تتعمد سلطات الاحتلال منع المسيرات المناهضة للاستيطان، من خلال وسائل متنوعة من القمع والإرهاب، ويتم اعتقال واستهداف من يشارك فيها.
مسيرة كفر قدوم الاسبوعية غرب نابلس، من المسيرات التي تنطلق أيام الجمعة والسبت منذ عشر سنوات، وكانت الفاتورة باهظة على اهالي القرية الذين يعانون العزلة جراء اجراءات الاحتلال، بإغلاق المدخل الرئيس منذ عام 2003 تلبية لرغبات المستوطنين في مستوطنة قدوميم التي اقيمت على اراضي القرية عام 1976.
جريمة حرب بامتياز
وطالب مراد شتيوي منسق المقاومة الشعبية في كفر قدوم المنظمات الدولية العاملة في فلسطين التحقيق الجاد والفوري بقيام جنود الاحتلال بزراعة 3 عبوات ناسفة في البلدة الاسبوع الماضي.
وأفاد شتيوي: ان جنود الاحتلال يمارسون جريمة حرب بامتياز بحق اطفال واهالي كفر قدوم شرق قلقيلية، فقد اقتحموا المنطقة الشرقية من البلدة المطلة القريبة من حاووز مياه ومتنزه عام يومي الثلاثاء والاربعاء من الاسبوع الماضي، وقاموا بزرع 3 عبوات متفاوتة الانفجار داخل صناديق تم كشفها الخميس الماضي، انفجر احدها واصاب شابا ثلاثينيا بجروح طفيفة في يده وعينه، بينما تم تفجير الصندوق الثاني بإلقاء الحجارة عليه وكان اشد انفجارا من الاول، قبل أن يجدد جيش الاحتلال اقتحامه لنفس المنطقة ويفجر العبوة الثالثة ويخفي بقاياها.
واوضح شتيوي انه في يوم الثلاثاء من نفس الاسبوع شاهد بعض الفتية لوحة كرتونية مكتوب عليها باللغة العبرية عبارة تهديد لكل من يقترب من المنطقة بأنه سيموت او يتفجر.
وأشار شتيوي إلى ان مجموعة من النسوة برفقة اطفال كانوا يتجولون في المنطقة قبل ان تكتشف احداهن العبوات، التي كانت موجودة في صناديق برتقالية ومغطاة بقطع قماش عادة ما يستخدمها جيش الاحتلال للتمويه.
وقال شتيوي: ان جيش الاحتلال أفلس في قمع مسيرة القرية الاسبوعية طيلة السنوات التسعة الماضية رغم استخدامه كل وسائل القمع التي طالت المئات، فلجأإ هذا الاسلوب القاتل في إطار سعيه لردع المواطنين. مؤكدا ان كل هذه الوسائل لن توقف زحف المقاومة الشعبية.
ولفت شتيوي إلى ان تقريرا نشرته صحيفة “هارتس” العبرية اعترف جنود من وحدة “ناحال” خلاله بزرع هذه العبوات لردع المواطنين.
بدوره قال المختص بالشأن الاستيطاني بشار القريوتي: هذا الإسلوب ليس مستغربا عن جيش الاحتلال في قمع المسيرات الاسبوعية، فهم لا يريدون أي صوت يندد بمصادرة الارض واغلاق المداخل وعزل المواطنين في تجمعاتهم السكنية، فقرية كفر قدوم عبارة عن كانتون تم عزله لإرضاء المستوطنين، الذين صادروا الأرض وحرية الحركة معا، إضافة إلى تحويل منازل المواطنين إلى مراكز تحقيق للأطفال بهدف التحقيق معهم وتخويفهم وإرهابهم، فزراعة هذه العبوات يأتيفي سياق الحرب على المسيرة الاسبوعية.
يذكر ان مسيرة كفر قدوم دخلت عامها العاشر ضمن المقاومة الشعبية مطالبة بفتح المدخل الرئيس المغلق بقرار من جيش الاحتلال منذ عام 2003، ويحرم الأهالي من التواصل مع المحيط الخارجي، ويضطرون للالتفاف عبر طريق طويل حتى يتواصلوا مع المحيط الذي يبعد عنهم عدة كيلومترات.