مهرجان خطابي بالكويت: باب التطبيع مغلق في وجه الكيان الصهيوني

– القطان: لا تطبيع ولا صلح ولا تفريط في أرض الجدود

– الشطي: قضية فلسطين والمسجد الأقصى قضية الأمة الكبرى

– العنزي: كل دعوة للمصالحة الدائمة مع العدو دعوة مخذولة عنوانها الاستسلام وليس السلام

– الدمخي: التطبيع هو تنازل عن حقوق المسلمين

– الطواري: مواقف الشعوب مسلوبة الإرادة فهي لم تُستشر

– هايف: الوقوف مع أهل فلسطين وتقوية عزائمهم

– الهيلم: التطبيع خيانة للأمة والدين على كل الأصعدة

– الشاهين: القدس عاصمة العالم الإسلامي ورمز لكل أحرار العالم

 

أكد علماء وسياسيون وأكاديميون كويتيون رفض التطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل لأرض فلسطين، ودعوا إلى إحياء قضية العرب والمسلمين الأولى في نفوس الأمة والأجيال القادمة.

وأثنى المشاركون، في مهرجان خطابي نظمته رابطة دعاة الكويت، عبر تطبيق “زووم”، مساء السبت الماضي بعنوان “التطبيع خيانة”، على موقف دولة الكويت الرسمي والشعبي الثابت والدائم ضد التطبيع مع المحتل.

قضية الأمة الكبرى

وقال مقدم المهرجان أستاذ الحديث الشريف وعلومه بكلية التربية الأساسية د. محمد الشطي: تظل فلسطين حاضرة في قلوب المسلمين رغم المكر والكيد والحروب المتواصلة والمؤتمرات المختلفة، مضيفاً أن قضية فلسطين والمسجد الأقصى قضية الأمة الكبرى لأنها إرث للمسلمين.

وأشار خطيب منبر الدفاع عن الأقصى الشيخ أحمد القطان إلى أن القدس والأقصى قرآن يتلى، وسيرة نبوية وبشرى من النبي صلى الله عليه وسلم، وهي فتوحات وسيرة فتحها الفاتحون النبلاء الكرام.

ودعا القطان الأمة لتوحيد صفها أمام هذا التآمر العالمي الصهيوني ضد المسجد الأقصى، مؤكداً أن لا تطبيع ولا صلح ولا تفريط في أرض الجدود.

واستشهد بما فعله السلطان عبدالحميد الثاني حينما رفض بيع شبر من أرض فلسطين، وأنها وقف إلى يوم القيامة، مشيراً إلى أنه أراد أن يضحى بملكه من أجل القدس والأقصى.

وقال الأستاذ المشارك في كلية الشريعة بجامعة الكويت د. علي العنزي: لا جديد في المواقف من قضية المسلمين الأولى، بل التأكيد على الثوابت الكبرى التي لا تتبدل، والمبادئ العظمى التي لا تتغير حتى يعود الحق إلى أهله ويعتدل ميزان العدالة والقسط في أرض الإسراء ويقتص من الظالم للمظلومين الأبرياء.

وأشار إلى أن كل دعوة للمصالحة الدائمة مع العدو دعوة مخذولة عنوانها الاستسلام وليس السلام؛ لأنها تخلٍّ عن الأرض، وأضاف: لا للتطبيع مع المحتلين الغاصبين سراق الأوطان وحماة الطغيان، لا للتطبيع مع سفكة الدماء وقتلة الأطفال.

ووجه رسالة إلى أهل القدس قائلاً: يا أهلنا في القدس، لقد كنتم وما زلتم بيت القصيد في ملحمة الكرامة جوهرة التاج في هامة العزة والإباء لكل أحرار العالم، رأس الحربة التي لا تلين في وجه الطغاة المحتلين، أنتم شعلة المجد ونبراس الكرامة وعنوان الإباء والنقاء في مسيرة النبلاء، أنتم كتيبة الشرف الأولى في معركة صد العدوان وتحرير الأوطان، فطوبى لكم وطوبى للأمة بكم.

وأكد النائب د. عادل الدمخي أن سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد دائماً ما يكرر بأن قضية العرب والمسلمين الأولى لا تنازل عنها.

وأشاد بجهود وفد البرلماني الكويتي حينما طرد وفد الكيان الصهيوني من البرلمان الدولي، وهو موقف أشاد به سمو الأمير.

وقال: إن التطبيع هو تنازل عن حقوق المسلمين، مشيراً إلى أن الكيان الصهيوني وضع في قلب الأمة لتفتيتها، وليسعى لقطع علاقات الأمة.

ولفت إلى أن 41 نائباً في مجلس الأمة الكويتي وقّعوا على بيان أكدوا رفض التطبيع واعتبروه جريمة، مضيفاً أن “حكومتنا تعلن دائما أنها ضد مطامع العدو”.

رسائل للشعوب

وفي كلمة للأكاديمي في كلية الشريعة د. طارق الطواري، وجه رسالة إلى الشعوب، قال فيها: نحن كشعوب يجب أن نصحح اعتقاداتنا أن هذا محتل معتد غاصب لا يجوز الصلح الأبدي الدائم معه أبداً؛ لأن في ذلك تعطيلاً لنشر دين الله، وإسقاطاً للجهاد، وإقراراً للظلم.

وأضاف أن بعض الدول التي وقّعت اتفاقيات مع الاحتلال؛ لأنها دول مجاورة أو دول المواجهة كمصر والأردن عندها حساب الربح والخسارة كتوقيع اتفاقية مقابل استرداد أراض.

وتابع: لكن باقي الدول التي هي بعيدة أصلاً وليس لها حدود مع “إسرائيل”، ما حسبة الربح والخسارة بالنسبة لها؟!

وأكد الطواري أن التطبيع يعزز موقف المحتل في سيادته على الأرض أمام العالم، وبأن الدول العربية أصبحت تتسابق بالإقرار على سيادته على الأرض.

وأشار إلى أنه يجب التفريق بين الأنظمة والشعوب، فحينما وقعت مصر اتفاقية “كامب ديفيد” كان الشعب غير راض، كذلك الأردن عندما وقع باتفاقية “وادي عربة” كان الشعب غير راض، ومنظمة التحرير الفلسطينية حينما وقعت اتفاقية “أوسلو” لم يكن الشعب الفلسطيني كله راض.

وأوضح أن مواقف الشعوب مواقف مسلوبة الإرادة، فهي لم تُستشر، داعياً إلى عدم لوم الشعوب حينما يكون الأمر متعلقاً بقرار سياسي أو سيادي للدولة، مشيراً إلى أن الشعب الإماراتي شعب أصيل في عروبته وديانته، له أياد بيضاء في كل العالم، وتاريخ طويل في الإحسان للخلق.

خيانة للأمة والدين

وقال النائب محمد هايف: لا يمكن أن يخرجوا قضية فلسطين التي توارثتها الأجيال في موقف سياسي.

وتساءل: ما فائدة التطبيع؟ ولماذا نستعجل على التطبيع وأهل فلسطين في قتال ومعارك وأذى مستمر؟

وأشار إلى أن الدعوة للتطبيع هي دعم للكيان الصهيوني وتقوية له على الشعب الفلسطيني، داعياً إلى الوقوف مع أهل فلسطين وتقوية عزائمه.

وقال: إن القضية تحتاج من العلماء وغيرهم تكثيف الوسائل التربوية والإسلامية في إعادة الأمة وإحياء قضاياها مرة أخرى.

وأضاف: اليوم ليست دول هي من تريد التطبيع، نحن أمام بعض من الكتَّاب والإعلاميين يدافعون وينافحون ويجادلون في قضية التطبيع، وكأن قضية فلسطين ممسوحة من تاريخ الأمة.

وأوضح الناطق الرسمي للحركة السلفية العلمية فهد الهيلم أن التطبيع خيانة للأمة والدين على كل الأصعدة الشعبية والرسمية؛ سواء كانت دولاً أو أفراداً أو جماعات.

وقال: إن الجيل الذي سيحرر المقدسات هو جيل العبودية التامة لله ولرسوله.

وأضاف: غير مقبول أن تقوم دول بتبرير الخيانة لشرعنة التطبيع مع الكيان الصهيوني.

وأكد النائب أسامة الشاهين أن القدس عاصمة العالم الإسلامي ورمز لكل أحرار العالم ومعيار لتقييم الناس.

وقال: إن التطبيع خيانة للدماء والتضحيات والضحايا في فلسطين، وخيانة للمرابطين الصامدين الذي يواجهون العدو مباشرة ولم يطبعوا معه، وخيانة لأقطارنا وأوطاننا وديننا وللعهدة العمرية وللمقدسات.

وأشار الشاهين إلى أن مجلس الأمة الكويتي من بدايته وفي كل فصل تشريعي له مشاركات، وإما في واجبه بتمثيل الأمة أو واجبه في التشريع للدولة وإما في واجبه في الرقابة على الحكومة، كل هذه الأدوار يمارسها فيما يتعلق بمقاومة التطبيع.

المجلس الحالي قام بتكليف لجنة الشؤون الخارجية بالرقابة على كل وزارات وهيئات الدولة فيما يتعلق بالتطبيع.

وفيما يتعلق بالتشريعات، بيَّن الشاهين أن الكويت لديها مرسوم أميري قائم وسارٍ يتعلق بالحرب الدفاعية مع العصابات الصهيونية، ومرسوم بقانون فيما يتعلق بمقاطعة جميع البضائع الصهيونية، ولدينا قانون قائم فيما يتعلق بتجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني، مشيراً إلى أن 16 نائباً تقدموا بالتوقيع على طلب استعجال هذه التشريعات ليس لوجود نقص أو عدم وجود تشريعي كويتي يمنع، ولكن لسد الثغرات الموجودة وإخراج نسخة أكثر تكاملاً وتشديداً وتغليظاً لعقوبة الخيانة العظمى بالتطبيع مع الكيان الصهيوني.

Exit mobile version