كشف وزير الدفاع الليبي صلاح النمروش، أن خروقات ميليشيا خليفة حفتر، “مستمرة”، مشيرا إلى أن قواتهم جاهزة للرد، لكنها ملتزمة بالهدنة التي يرعاها المجتمع الدولي.
وأضاف في مقابلة مع فضائية ليبيا الأحرار، بثتها اليوم الأحد: “تعلمون أن هناك وقف إطلاق نار حاليا برعاية المجتمع الدولي، لكن مجرم الحرب حفتر حاول أكثر من مرة اختراقها، وعملية التحشيد مستمرة من طرفه، ونحن مستعدون لصد أي عدوان”.
وأشار إلى أن الجيش الليبي يدعم العملية السياسية الجارية عبر الالتزام بوقف إطلاق النار، قائلا: “نحن نريد دولة مدنية ديمقراطية وندعم العملية السياسية، ولن نتخلى عن سرت أو الجفرة أو أي شبر من ليبيا”.
ولفت النمروش إلى أن “غرفة عمليات سرت والجفرة جزء لا يتجزأ من وزارة الدفاع الليبية، ونحن نتواصل معها وندعمها بكافة التجهيزات وفق الإمكانيات المتاحة، ونحن ماضون إلى إعادة السيطرة على التراب الليبي بالكامل”.
وتابع: “تمت إحالة هذه الخروقات للجهات الدولية التي تشرف على وقف إطلاق النار لنقول لهم إن مجرم الحرب هذا لا يلتزم بشيء”.
ويسود ليبيا، منذ 21 أغسطس الماضي، وقف لإطلاق النار تنتهكه مليشيا حفتر من آن إلى آخر.
وبخصوص مستجدات ملف المرتزقة وعصابات فاغنر الروسية، قال إن وزارة الدفاع “لديها العديد من الدلائل على وجود تلك العصابات بالأراضي الليبية وتم إرسال هذه الدلائل إلى الجهات الدولية لتصدر قرارها بخصوص هذا الملف”.
وأوضح: “تم تجميع كافة انتهاكات فاغنر وبعضها جرائم حرب، وكانت هناك لجنة زارت مواقع هذه الانتهاكات وأخذت هذه الأدلة وننتظر ماذا ستفعل محكمة الجنايات الدولية والأمم المتحدة”.
وعن هذه الدلائل والانتهاكات، قال: “هي كثيرة مثل قيامهم بتفخيخ منازل الأبرياء، بوسائل خبيثة كتفخيخ لعب الأطفال، علاوة على رصد المقابر الجماعية يوميا، كما رصدنا كتابات باللغة الروسية في المناطق التي دحرت منها قوات حفتر”.
وأضاف: “رصدت قيادة القوات الأمريكية بإفريقيا (أفريكوم) عدة طائرات هبطت في قاعدة الجفرة وكذلك في سرت يقودها طيارون مرتزقة روس، والطائرات أيضا روسية”.
وأشار النمروش، إلى أنه رغم كل هذه المستندات، فإن “المنظمات الدولية تتحرك ببطء، ولم يكن الرد بالصورة المناسبة”.
وتتصاعد هذه الأيام، تحركات دبلوماسية للتوصل إلى حل سياسي ينهي النزاع في البلاد، في أعقاب تحقيق الجيش الليبي سلسلة انتصارات مكنته من طرد مليشيا الجنرال الانقلابي خليفة حفتر، من العاصمة طرابلس (غرب)، مقر الحكومة، ومدن أخرى.
ومنذ سنوات تعاني ليبيا صراعا مسلحا، فبدعم من دول عربية وغربية، تنازع مليشيا حفتر الحكومة المعترف بها دوليا، على الشرعية والسلطة في البلد الغني بالنفط.