أحرونوت: تل أبيب خططت لاغتيال عرفات وقادة فتح بتفجير إستاد بيروت

كشفت مصادر إعلامية عبرية، اليوم الخميس، عن مخطط “إسرائيلي” لاغتيال ياسر عرفات وقيادات حركة “فتح” خلال تفجير إستاد بيروت في عام 1982، إلا أنه تم إلغاء التنفيذ في اللحظات الأخيرة.

ويأتي الكشف عن تلك العملية، بالتزامن مع مرور الذكرى الـ 16 لرحيل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات “أبو عمار”، الذي توفي في الحادي عشر من نوفمبر 2004، بمشفى بالعاصمة الفرنسية باريس متأثرًا بالمرض، دون أن يكشف لغز ملابسات وفاته بالسم، حيث لا يزال القاتل مجهولًا.

وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” التي ستنشر تحقيقا غدا في ملحق “7 أيام”، إن “إسرائيل تراجعت في اللحظة الأخيرة عن مخطط لتفجير ملعب كرة قدم كامل في العاصمة اللبنانية بيروت على من بداخله من الناس، بهدف اغتيال ياسر عرفات وأبو جهاد وكبار قادة من منظمة التحرير الفلسطينية”.

وأوضحت الصحيفة أنه كان مخططا أن تخرج العملية التي أطلق عليها اسم “أولمبيا” إلى حيز التنفيذ في الأول يناير 1982 أثناء تواجد عرفات وقادة المنظمة في المكان، مشيرة إلى أنه لو تم إطلاق العملية لكان الشرق الأوسط يبدو مختلفا تماما.

وأشارت الصحيفة إلى أن “عملاء لإسرائيل قاموا بوضع عدة كيلو جرامات من المتفجرات تحت المقاعد في إستاد بيروت الذي كان سيستضيف مؤتمر منظمة التحرير الفلسطينية، وكان من المفترض أن تقف ثلاث مركبات مفخخة تحمل طنين من المتفجرات بجانب المدرج”.

وكانت الخطة تقضي تفجير المتفجرات التي وضعت تحت المقاعد أولا، ومع تدفق الناجين المذعورين، سيتم أيضا تفجير المركبات المفخخة عبر منظومة التحكم عن بعد؛ الأمر الذي كان سيؤدي إلى مجزرة دموية كبرى للعملية في ذلك الوقت.

ووفقا للمزاعم العبرية تم التخطيط لعملية “أوليمبيا” في أعقاب العملية المسلحة التي نفذها سمير القنطار في إبريل 1979، وأسفرت عن مقتل أفراد من عائلة هران.

ومباشرة عقب انتهاء مراسيم الجنازات أمر رئيس الأركان رافائيل إيتان، قائد المنطقة الشمالية الجنرال يانوش بن غال “بقتلهم جميعا”، بحيث إن الرسالة كانت واضحة، وهي قتل جميع قيادات فتح في بيروت وعلى رأسهم عرفات، ومن أجل هذه المهمة، عرف بن غال بالضبط من يحتاجه: مائير دغان.

ومن خلال التقرير المطول الذي ستنشره الصحيفة، الجمعة، بعد موافقة الرقابة العسكرية لأول مرة على نشر تفاصيل جديدة حول العملية، تشمل التفاصيل أيضا شهادات دغان وبن غال، اللذين وافتهما المنية.

وبحسب ما سمح بنشرة، فإن مجموعة صغيرة جدا فقط كانت على دراية ولديها معلومات عن الخطة، وكذلك عن جزء كبير من العمليات والنشاط العسكري “الإسرائيلي” في لبنان في تلك الأيام تحت قيادة دغان، وبعلم رئيس الأركان، ولكن بإقصاء ما تبقى من هيئة الأركان العامة وشعبة المخابرات عن أي نشاط ومعلومات بشأن المخطط.

وبغية التحضير لمخطط العملية، نشطت وعملت وحدة ظل سرية فائقة للجيش “الإسرائيلي” في لبنان، التي نفذت هجمات إرهابية وعمليات حرب عصابات واغتيالات للفلسطينيين، تم إخفاء معظمها عن رئيس الحكومة في حينه مناحيم بيجن.

كما أن عملية تفجير إستاد بيروت لم تجتَز كل المستويات القيادية والموافقات المعتادة، حيث تم التخطيط للعملية من وراء الكواليس وبسرية تامة من قبل مجموعة صغيرة من الشركاء السريين.

لكن العملية تم إلغاؤها في اللحظات الأخيرة؛ فقبل ساعات من التنفيذ، تم استدعاء مخططي العملية إلى بيجن، الذي قرر في خطوة مثيرة، وبينما كان مريضا في سريره، إلغاء العملية ووقف إخراجها لحيز التنفيذ.

وبعد نصف عام من إلغاء العملية اندلعت حرب لبنان الأولى، التي استمرت لمدة 18 عاما، واعتقد دغان، حتى آخر أيام حياته أن “إسرائيل” أضاعت ما وصفه بـ”فرصة ذهبية”، قائلا: “لو تمت الموافقة لنا بتنفيذ العملية، كان سيتم تصفية قيادة منظمة التحرير الفلسطينية وإخراجها من اللعبة، ولوفر علينا ذلك عدم خوض حرب لبنان ومشاكل أخرى لا حصر لها”.

Exit mobile version