ما دلالات الاقتحامات الصهيونية اليومية لمصلى باب الرحمة؟

ما تقوم به شرطة الاحتلال الصهيوني من اقتحام يومي لمصلى مبنى باب الرحمة في الجهة الشرقية للمسجد الأقصى بأحذيتهم العسكرية “البساطير” وتصوير المبنى والدوس على سجاده وترك أثر عليه، دون اعتبار لقدسية المكان، ينذر بمخطط مرعب، يهدف إلى إلغاء المصلى كمسجد.

د. جمال عامر، الخبير المقدسي، قال في لقاء مع “المجتمع”: الاحتلال يعتبر باب مبنى الرحمة هو الباب الشرقي للهيكل المزعوم كونه يطل على مقبرة الرحمة بشكل مباشر، وهو من خلال فتح هذا الباب سيتم إقامة كنيس بمساحة 12 دوماً، يطلقون عليه كنيس لخراب في بداية الأمر، لذا اقتحامهم مبنى مصلى باب الرحمة بهذه الصورة له دلالات خطيرة، منها أنه لا يعتبر مسجداً، ولو تم وضع السجاد عل أرضيته، فهذا في نظرهم باب وممر تم إغلاقه في عهد صلاح الدين الأيوبي، وأنه لن يكون مسجداً ولو أقيمت فيه الصلاة.

وأضاف عمرو: سيكون مصلى مبنى باب الرحمة بمثابة الصاعق الذي سيشعل الحرب القادمة، فالاحتلال مصمم على شطبه كمسجد، ويرسل ضباطه وأفراد شرطته ضمن مخطط معد لتغيير وظيفة المكان من مصلى تابع للمسجد الأقصى إلى ممر يتم عبور قطعان المستوطنين منه إلى ما يسمى بالهيكل الثالث المزعوم.

وتابع قائلاً: لا يسلم الاحتلال بافتتاح مصلى مبنى باب الرحمة، وهو يحاول الآن بصمت في تغيير طبيعة المكان، وعلى الأوقاف والمقدسيين وكافة المسلمين التنبه لهذا المخطط المرعب، فهم يخططون من خلال اقتحامه اليومي إلى استغلال أي فرصة قادمة لفتح الباب  من الخارج بشكل سريع، فالحاخام إيهودا غليك الذي يخوض الاقتحامات بشكل مبرمج وقف أمام باب الرحمة من الخارج مع قطعان المستوطنين ونفخوا في قرن الثور أمام باب الرحمة وباب التوبة من الخارج، وأدوا صلوات تلمودية بحراسة من شرطة الاحتلال، وهذه الفعالية الخطيرة لها دلالات مرعبة، وهي إشارة للمستوطنين وشرطة الاحتلال أن القادم للتنفيذ هو فتح باب الرحمة والتوبة من الخارج، دون الحاجة إلى باب المغاربة والسير مسافة طويلة للوصول إلى مكان مبنى مصلى باب الرحمة.

ولفت قائلاً: الاحتلال يرسل برسالة أخرى للمقدسيين وللأوقاف من خلال اقتحام مصلى مبنى الرحمة من خلال أن الشرطة ببساطيرها في باب الأسباط والقطانين والمجلس والغوانمة والمغاربة والسلسلة وفيصل وحطة تتواجد أيضاً في مبنى مصلى الرحمة في بساطيرها، فهذا باب كباقي الأبواب وليس له أي خصوصية.

وتابع: مساحة مصلى مبنى باب الرحمة قرابة المائة متر وهو من أروع النماذج المعمارية في المسجد الأقصى، ولولا فتحه في السادس عشر من فبراير 2019، لكانت النتائج كارثية، من خلال مخططات مسبقة لدى الاحتلال وجماعات الهيكل المزعوم، ولغاية الآن تقام الصلوات التلمودية من الخارج والداخل القريبة من هذا المبنى التاريخي.

بدوره، قال رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى د. عكرمة صبري: مصلى مبنى باب الرحمة جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى، والقضاء الإسرائيلي يحاول فرض هيمنته عليه، وهذا الأمر تم رفضه بشكل قطعي، فالمسؤولية والسيادة عليه من قبل دائرة الأوقاف، محاولات الحاخامات إعطاء محاضرات للمستوطنين المقتحمين وإقامة صلوات تلمودية محاولات يائسة منهم لتهويد المكان وإضفاء الصبغة الدينية عليه، إلا أن الرباط فيه والصلاة بشكل دائم هو صمام الأمان للمكان والمسجد الأقصى، وتعمد إهانة المكان بالبساطير يدلل على الحقد الدفين لدى الاحتلال، ومدى الغيظ من الصلاة في المكان، فهم يراقبونه على مدار الساعة، ويعتقلون ويلاحقون كل من يقوم بالصلاة فيه باستمرار، في إشارة لكل مواطن بعدم اللجوء إليه، إلا أن المصلين والمرابطين جدار حماية وسيبقى مصلى مبنى باب الرحمة بمكانة كل سنتميتر من مساحة المسجد الأقصى البالغة 144 دونماً.

يشار إلى أن الاحتلال يقوم باعتقال طاقم الحراس والموظفين داخل المسجد الأقصى لتواجدهم داخل مبنى مصلى باب الرحمة، والقضاء الصهيوني أصدر قرارات بإغلاقه، إلا أنه بقي مفتوحاً، وتم رفض كل إجراءات الاحتلال في المكان.

Exit mobile version