمرة على يد الاحتلال الأرميني.

وفي 17 أكتوبر الماضي، حرر الجيش الأذربيجاني مدينة فضولي بعد 27 عاماً من الاحتلال الأرميني.

ومسجد “حاجي علي أكبر” بناه كربلائي سفيهان قره باغي (1817- 1910)، أحد أشهر المهندسين المعماريين البارزين في قره باغ وأذربيجان.

إلا أن المسجد حاله حال الكثير من المعالم المهمة الأخرى في فضولي، المدمرة إما بسبب الإهمال أو بفعل الحرب منذ احتلال أرمينيا للمدينة في عام 1993.

صمم قره باغي، المعماري الشهير، عشرات المعالم التاريخية في أوكرانيا وتركمنستان وروسيا، فضلاً عن مسجد حاجي علي أكبر في فضولي عام 1890.

وتعد مدينة شوشة المحررة مسقط رأس المعماري قره باغي، وقد دمر المسجد الذي بناه في فضولي التي تبعد 100 كم عن شوشة، أثناء اجتياح الجيش الأرميني للمدينة.

لم يبق من المسجد التاريخي سوى قاعدة مأذنته، فيما ما زالت أعمدته المطرزة الجميلة المحطمة تلفت الانتباه.

وإلى جانب المسجد، يبرز للعيان أنقاض الباب العالي المقوس لمطبعة صحيفة “أراز” الرائدة في المدينة التي كان يقطنها آنذاك قرابة 144 ألف نسمة.

ووضع الجيش الأذربيجاني علم بلاده على باب الجريدة التي كان لديها 4 آلاف مشترك حينها في فضولي وحدها.

الدمار لم يقتصر على المباني والمعالم التاريخية في المدينة؛ بل لحق بمقبرة فضولي، حيث وثقت كاميرا “الأناضول” حجم الدمار الكبير في شواهد قبور المسلمين.

وفي عام 1993 احتلت أرمينيا مدينة فضولي والقرى التابعة لها، ويبلغ مساحة هذه المدينة 1386 كم2، وسكنها 144 ألف أذربيجاني قبل الاحتلال.

وقدمت أذربيجان 1100 شهيد في تسعينيات القرن العشرين لصد العدوان الأرميني عن مدينة فضولي.

إلا أن الجيش الأرميني لم يستطع احتلال سوى 20 قرية لمدينة فضولي التي تتألف من مركز المدينة وبلدة و75 قرية.

وفي 27 سبتمبر الماضي، أطلق الجيش الأذربيجاني عملية لتحرير أراضيه المحتلة في إقليم “قره باغ”، وذلك عقب هجوم شنه الجيش الأرميني على مناطق مأهولة مدنية.

وبعد معارك ضارية استمرت لنحو 4 أسابيع، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في 10 نوفمبر، توصل أذربيجان وأرمينيا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ينص على استعادة أذربيجان السيطرة على محافظات كانت محتلة قبل نهاية العام الحالي.

واعتبر الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف الاتفاق بمثابة نصر لبلاده، مؤكداً أن الانتصارات التي حققها الجيش أجبرت رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان على قبول الاتفاق مكرهاً.

Exit mobile version