هل يحمل بومبيو في حقيبته مفاتيح التطبيع السوداني – “الإسرائيلي”؟

– الخرطوم تودع اللاءات الثلاث بمجرد استقبالها اليوم لوزير خارجية أمريكا قادماً مباشرة من “تل أبيب”

– الزيارة واضحة مكشوفة وسيكون لها ما بعدها لتقوية العلاقات والتطبيع الكامل مع الكيان الصهيوني

– “الخارجية” الأمريكية: الزيارة لمناقشة استمرار أمريكا لدعم الحكومة الانتقالية وتعميق العلاقة بين السودان والكيان الصهيوني

 

تحمل زيارة وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو للخرطوم، اليوم الثلاثاء، في طياتها عناوين كثيرة وملفات معقدة وآمالاً عريضة ومخاوف أكثر.

فالخرطوم التي لم تنم ليلة البارحة ظلت في حالة اجتماعات مكثفة بين مختلف المكونات السياسية استعداداً للأجوبة عن الأسئلة التي يتوقع أن يطرحها المسؤول الأمريكي على الحكومة السودانية التي تبدو تباين مواقفها حول عملية التطبيع مع الكيان الصهيوني على ضوء لقاء سابق جمع رئيس مجلس السيادة السوداني برئيس حكومة الكيان في كمبالا.

واستبق بومبيو زيارته للخرطوم بزيارة إلى “تل أبيب” ربما ما حملها منها رؤيتها حول عملية التطبيع مع الخرطوم التي هي بدورها كثفت الليلة البارحة من لقاءات مطولة مع مختلف القوى السياسية التي رفضت التطبيع.

ولكن يبدو أن المكون العسكري بقيادة البرهان له الرغبة في نسف لاءات الخرطوم الثلاث، وبدأ في وضع اللبنات الأولى لهذه العملية، والتطبيع مع دولة الكيان الصهيوني يسير بخطوات سريعة، وأصبح واقعاً، رضي من رضي، وأبى من أبى، فالحكومة وقعت في الفخ وسارت عكس التيار، وبمجرد استقبالها اليوم لوزير خارجية أمريكا قادماً مباشرة من “تل أبيب” إلى الخرطوم تودع الخرطوم اللاءات الثلاث منذ عام 1967م أيام النكسة في مؤتمر القمة العربية الرابع، وكانت قراراته “لا اعتراف، لا تصالح، لا تفاوض مع دولة الكيان الصهيوني”.

ومنذ أن خرج الفريق الركن عبدالفتاح البرهان، رئيس المجلس السيادي، إلى منطقة عنتيبي بدولة أوغندا بعلم وبدون علم الحكومة، والتقى رئيس حكومة الكيان الصهيوني نتنياهو، وبحث معه إمكانية التطبيع والعلاقات، بل أبعد من ذلك سمح له باستخدام الطيران “الإسرائيلي” الأجواء السودانية.

ذلك اللقاء أحدث ردود فعل عنيفة داخل مجلس الوزراء والحاضنة السياسية للحكومة المدنية التي رفضت التطبيع، وقالت: هذا من اختصاص المؤتمر الدستوري وليس من مهام الفترة الانتقالية.

فحوى الزيارة

والغريب في الأمر أن وزارة الخارجية الأمريكية قد كشفت فحوى هذه الزيارة، عندما أعلنت بأن وزير الخارجية الأمريكي مايك يومبيو في زيارة للسودان، سيلتقي رئيس الوزراء السوداني، والجنرال عبدالفتاح البرهان، رئيس المجلس السيادي؛ لمناقشة أمر استمرار الولايات المتحدة لدعم الحكومة الانتقالية، والتعبير عن دعمهم لتعميق العلاقة بين السودان والكيان الصهيوني، وأكدت أمريكا التزامها بالسلام والاستقرار في السودان والكيان ودول الخليج بصورة أقوى مما كانت عليه في عهد الرئيس ترمب.

فالزيارة واضحة مكشوفة، وسيكون لها ما بعدها لتقوية العلاقات والتطبيع الكامل مع الكيان الصهيوني، بعد أن سارت دولة الإمارات مباشرة إلى ذلك.

وقد ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية بأن التطبيع مع “إسرائيل” أصبح أمراً واقعاً، ولكن تلك التصريحات أطاحت به من موقعه، حيث إنه ربما يقرأ الواقع وما تمضي عليه الدبلوماسية السودانية قبل مغادرته للوزارة.

وسبق زيارة بومبيو زيارة غير معلنة من قبل لرئيس الوزراء الإثيوبي الذي تربط بلاده علاقات قوية مع الكيان الصهيوني، حيث تحمل هذه الزيارة في عنوانها الرئيس العلاقات بين الخرطوم وأديس أبابا وقضية سد النهضة، ولكنها تهدف وفقاً لما يراه مراقبون التمهيد لزيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو التي تحمل ملفات التطبيع.

Exit mobile version