بوليتكو: ترامب يقف وحيدا بين عائلة منقسمة وأصدقاء يحثونه على القبول بنتائج الانتخابات

يواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عائلة منقسمة على نفسها وأصدقاء يطالبونه بالتسليم بنتائج الانتخابات التي فاز بها المرشح الديمقراطي جوزيف بايدن.

وفي تقرير لمجلة “بوليتكو” جاء فيه أن ترامب قضى وقته منذ إعلان بايدن النصر في الانتخابات في مناخ منعزل، حيث رفض دعوات عائلته للتسليم بالنتائج، ورفض كل الانتقادات من أي زاوية في واشنطن، وراقب أتباعه على موجات الأثير الذين طالما تغنوا بصموده وقد تغيرت نبرتهم.

وللمرة الثانية منذ إعلان النتائج، غادر الرئيس البيت الأبيض يوم الأحد لقضاء وقت في ناديه للغولف، الذي أصبح كما قال مسؤول في الإدارة الأمريكية “المكان الأمن” لكي يفكر في الخطوة المقبلة. وواجه الرئيس المهزوم في الأيام الأخيرة تيارا من النصائح المتناقضة حول كيفية قضاء ما تبقى له من أشهر في البيت الأبيض. وهناك في دائرته المغلقة من نصحوه بالقتال حتى النهاية، فيما أكد آخرون في أحاديثهم الخاصة أن عليه القبول بنتائج الانتخابات لحماية ميراثه.

ومن داخل عائلته، دعته زوجته ميلانيا، وصهره وجارد كوشنر للتفكير باستراتيجية خروج. إلا أن نجليه دونالد ترامب جونيور، وإريك ترامب، يواصلان حملة التغريدات الداعية للقتال وشن حرب ضد الانتخابات. وفي داخل حملة ترامب، بدأ مساعدوه بالاستيقاظ على الحقيقة المرة والخسارة. وفي مقرات الحزب واجه المسؤولون تغريدات معلقة على الجدران ومقالات صحافية تم التلاعب بعناوينها تطالبهم بالقتال ورفض نتائج الانتخابات. وهي فكرة من بنات أفكار المسؤولين الكبار في حملة ترامب، وذلك حسب شخص مطلع. وهناك من التزموا بالصمت، ومن بينهم نائبه مايك بنس مما أثار علامات الدهشة بين حلفاء ترامب.

وتعلّق المجلة، أن عالم ترامب ما بعد الانتخابات الممزق، هو نفسه العالم الذي رافقه طوال أربعة أعوام من الحكم، وبهذه الطريقة تم التوصل إلى القرارات من خلال الآراء المتنافسة والقوى التي حاولت الدفع بأجندتها ليقوم ترامب باتخاذ القرار الذي يناسبه.

وكان الانقسام واضحا صباح الأحد، عندما بدأت حملة ترامب بنشر سلسلة من التغريدات الموجهة لأنصاره تحثهم على القتال ودعم جهود الرئيس لمواجهة النتائج، فيما نشر الرئيس تغريدات تحدث فيها وبدون دليل عن التزوير في الانتخابات. وفي الوقت نفسه قام عدد من مسؤولي الحزب البارزين بتهنئة بايدن على فوزه. وقام أهمّ حليف لترامب في الخارج وهو بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي بتهنئة بايدن، وعبّر عن تطلعه للعمل معه “وتقوية التحالف الخاص بين الولايات المتحدة وإسرائيل”.

وبعد ساعات من تغريدة نتنياهو، نشر ترامب تغريدة عبّر فيها عن مظلوميته، واشتكى من الإعلام الذي قرر الفائز بالانتخابات. وقال: “منذ متى يقرر الإعلام الأعرج من سيكون الرئيس المقبل؟ لقد تعلمنا الكثير في الأسابيع الماضية”.

وفي الوقت الذي تحصن فيه ترامب بنادي الغولف الذي يملكه في ستيرلينغ- فيرجينيا، تجمّع أنصار من حملة اليافطات “لنجعل أمريكا عظيمة مرة ثانية” وحملوا يافطات أخرى كتب عليها “التزوير في الانتخابات يقتل الديمقراطية الأمريكية”. وهتف أنصاره: “نريد ترامب”.

لكن بعض الحلفاء البارزين له في البيت الأبيض أعربوا في مشاركات تلفزيونية عن شكّ في حملته القانونية لتغيير نتيجة الانتخابات. وقال حاكم نيوجرسي السابق كريس كريستي: “الصداقة لا تعني أننا عُمْي”. وقال إن النافذة تغلق أمام صديقه الرئيس لكي يقدم أدلة عن تزوير واسع، ويبرر عدم قبوله بالنتائج.

وأضاف: “من المهم القول للرئيس: لو كان التزوير هو سبب عدم اعترافك بالنتائج، فقدم لنا أدلة”. وواصل كريستي في حديثه مع شبكة إي بي سي: “لأنك لو لم تقدم لنا الدليل فلن نستطيع عمل هذا، ولن ندعمك بدون تبصر”.

وعبّر أصدقاء ترامب في فوكس نيوز، الذين طالما دعموا أساليبه ودافعوا عن إدارته، عن شكّهم من المعركة القانونية التي تعهد الرئيس بمواصلتها لكي يظل في البيت الأبيض. فحملاته القانونية في جورجيا وبنسلفانيا ونيفادا وأريزونا لم يكن لها أثر.

ويرى جوناثان تيرلي، البروفسور في جامعة جورج واشنطن وعمل كشاهد جمهوري خلال محاكمة الرئيس، في مقابلة مع فوكس نيوز، أن فريق الرئيس يحاولون صيد الفيلة باستخدام ديرنجر” (سلاح صغير لا هو مسدس أو مسدس شبه أتوماتيكي)، وهم يبحثون عن أدلة تزوير في مراكز عد الأصوات. وقال: “نريد شيئا من عيار ثقيل، لو أردت تقويض نتائج الانتخابات وتأكيدها، ولهذا فنحن بانتظار الأدلة”. واعترف مارك ثيسن، كاتب خطابات الرئيس السابق جورج دبليو بوش، والداعم لترامب، اعترف بفوز بايدن، وعبّر عن أمله بتوحيد الرئيس الديمقراطي المقبل الناس معا.

وتجنب عدد من مساعدي ترامب الذي قضوا الأسابيع قبل يوم الانتخابات يدافعون عنه على محطات التلفزة، تجنبوا الظهور عليها كليا. وتعللوا بقانون “هاتش” الذي يمنع المسؤولين من المشاركة في نشاطات حزبية، لكن هذا الخوف لم يكن حاضرا قبل الانتخابات.

وكان الغياب المفاجئ لكبار حلفاء ترامب عن الساحة مصدر حيرة للمساعدين المقربين للرئيس الذي ظلوا يدافعون عن فكرة “سرقة” الانتخابات. وتساءل مسؤول بارز في حملة ترامب: “بحق السماء أين مايك بنس”، حيث لاحظ غياب نائب الرئيس عن الساحة باستثناء تغريدة في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر دعا فيها لعد “كل صوت قانوني”. وظل بنس مع الرئيس في البيت الأبيض، لكنه ابتعد عن الظهور.

وفي الوقت الذي تخلى فيه حلفاء الرئيس عنه وقبلوا في الواقع، قام مسؤولون في حملته بمعالجة عناوين صحافية قديمة ووضعها على جدران مقرات الحملة، مثل ذلك العنوان الذي نقل من صحيفة “نيويورك تايمز” في عددها عام 2000 أثناء المواجهة القانونية بين بوش والمرشح الديمقراطي آل غور.

ومن ظهر من مساعدي ترامب على برامج التلفزة الأمريكية يوم الأحد، دافع عنا الرئيس وأكد على عدم شرعية الانتخابات. فقد قال رئيس مجلس النواب السابق، الجمهوري نويت غينغرتش، إن “على بايدن تقديم الكثير لكي يقنع الجمهوريين أن هذه ليست عملية سيطرة يسارية على السلطة مولها أشخاص مثل جورج سوروس”.

وقال في مشاركة مع فوكس نيوز: “بصراحة هذه انتخابات فاسدة ومسروقة”. واعتبر جمهوريون قرار شبكات التلفزة الإعلان عن فوز بايدن متعجلا. وقال السناتور عن ميسوري جوش هاولي، إن الشعب الأمريكي سيعرف الفائز “عندما يتم عد كل الأصوات، وانتهاء عملية إعادة الفرز ومعالجة اتهامات التزوير”.

وقال زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب سيتف سكاليس: “الانتخابات غير منتهية” حتى يتم حل القضايا القانونية للرئيس.

من جانب آخر، حثّ كوشنر وميلانيا الرئيس على تحدي النتائج قانونيا، لكنهما طلبا منه عدم عرقلة العملية الانتقالية التي يجب أن تحدث قبل تنصيب بايدن.

لكن الرئيس ليس مستعدا على ما يبدو للقبول بنتائج الانتخابات، فبعد عودته من ملعب الغولف إلى البيت الأبيض، غرّد بقصة من الموقع المتطرف “بريتبارت نيوز” عن إرسال فريق محققين إلى جورجيا بعد اكتشاف مشكلة في عملية نقل صناديق الاقتراع.

 

Exit mobile version