روايات حزينة لأسر حاصرها الجوع وكورونا والاحتلال في غزة

– عابد: ما يحدث كارثة وهناك حالة تلاحم في أوساط أهالي القطاع لمواجهتها

– ياغي: لا تتوفر أسرة في المستشفيات ولا إمكانيات صحية لمجابهة كورونا بعد أن دمر الاحتلال القطاع الصحي

– أبو سيف: الوفد الوزاري سيطلع على احتياجات قطاع غزة لمكافحة كورونا

 

لليوم الثالث عشر على التوالي وقطاع غزة مغلق، ومعزولة المناطق عن بعضها، في محاولة للحد من انتشار وباء كورونا الذي تجاوزت عدد الإصابات المئات، وخلف تلك المناطق المغلقة التي فرض عليها الحجر الصحي حكايات تقشعر لها الأبدان، أسر لا تستطيع توفير قوت أطفالها، ومرضى أنهكهم الحصار الصهيوني الظالم، وأطفال فقد معيلهم عمله مع إغلاق كافة المرافق.

وقد أفادت تقارير حقوقية واقتصادية أن قطاع غزة المنهك من الحصار الإسرائيلي منذ 14 عاماً يتكبد خسائر فادحة بسبب الإغلاق، والمطوب تعزيز صمود المواطنين في ظل الجائحة التي تترافق مع مواصلة الاحتلال حصار القطاع.

روايات الألم والمعاناة

وقد عمقت جائحة كورنا مأساة الفلسطينيين في غزة، من خلال عدم المقدرة على توفير الغذاء والأدوية بعد فقدانهم لعملهم، إما بسبب الإغلاق من قبل الحكومة، أو بسبب الحصار الصهيوني.

ويقول صلاح حامد (57 عاماً) من مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة، والمغلقة بشكل محكم لليوم 13 على التوالي، بعد اكتشاف عشرات الإصابات المصابة بالفيروس فيها: الحياة في ظل كورونا في غزة باتت جحيماً، أنا لا أستطيع توفير الطعام لعائلتي المكونة من 9 أفراد، كنت أعمل بائعاً متجولاً للخضار، والآن توقف كل شيء، منذ أكثر من 5 أيام نعيش فقط على الخبز وبعض البقوليات، نحن بحاجة إلى من يقف لجانبنا في هذه الظروف العصيبة.

وتابع: الكارثة تتعمق، وغزة في الأصل منهكة بسبب الحصار الصهيوني الظالم المفروض عليها، الذي عصف بكافة مناحي الحياة طيلة 14 عاماً من عمر الحصار، يضاف إليها 3 حروب دمر الاحتلال فيها كل مقومات الاقتصاد الفلسطيني.

من جانبها، أطلقت “وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين” (الأونروا) نداء استغاثة للمجتمع الدولي من أجل جمع تبرعات بقيمة 94 مليون دولار لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين في مكافحة الفقر وكورونا، مشيرة إلى أنها بصدد قرب تنفيذ مشروع توزيع مليون طرد غذائي على الأسر الفلسطينية خلال الأيام القادمة؛ وذلك للتخفيف من معاناتهم في ظل هذه الظروف الصعبة.

حالة تلاحم

ويقول الناشط المجتمعي والعامل في جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية مصطفى عابد، الذي يقطن في مخيم المغازي لـ”المجتمع”: إن هناك كارثة إنسانية وصحية وبيئية تحدث داخل المخيم، وهي ليست نتاج جائحة كورونا وحدها، بل هي بسبب الاحتلال الصهيوني الذي دمر كل مرافق الحياة للفلسطينيين، بعض الأسر داخل المخيم تعيش على الخبز الناشف والشاي، وهي لا تستطيع توفير الغذاء والدواء لأطفالها، مخيم المغازي وسط القطاع المغلق من 13 يوماً نموذج للفقر والجوع والحرمان.

وأشار عابد إلى أن حالة تلاحم كبيرة حدثت بين الأسر في المخيم، من خلال تقديم المساعدات للأسر الفقيرة، وكذلك تبادل وجبات وأطباق الطعام، لافتاً إلى أن 90% من سكان مخيم المغازي يعانون من انعدام الأمن الغذائي، كما بقية المخيمات الفلسطينية في قطاع غزة، التي يعيش فيها نحو مليون وربع المليون لاجئ فلسطيني.

أما عن الجانب الصحي، فقد أوضح مدير الإغاثة الطبية الفلسطينية في غزة عائد ياغي لــ “المجتمع”: إذا استمرت معدلات الإصابات يومياً بهذا الحد، التي تتجاوز حالياً 100 حالة يومياً، ستقع كارثة صحية، لأن المستشفيات التي أنهكها الحصار الصهيوني لا تتوفر لديها الإمكانية، على سبيل المثال لا الحصر؛ هناك متاح 110 أسرّة في المستشفيات والمراكز الصحية، فقط منها 20 سريراً هي للمصابين بفيروس كورونا، وهذا العدد بحاجة لزياته لمنع حدوث الكارثة الصحية.

من جانبه، قال وزير الثقافة الفلسطيني الذي وصل قطاع غزة، أمس الجمعة، برفقة وفد وزاري من الحكومة الفلسطينية: إن قافلة مساعدات طبية مكونة من 20 شاحنة ستصل القطاع اليوم أو غداً الأحد، لافتاً إلى أن الجهود الآن تنصب على كيفية تقديم المساعدة لأهالي القطاع في ظل هذه الظروف الحرجة، وأن اللجنة الوبائية الخاصة بمكافحة كورونا من قطاع غزة والضفة ستجتمع لأول مرة لتنسيق الجهود لمكافحة الوباء الذي باتت يهدد أهالي قطاع غزة بشكل خطير، وتفشى بشكل لافت في الضفة المحتلة والقدس.

Exit mobile version