تونس.. مجسم لخارطة فلسطين بذكرى العدوان الصهيوني على “حمام الشط”

– رئيس بلدية مدنين: اختلاط الدم التونسي بالفلسطيني يؤكد أن القضية الفلسطينية قضية أمة وقضية شعبنا

– حمدي: المجسم فعل من أفعال المقاومة

 

مثّل وضع مجسّم كبير لخارطة فلسطين في مدينة مدنين (بالجنوب التونسي) حدثاً تاريخياً وثقافياً في تونس بامتياز، وذلك بمناسبة الذكرى الـ35 لمجزرة حمام الشط التي اقترفها الكيان الصهيوني في تونس عام 1985م، وأسفرت عن سقوط 68 شهيداً وأكثر من 100 جريح من التونسيين والفلسطينيين، ورغم أنها لم تكن المرة الأولى التي يمتزج فيها الدم التونسي بالدم الفلسطيني، فإنها المرة الأولى التي تحدث في تونس.

قضية أمتنا وشعبنا

وقال رئيس بلدية مدنين منصف بن يامنة: “إن اختلاط الدم التونسي بالفلسطيني في مجزرة “حمام الشط”، يؤكد أن القضية الفلسطينية قضية أمة وقضية شعبنا”.

وأكد أن تدشين المجسّم وسط ساحة المدينة هو شكل من أشكال المقاومة التي لا تعترف بالزمان والمكان، وهي حلقات تتوارثها الأجيال، لنعلم أبناءنا بأن القدس محتلة، وفلسطين محتلة، وأن لا وجود للكيان الصهيوني ودولته.

وأردف: نرسل اليوم رسالة للشعب الفلسطيني الصامد على أرض وطنه، بأننا معكم شركاء في النضال ضد الإرهاب والقتل الصهيوني.

التطبيع خيانة

من جانبها، قالت سفارة دولة فلسطين: إنّ هذه الفعالية تأتي ضمن فعاليات إحياء الذكرى الـ35 لمجزرة “حمام الشط”، التي اقترفها الاحتلال الصهيوني، واستهدفت مقر قيادة منظمة التحرير الفلسطينية في “حمام الشط” بالضاحية الجنوبية للعاصمة التونسية، وأسفرت عن استشهاد 68 فلسطينياً وتونسياً، التي تقام هذا العام تحت شعار “التطبيع خيانة”.

شكل من أشكال المقاومة

إلى ذلك، قال الكاتب والناشط السياسي التونسي سمير حمدي لـ”المجتمع”: الأكيد أن وضع مجسم لخارطة فلسطين في مدنين يمثل فعلاً مقاوماً، هو شكل من المقاومة لمحاولة تزييف التاريخ وتغيير الوقائع، فالصراع العربي الصهيوني يمر حالياً بلحظة تاريخية حاسمة في ظل مشاريع التصفية بما يسمى “صفقة القرن”، وفي ظل الدعوات المتسارعة إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني التي تحولت إلى نوع من التحالف الإستراتيجي بين أنظمة عربية والاحتلال الصهيوني ضد التوجهات التحررية في المنطقة.

واعتبر في رد على سؤال الترويج الإعلامي لفكرة التعايش مع الاحتلال يخدم الأجندات الصهيونية: بكل تأكيد الضخ الإعلامي والدعاية المكثفة التي تحاول الترويج لفكرة التعايش مع الاحتلال واختصار القضية في نوع من الخلاف في وجهات النظر إنما هي في النهاية يخدم الأجندات الصهيونية، وبشكل معلن، والمطلوب حالياً هو مزيد من النضال لإبقاء شعلة القضية الفلسطينية متقدة في النفوس على امتداد هذا الوطن العربي.

وأعرب عن اعتقاده بأن بناء مجسّمات لخارطة فلسطين أو تسمية شوارع بأسماء الشهداء هو فعل في حده الأدنى يساهم في الرد على محاولات التغييب المتعمد للقضية الفلسطينية، وإغراق المواطن العربي في خطابات التفاهة أو جعله ينغمس في الحياة اليومية بوطأتها الثقيلة.

وأردف: ينبغي أن نتذكر أن القضية الفلسطينية هي التي شكلت وجدان الإنسان في تونس والمنطقة العربية، وإحياء الذاكرة هو فعل مقاوم للنسيان ورد على محاولات التصفية ومشاريع الهزيمة التي تروج لها منظومة الاستبداد العربي.

ماذا حدث قبل 35 عاماً خلت

حادثة “حمّام الشط” أو “عملية الساق الخشبية”، عندما أغارت طائرات صهيونية على مقر منظمة التحرير الفلسطينية بتونس مخلفة 68 شهيداً، وأكثر من 100 جريح، في 1 أكتوبر 1985، ظلّت محفورة في الأذهان.

كانت عملية “حمّام الشط” إحدى أكبر العمليات التي قام بها العدو الصهيوني بحق الفلسطينيين، كان حينها قد مضى على الوجود الفلسطيني في تونس ثلاث سنوات، وقامت بالعدوان 8 طائرات قصفت مقر المنظمة، في الوقت الذي كانت تعتزم فيه القيادة العامّة لمنظمة التحرير الفلسطينية عقد اجتماع بإشراف الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في الساعة التاسعة والنصف صباحاً.

وكان قرار تأجيل الاجتماع الذي عزاه البعض لنصيحة من زوجة الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة وسيلة عمّار أفشل مخطّط اغتيال قيادات فلسطينية في العملية.

Exit mobile version