غزة تحت القصف.. غارات جوية واستمرار في تشديد الحصار

– أبو رمضان: صمت العالم شجع الاحتلال على استمرار حصار غزة

– حماد: آلاف العمال فقدوا عملهم بعد إغلاق المعابر وتخوف من توقف القطاعات الصحية والبيئية عن العمل

 

لليوم الرابع على التوالي، لا تمر ليلة على سكان قطاع غزة إلا وتنفذ فيها طائرات الاحتلال غارات جوية، تنشر الخوف والهلع في صفوف الأطفال والنساء، وتلحق دماراً في منازل وممتلكات الفلسطينيين.

بين الحين والآخر ومع سكون الليل يبدد صوت الطائرات الحربية التي تلقي الصواريخ على مناطق متعددة من القطاع الصمت، وينتج عنها صوت انفجارات هائلة تتسبب في تكسير نوافذ المنازل القريبة من عمليات القصف.

سلسلة من الغارات الجوية العنيفة استهدفت، فجر اليوم السبت، بيت حانون ومخيم البريج ومدينة خان يونس؛ مما أسفر عن إصابة العديد من الفلسطينيين بجروح بينهم أطفال ونساء.

ويأتي التصعيد الصهيوني الغاشم ضد قطاع غزة في وقت شدد فيه الاحتلال من حصاره للقطاع ومنع دخول البضائع ومواد الخام والوقود؛ مما تسبب في أزمة إنسانية حادة.

وقد حذر حقوقيون من خطورة الأوضاع الإنسانية، خاصة وأن محطة الكهرباء الرئيسة ستتوقف خلال ساعات مع وقف الاحتلال إمدادات الوقود، وذلك بعد إغلاقه لمعبر كرم أبو سالم المعبر التجاري الوحيد لمليوني نسمة في قطاع غزة.

التصعيد سيستمر

وقد أعلنت الطواقم الطبية في شمال قطاع غزة عن انتشال سيدة مصابة في غارة على بيت لاهيا شمال القطاع، وقد تسبب القصف في إلحاق أضرار جسيمة في ممتلكات الفلسطينيين، ويعد القصف الذي حدث اليوم السبت هو الأعنف منذ بدء عمليات التصعيد التي جاءت نتيجة تملص الاحتلال من تفاهمات التهدئة.

وزعمت وسائل إعلام العدو أن البالونات الحارقة التي تطلق من قطاع غزة على المستوطنات في غلاف غزة تسببت في 23 حريقاً فقط يوم أمس الجمعة، وأن خسائر فادحة لحقت بالمزروعات.

ونقلت صحيفة “يديعوت أحرنوت” عن رئيس مجالس المستوطنات دعوته إلى قوات الاحتلال لاستئناف عمليات الاغتيال ضد قيادات المقاومة الفلسطينية، فيما أشارت صحف عبرية إلى أن البالونات المتفجرة التي تطلق من غزة تسبب بإحراق أكثر من 10 آلاف دونم، وأن التخوف الأكبر هو في استمرارها في ظل فشل جهود التهدئة.

تشديد الحصار

ويقول الباحث الحقوقي حسين حماد لـ”المجتمع”: إن استمرار عمليات القصف ضد قطاع غزة وشن الاحتلال لأكثر من 10 غارات هو جريمة تكتمل أركانها مع مواصلة الاحتلال منع دخول البضائع والوقود مما انعكس بالسلب على حياة سكان قطاع غزة.

وأشار حماد إلى أن 3 آلاف عامل فلسطيني في غزة فقدوا عملهم خلال اليومين الماضين فقط، بسبب منع الاحتلال إدخال مواد البناء، وأن الأوضاع الإنسانية ستنهار إذا ما واصل الاحتلال تشديد حلقات الحصار.

بدوره، أشار رئيس شبكة المنظمات الأهلية في غزة محسن أبو رمضان، لـ”المجتمع”، إلى أن الأوضاع الإنسانية تدهورت بشكل خطير في قطاع غزة، مع تشديد الاحتلال لحلقات الحصار من منع للبضائع والأدوية والوقود، وصولاً لتشديد الحصار البحري ومنع 3 آلاف صياد من ممارسه عملهم، في جريمة جديدة من جرائم الاحتلال.

وأكد أبو رمضان أن من حق الشعب الفلسطيني استخدام كل أدوات المقاومة لإجبار الاحتلال على رفع الحصار، وعلى المجتمع الدولي التوقف عن سياسة الصمت إزاء الحصار والقصف والعدوان على غزة، وإرغام الاحتلال على رفع هذا الحصار الظالم المفروض على القطاع منذ 14 عاماً وتسبب بانهيارات في كافة مناحي الحياة، لأن هذا الصمت شجع الاحتلال على استمرار هذه السنوات الطويلة من الحصار.

وأوضح أبو رمضان أن الاحتلال سيستمر في عمليات التصعيد، وأن الأيام القادمة ستشهد مزيداً من الضغط الميداني والعسكري على قطاع غزة؛ لأن الاحتلال لا يريد تطبيق تفاهمات التهدئة، ويريد المناورة في كسب الوقت مع استمرار تشديد الحصار.

Exit mobile version