د. نور الدين عتر.. عمر من الجهاد العلمي والمعرفي

 

درسنا في كلية اللغات من جامعة حلب أسابيع محدودة، وجمعتني به لجميل حظي مجالس في المكتبة الوقفية في حلب، حيث ظللنا نلتقي زماناً، فكان يظهر بي حفاوة أبوية بما أتابع وما أقرأ، فيرشدني ويعلمني وينبهني، وكلما وجدني على صير أمر استفهم بلطف، وأشار بتواضع جم، فكانت علاقتي به هناك، أكثر خصوصية، وأبعد أثراً، وربما لو فتحت سفراً لدروس تلك اللقاءات ما وفيت، فرحمه الله وأجزل مثوبته، ورفع درجته.

وكان أخوه د. حسن عتر قد درسنا مادة التربية الإسلامية في الأول الثانوي، في ثانوية المأمون، وكان من خيار ما التقينا من المدرسين في مستوى التعليم العام.

وكان أخوه ماجد عتر أحد أعضاء مجموعة الأنس الأدبية، التي أكرمنا بها في مدينة حلب، على زمن حلب الجميل، الأخ الأستاذ الأديب عبدالله الطنطاوي، حفظه الله تعالى، والأخ الشاعر الأديب محمد الحسناوي، رحمه الله تعالى، فكنا نحواً من عشرة إخوة في عمر الوعد.

نلتقي على ما ننجز كل أسبوعين، ولعلها لمحطة صالحة أذكر فيها الأخ ماجد صاحب المجموعة القصصية “الرجل الذي يمشي على حدود الأشياء” العنوان الذي اعتبرته وما أزال بحجم ديوان شعر، من خيار ما أبدع الشعراء.

كان د. نور الدين، أكبر الأشقاء، وأكثرهم وأغزرهم، رحمه الله تعالى وأجزل مثوبته، وتقبله في الصالحين، وظل رحمه الله قائماً على ثغرته في نشر العلم، ومواجهة الشبهات، والتصدي للمارقين.

اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تفتنا بعده، واغفر لنا وله، اللهم تقبله، وتقبل منه، وارفع درجاته، وزد في إحسانه، وعوض المسلمين في مصيبتهم فيه خيراً.

والعزاء لأسرة الفقيد وأحبابه وتلامذته ولأسرة العلم أجمعين.

وإنا لله وإنا إليه راجعون.

 

 

_________________________________

(*) مدير مركز الشرق العربي.

 

Exit mobile version