تسليم العقل.. إلى متى؟!

ربما عنوان المقال يصيب من يقرأه بالحيرة! فالذي يسلم عقله للناس معروف أنه الشخص الذي يعطي الآخرين الحرية في التفكير عنه، وأنا هنا لن أبتعد عن هذا المفهوم الشائع.

ولكن رؤيتي للذي يسلم عقله قد تكون أوسع من ذلك، لقد حبانا الله تعالى بعقل، وجعلنا نميز به بين الغث والسمين، فقد قال الله تعالى: (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون)، أي ذوو العقول.

لكن، أخي القارئ الكريم، عندما تسلم عقلك لمعلن أو معلنة يعلن عن شيء ما وأنت لست في حاجة له، ولكن أن تنبهر بهذا الإعلان وتذهب له بدون أي تفكير، ماذا نصف هذا الفعل؟! إنه عقل مسلوب الإرادة، وعندما تدلي بصوتك في الانتخابات لشخص تعرف حق المعرفة أنه يعمل لمصلحته الشخصية ولإثراء حسابه البنكي وآخر اهتمامه التشريع والرقابة، ماذا نسمي ذلك؟!

إننا أمام استحقاق كبير لبلادنا، فيجب أن نفكر في هذه البلاد، والحاجة إلى وصول من يضع الشعب الكويتي بين عينيه، إن تسليم العقل سواء لمعلن أو أي أحد لهو ابتعاد عن الفطرة السليمة التي خلقنا الله عليها وهي التفكير السليم، وليكن لنا في سيدنا إبراهيم عليه السلام في استخدام العقل والوصول إلى الحقيقة الجلية في توحيد الله تعالى قدوة.

إن التفكير السليم دائما يوصل إلى الحقيقة الكاملة، وهذا منهج الأنبياء عليهم السلام، فقصة الثلاثة الذين أرادوا أن يبتعدوا عن السُّنّة في عدم النوم وعدم والزواج وعدم الأكل معروفة، وما رفض النبي صلى الله عليه وسلم لهذا المبدأ إلا لابتعاده عن العقل، وتسليم العقل.

إننا مدعوون إلى ألا نسلم عقلنا لأي أحد، ولكن نفكر في كل شيء، ما عدا الأمور المنهي عنها شرعاً، وذلك لكي يرتاح ضميرنا ونعيش براحة نفسية، ولا ينمي أي شخص نفسه على حسابك، أخي القارئ الكريم، ولا تكن سبباً في أن يصل أحد لمجلس الأمة يريد أن يكون ثرياً أو وجيهاً على حسابك.

 

نكشة:

تسليم العقل = …..

 

___________________________

s_alnashwan@hotmail

يُنشر بالتزامن مع صحيفة “الأنباء” الكويتية.

Exit mobile version