على عتبة منزله، يجلس الشاب رشدي الذي يعمل سائقاً، وينظر إلى السيارة التي يعمل عليها باليومية، وهي واقفة لم تتحرك منذ فرض حظر التجوال بقطاع غزة، بعد اكتشاف حالات مصابة بفيروس كورونا داخل مخيم المغازي وسط القطاع.
وقال رشدي لـ”المجتمع”: إنه منذ فرض الإغلاق لم يخرج إلى العمل، وبات دخله متوقفاً ومرهوناً بعودة الأمور إلى طبيعتها ورفع الحظر، وأضاف أن دخله اليومي كان لا يتجاوز 7 دولارات يومياً لا تكاد تكفي توفير متطلبات أطفاله وأسرته، مشيراً إلى أنه الآن لا يعرف ماذا يفعل بعد أن فرض حظر التجوال ولا يملك أي دخل.
وقال: الوضع بغزة صعب وكارثي بمعنى الكلمة، خاصة على فئة العمال، وهي الأكثر تضرراً.
وأكد لـ”المجتمع” أنه قبل فرض حظر التجوال والعمل ضعيف جداً يكاد يستطيع توفير متطلبات حياته، أما الآن الأوضاع زادت سوءاً، وأصبح وضع العمال قاسياً جداً.
وطالب رشدي الجميع بضرورة دعم وإسناد العمل وتوفير احتياجات عوائلهم.
واقع مأساوي
من جهته، قال رئيس اتحاد نقابات عمال فلسطين سامي العمصي، في تصريح لـ”المجتمع”: إن واقع العمال في قطاع غزة في ظل فرض حظر التجوال بسبب فيروس كورونا أصبح مأساوياً بدرجة كبيرة.
وأوضح العمصي أن أكثر من 160 ألف عامل بغزة تضرروا نتيجة الإجراءات المتخذة لمواجهة فيروس كورونا وخسائر مالية قدرت بـ27 مليون دولار، مشيراً إلى تعطل كافة القطاعات الاقتصادية والمنشآت؛ كقطاع الزراعة، والسائقين، والسياحة، والصناعة.. إلخ.
وحذر العمصي من وقوع كارثة اجتماعية بين صفوف العمال نتيجة فقدان مصدر دخلهم الوحيد.
وأشار إلى أن فئة العمال هم الشريحة الأكثر تضرراً في القطاع الذين يعانون أوضاعاً إنسانية واقتصادية صعبة من قبل فرض حظر التجوال بسبب ندرة العمل نتيجة استمرار الحصار الإسرائيلي.
وناشد الجميع وأصحاب القرار بضرورة تحمل مسؤولياتهم تجاه هذه الفئة الفقيرة، والعمل على توفير مقومات ومتطلبات حياتهم، لا سيما في ظل استمرار فرض حظر التجوال.
وأكد أن فئة العمال هي دوماً تكون الأكثر تضرراً في كل الأوقات والأزمات، مطالباً بضرورة حمايتهم وتعزيز صمودهم.
وأضاف أن عام 2020 هو الأسوأ على العمال بغزة منذ أن فرض الكيان الصهيوني حصاره على القطاع صيف 2007، وارتفاع عدد العاطلين عن العمل ربع مليون وسط توقعات بزيادة الأعداد حال استمرت الأوضاع على ما عليها، مؤكداً أن نسبة الفقر والبطالة بينهم ارتفعت إلى 85%.
يشار إلى أن الأجهزة الأمنية الحكومية بغزة فرضت حظر تجوال بالقطاع بعد تسجيل إصابات بفيروس كورونا خارج مراكز الحجر الصحي وبشكل يومي تزايد عدد الإصابات حتى وصلت 894 حالة بينهم 5 وفيات.