“كورونا” يراكم الغبار على مرافق السياحة العربية

 
لم يبق تفشي فيروس كورونا، أية آمال باستعادة النشاط للسياحة العربية، في وقت تظهر أرقام الإصابات الجديدة، واستئناف إجراءات الغلق الجزئي عالميا، بمزيد من المتاعب للقطاع الذي يمثل مصدر النقد الأجنبي لعديد الدول العربية.

في يوليو تموز الماضي، قال صندوق النقد العربي في تقرير، إن مساهمة قطاع السياحة تبلغ 11.4 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي للدول العربية.

سجل ناتج القطاع السياحي أعلى مستوى له في السعودية، بقيمة 79.5 مليار دولار في 2019 مدفوعا بالسياحة الدينية، تليها كل من الإمارات ومصر بناتج للقطاع بلغ 58.2 مليار دولار، و48.3 مليار دولار.

وتضررت السياحة الدينية في السعودية بشدة، اعتبارا من مارس/ آذار الماضي بفعل تعطل رحلات العمرة (19 مليون معتمر في 2019)، وخفض أعداد الحجاج بأكثر من 95 بالمئة خلال الموسم الأخير.

وفي بقية دول الخليج، وأبرزها الإمارات (استقبلت في 2019 نحو 22 مليون سائح)، تضررت صناعة السياحة بشكل حاد، إضافة إلى البحرين التي تعد سوقا للسياحة الخليجية أبرزها السعودية.

وبلغت خسائر السياحة العالمية بسبب فيروس كورونا 460 مليار دولار في النصف الأول من العام الجاري، كما أفادت منظمة السياحة العالمية.. “العودة إلى مستوى 2019 على صعيد السياح ستستغرق ما بين عامين وأربعة أعوام”.

** الأردن

قدر رئيس جمعية الفنادق الأردنية عبد الحكيم الهندي، حجم ضرر القطاع السياحي بسبب جائحة كورونا، بنحو 1.4 مليار دولار خلال العام الجاري.. “أكثر القطاعات تضررا هو الفنادق، يليه المطاعم، ثم النقل، ثم مكاتب السياحة والسفر”.

يبلغ عدد المنشآت الفندقية المسجلة والمرخصة 600 منشأة، يعمل منها بالحجر الصحي فقط 90 منشأة؛ بينما يشكل القطاع 14 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي.

وبحسب البنك المركزي الأردني، هبط الدخل السياحي بنسبة 70 بالمئة خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري إلى 1.182 مليار دولار، مقارنة مع 5.8 مليارات دولار في كامل 2019.

ويعتبر الدخل السياحي في الأردن، إلى جانب حوالات العاملين في الخارج وعوائد الصادرات، من أهم مصادر الاحتياطي الأجنبي في الأردن.

** فلسطين

وفي فلسطين، كان قطاع السياحة كما في كل دول العالم، الأكثر تضررا من الجائحة، بخسائر قدرها الجهاز المركزي للإحصاء بنحو 1.15 مليار دولار، تشكل نحو 9 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي المتوقع لعام 2020.

تشكل القيمة المضافة لقطاع السياحة حوالي 2.5 بالمئة من حجم الاقتصاد، وشهدت ذروة السياحة في 2019 بوصول نحو 3.5 ملايين سائح أجنبي إلى الأراضي الفلسطينية.

وتشكل عائدات السياحة الخارجية نحو 89 بالمئة ان إجمالي عائدات القطاع، فيما تشكل عائدات السياحة الداخلية 11 بالمئة، بحسب الجهاز المركزي للاحصاء.

ويعمل في القطاع والأنشطة ذات العلاقة نحو 40 ألف موظف يشكلون نحو 4 بالمئة من إجمالي العاملين الفلسطينيين، وجدوا أنفسهم بلا عمل مع بدء الجائحة.

** المغرب

في الثاني من نوفمبر/ تشرين ثاني الجاري، قالت نادية فتاح العلوي، وزيرة السياحة المغربية، إن “استئناف النشاط السياحي في البلد ما زال خجولا، ما يفسر انخفاض أعداد السياح بنسبة 78 بالمئة خلال الشهور التسعة الأولى 2020 على أساس سنوي.

وذكرت العلوي في تصريحات صحفية، أن “ليالي المبيت تراجعت بـ69 بالمئة، خلال التسعة أشهر الأولى من 2020، مقارنة بنفس الفترة من 2019، وبلغت 5.87 ملايين ليلة مبيت فقط”.

وحتى سبتمبر الماضي، تراجعت الإيرادات السياحية مقارنة بسنة الفترة من 2019، إلى 24.33 مليار درهم (2.5 مليار دولار)، بنسبة هبوط بلغت 60 بالمئة.

وبلغ عدد السياح الأجانب الذين زاروا المغرب في 2019، حوالي 12.9 مليون سائح، بارتفاع 5.2 في المئة مقارنة مع عام 2018، بحسب السلطات المغربية؛ وتشكل السياحة المغربية حوالي 7 بالمئة من الناتج المحلي للمغرب، ويعمل بها أكثر من نصف مليون شخص.

وبلغت إيرادات القطاع السياحي في المغرب من النقد الأجنبي 223.9 مليار درهم (24.36 مليار دولار) بين 2017 و2019، منها 78.8 مليار درهم (8.57 مليار دولار أمريكي) العام الماضي.

** السودان

سجلت ذروة تراجع القطاع السياحي في السودان، خلال العام الجاري، تحت ضغوط تفشي جائحة كورونا، بإجمالي عدد سياح بلغ 224 ألف سائح حتى نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي.

وقال نائب المدير العام للسياحة الاتحادية بوزارة الثقافة والاعلام، محمد مدثر عباس، إن عدد السياح 2019 تراجع إلى 585.30 ألف سائح مقارنة مع 836. ألفا خلال 2018.

وبحسب حديث مدثر، فإن التأثير الأبرز على قطاع السياحة ظهر على أداء الفنادق ووكالات السفر والسياحة، التي أغلقت تماما خاصة بعد توقف حركة الطيران عالميا.

** تونس

توقع الحبيب عمار، وزير السياحة والصناعات التقليدية، تسجيل تراجع حاد للمداخيل السياحية في 2020 بنسبة 66 بالمئة، و80 بالمئة على مستوى الليالي السياحية المقضاة، و79 بالمئة في عدد الوافدين.

وقال الوزير التونسي، خلال جلسة استماع له بالبرلمان يوم 26 أكتوبر/ تشزين أول الماضي: “خسرنا قرابة 50 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة في قطاع السياحة، ما يمثل 13 بالمئة من مواطن الشغل الإجمالية للقطاع”.

واستقبلت تونس في 2019، ما يزيد عن 9.5 ملايين سائح، في حين بلغت عائدات القطاع السياحية 5.5 مليارات دينار (1.99 مليار دولار) بزيادة 35.7 بالمئة مقارنة مع 2018.

ويساهم القطاع السياحي بحوالي 14 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، وهو مصدر هام للعملة الصعبة.

** لبنان

قال مازن بو درغم مستشار وزير السياحة في لبنان، إن 2020 شهد حتى سبتمبر/ أيلول الماضي، توافد 288.9 ألف سائح، نزولا من 1.61 مليون سائح في كامل 2019، بنسبة إشغال 13.4 بالمئة من 42.2 بالمئة في 2019.

وأضاف بو درغم للأناضول، أن مداخيل السياحة في لبنان بلغت 7 مليارات دولار، “ولم تصدر الأرقام الرسمية بعد لعام 2020، حول حجم مداخيل هذا القطاع”.

من جهته، رأى عضو اتحاد نقابات المؤسسات السياحية في لبنان، جان بيروتي، أن السياحة في لبنان تراجعت خلال 2020 بنسبة 90 بالمئة حتى سبتمبر، بينما نشطت السياحة الداخلية من حيث العدد بنسبة 30 بالمئة على أساس سنوي.

“الحكومة لم تقدم أي دعم لقطاع السياحة في لبنان ومؤسساته.. السياحة تشكل 20 بالمئة من الدخل القومي، إلا أن 2019 شكل 10 بالمئة، إثر التراجع التدريجي بسبب الظروف السياسية”.

Exit mobile version