وباء كورونا يستفحل في غزة.. والاحتلال يواصل التصعيد والحصار

– الجمعية الزراعية: 3000 بئر مياه توقفت بسبب انقطاع الكهرباء عن غزة

– رئيس بلدية المغازي وسط القطاع: نعيش وضعاً كارثياً ونحاول السيطرة على الوباء

 

ظروف استثنائية صعبة يعيشها قطاع غزة المحاصر، حيث فصلت المحافظات الخمس عن بعضها بالكامل لليوم الخامس على التوالي، بل وأغلقت الشرطة الفلسطينية مربعات سكنية بالكامل، مثل مدينة الزهراء جنوب غزة، ومخيم المغازي وسط القطاع الذي كانت بداية اكتشاف بؤر كورونا فيه، وذلك في محاولة للسيطرة على الوباء الذي يتخوف أهالي القطاع من توسع انتشاره في ظل إمكانيات صحية ضعيفة بسبب الحصار الصهيوني المشدد المفروض على القطاع، وتوقف محطة توليد الكهرباء عن العمل للأسبوع الثاني على التوالي بسبب منع الاحتلال دخول الوقود المشغل للمحطة الوحيدة في القطاع، حيث وصلت نسبة العجز في الكهرباء إلى 80%.

ويأتي تفشي وباء كورونا في ظل حالة فقر شديدة يعيشها أكثر من مليوني نسمة في القطاع، بسبب الحصار الصهيوني المتواصل منذ 14 عاماً، ووصلت نسبة فقدان الأمن الغذائي في صفوف الأسر في القطاع إلى 90%.

مأساة في مخيم المغازي

من جانبها، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة عن إصابة 31 مواطناً، الجمعة الماضي، بفيروس كورونا من مناطق مختلفة من القطاع، وبذلك ارتفع إجمالي التراكمي للمصابين 221، منذ مارس الماضي، منهم 72 تعافوا بشكل كامل، إضافة إلى 3 حالات وفاة، مشيرة إلى أن عدد المتواجدين في الحجر والعزل 2334 مستضافاً، فيما ارتفع عدد المتواجدين في الحجر المنزلي للمخالطين 520.

في السياق، قال حاتم الغمري، رئيس بلدية المغازي: إن الوضع في المخيم المعزول تماماً عن القطاع يزداد صعوبة، وإن البلدية تشرف على مرافق الحياة للمخيم، وتقوم بتقديم كافة الخدمات اللازمة للمواطنين وهو ما شكَّل لها عبئاً كبيراً، وإن طواقم البلدية قامت بتعقيم الحي الذي يسكن فيه الشخص المصاب بفيروس كورونا، وتم إغلاق المكان بالكامل.

وأكد الغمري أن هناك عقبة كبيرة في عمل المركبات ومعدات البلدية التي تقدم الخدمة للمواطنين بسبب عدم توفر السولار، بالإضافة لشح للمواد الطبية في المخيم مع اشتداد الحصار الصهيوني.

وعلى الرغم من مأساة المخيم والضغوط الكبيرة على البلدية والمواطنين في ظل جائحة كورونا، شاركت البلدية في مخيم المغازي العريس شكري موسى حفل زفافه الذي اقتصر على العروسين فقط، من خلال إحضار العروس بسيارة البلدية في ظل توقف حركة السيارات تماماً في المخيم لليوم الخامس على التوالي، في إشارة على مواصلة الشعب الفلسطيني تحدي الظروف.

التخوف من استمرار التصعيد

من جانبه، حذر المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، من تصعيد وشيك في قطاع غزة بالتزامن مع تفشي وباء كورونا في ظل نظام صحي منهار، فيما حذرت الفصائل الفلسطينية الاحتلال من المماطلة والتسويف وعدم رفع الحصار الظالم المفروض على القطاع على الرغم من جائحة كورونا والأزمة الإنسانية الحادة التي يعيشها القطاع.

بدورها، دعت جمعية الإغاثة الزراعية الفلسطينية في غزة لوقف جرائم الاحتلال بحق قطاع غزة وعلى رأسها رفع الحصار وإدخال الوقود لمحطة توليد الكهرباء، وحذرت من احتمالية انهيار القطاع الزراعي في ظل الأزمات المتلاحقة، لافتة إلى أن انتشار فيروس كورونا في القطاع زاد من معاناة المزارعين، حيث أصبحوا بحاجة أكبر لتوفير التيار الكهربائي وما يترتب عليه من عمليات لتشغيل الآبار وضخ المياه لمزروعاتهم، مشيرة إلى أن استمرار انقطاع التيار الكهربائي على مستوى قطاع الإنتاج النباتي أدي إلى توقف فرابة 3000 بئر مياه، ويؤثر على الاستزراع السمكي ونفوق الأسماك نتيجة توقف أجهزة الأكسجين، وهذا يهدّد الأمن الغذائي في قطاع غزة في ظل احتمالية انتشار وباء كورونا على نطاق واسع.

في السياق، قال الناشط السياسي الفلسطيني صابر الزعانين لـ”المجتمع”: إن تجاهل المجتمع الدولي للواقع الوبائي في قطاع غزة، وغض الطرف عن الحصار واستمرار انقطاع الكهرباء عن المستشفيات والمراكز الصحية والبيئية ومراكز الحجر يثبت أن المجتمع الدولي يشارك الاحتلال في الجريمة، ويجب على المجتمع الدولي التوقف عن سياسة الصمت والوقوف موقف المتفرج إزاء ما يحدث في القطاع من كارثة على كافة الأصعدة.

وأشار الزعانين إلى أن أهالي قطاع غزة يعيشون حالياً ظروف عصيبة تتطلب من الأمتين العربية والإسلامية الوقف إلى جانبهم في هذه المحنة حيث اجتمع عدوان الاحتلال ووباء كورونا على مليون إنسان يعيشون في القطاع في ظل ظروف إنسانية صعبة.

Exit mobile version