32 عاماً على الاستقلال.. المستوطنون يطورون خططهم للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية

في 15 نوفمبر 1988، أعلن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات من العاصمة الجزائرية “قيام الدولة الفلسطينية المستقلّة وعاصمتها القدس الشريف”، فيما عرف بـ”وثيقة الاستقلال”.

وقال عرفات، في نص الوثيقة: “إن المجلس الوطني يعلن باسم الله، وباسم الشعب العربي الفلسطيني، قيام دولة فلسطين فوق أرضنا الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشريف”.

في هذه الذكرى التي تصادف في الخامس عشر من نوفمبر من كل عام، يواجه الفلسطينيون واقعاً مؤلماً من حيث إجراءات الاحتلال العنصرية وإطلاق العنان لقطعان المستوطنين لأخذ زمام المبادرة والسيطرة على الأرض وطرد الإنسان الفلسطيني منها، وحشره في الزاوية في بلدات وتجمعات معزولة عن بعضها بعضاً.

في الأغوار تتجلى الصورة والمخططات الاستيطانية المرعبة، فالأغوار مستهدفة بشكل مباشر وواسع باعتبارها الحدود الشرقية للدولة الفلسطينية العتيدة، لذا فالاحتلال ينفذ فيها مشاريع الضم والسيطرة بشكل صامت.

عارف دراغمة موثق الانتهاكات في الأغوار يتحدث بألم عن واقع الأغوار يقول لـ”المجتمع”: لا يتوقف الاحتلال والمستوطنين على قضم الأغوار ومضايقة من فيها من الفلسطينيين، فاليوم نشهد بؤراً عشوائية يقوم بها المستوطنين ومن خلفهم الإدارة المدنية وما يسمى بسلطة الطبيعة، فالإدارة المدنية تقوم بالهدم وسلطة الطبيعة تصنف المناطق بهدف منع استخدامها، والبؤر العشوائية هي ابتداع استيطاني مرعب، بحيث يتم وضع اليد على عدد من قطع الأراضي المتناثرة من خلال عملية التسييج وبعد فترة من الزمن يتم ضم البؤر الاستيطانية والأراضي الواقعة بينها لتصبح مستوطنة كبيرة، فهذه الخطط المرعبة أصبحت تستهدف كل الأراضي التي هي في الحقيقة ما تبقى للفلسطينيين، فما نسبته 80% من أرض الأغوار أصبحت في قبضة الاحتلال والمستوطنين ونحن هنا نتكلم عن مليون دونم.

ويضيف: الخرب الموجودة في الأغوار لا تتوقف آلة الهدم فيها، فجرافات ضخمة تأتي لهدم زنكيات وبيوت متواضعة في الحجم والإنشاء، فمن يشاهد الجرافات الضخمة يظن أنها جاءت لهدم عمارات ضخمة أقيمت في المكان، والاحتلال يريد من هذه الصورة صدم السكان حتى لا يعودوا لبناء زنكيات وحظائر من جديد، بينما المستوطن يقوم بالاستيلاء على الأرض ويتم مد النية التحتية بسرعة تفوق شرعة الضوء.

وفي محافظة قلقيلية القريبة من الخط الأخضر، أقيم حزام استيطاني مرعب على امتداد الخط الأخضر، واتجه هذا الحزام إلى الشرق في أراضي عام 1967م.

محمد أبو الشيخ، مسؤول ملف الاستيطان في المحافظة يقول: محافظة قلقيلية كونها تأتي قبالة وسط السمكة في الداخل الفلسطيني التي تسمى منطقة هشارون، تم تكثيف كل الأعمال الاستيطانية فيها سواء في إقامة المستوطنات وتوسيع القائم منها ومد الطرق الالتفافية واهمها طريق رقم (55)، وإقامة مناطق معزولة خلف الجدار، فحجم الأراضي المعزولة خلف الجدار في الضفة الغربية تصل إلى 140 ألف دونم، محافظة قلقيلية وحدها يوجد فيها قرابة العشرين ألف دونم معزولة خلف الجدار، وهي مرشحة للضم، فالاحتلال يسمح  بالدخول إليها من خلال تصاريح أمنية ولا يحق له إقامة أي منشآت فيها.

ويضيف قائلاً: عدد المستوطنين يفوق الـ90 ألف مستوطنة في 26 مستوطنة كبيرة، فالمستوطنات تستولي على مقدرات المحافظة من مياه وأراض زراعية، كما أن المشاريع القادمة مرعبة منها إقامة مدينة استيطانية كبيرة تضم مستوطنات قائمة في الناحية الجنوبية، إضافة إلى السيطرة على خلة حسان الإستراتيجية وهي تقع بين محافظتي قلقيلية وسلفيت لقطع التواصل بين المحافظتين.

وفي منطقة الزاوية غرب سلفيت، يقول عزمي شقير، مسؤول ملف العلاقات العامة في بلدية الزاوية: في ذكرى الاستقلال صودرت 8 آلاف دونم خلف الجدار، ويسمح لنا بالدخول بتصاريح فيها العذاب والإذلال وستقام في المنطقة أكبر مقبرة للمستوطنين بمساحة تزيد على 800 دونم للمستوطنات القائمة.

Exit mobile version