العراق يعزز تعاونه مع التحالف الدولي لملاحقة بقايا فلول “داعش”

كثفت حكومة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي تعاونها مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، لمواجهة بقايا فلول “تنظيم الدولة” (داعش) وخلاياه النائمة، التي كثفت هجماتها على الأراضي العراقية خلال الأشهر الماضية.

ومنذ مطلع العام الجاري، زادت وتيرة هجمات مسلحي تنظيم “داعش” على القوات الأمنية العراقية خصوصاً في شمال البلاد بين محافظات كركوك وصلاح الدين والموصل، وشرقها في ديالي، وغربها في الأنبار.

وكان التنظيم سيطر على مساحات واسعة من الأراضي العراقية عام 2014، وبعد حرب دامت ثلاثة أعوام أعلنت الحكومة العراقية عام 2017، تحقيق النصر على “داعش” واستعادة المحافظات التي سيطر عليها.

تنسيق عالي المستوى

وكشف مصدر مطلع في وزارة الدفاع العراقية عن بدء الحكومة العراقية تنسيقاً عالي المستوى مع القوات الأمريكية التي تقود التحالف الدولي في العراق، على الصعيد الاستخباري والجوي لتوجيه ضربات دقيقة للمجاميع المسلحة التي تتبع “داعش”.

وقال المصدر طالباً عدم ذكر اسمه لـ”المجتمع”: إن الجيش العراقي كثف عملياته العسكرية ضد بقايا “تنظيم الدولة” (داعش)، وفقاً لإستراتيجية مشتركة مع قيادة التحالف الدولي، تعتمد على المعلومات الاستخبارية الدقيقة.

وأضاف: المعلومات الاستخبارية التي حصلنا عليها من التحالف حددت بدقة أماكن بقايا التنظيم وطرق تحركاته، ما منح قواتنا دقة بتنفيذ أهدافها وأوقعت إصابات مباشرة وخسائر محققة في صفوف العدو.

وأكد المصدر استمرار العمليات العسكرية في شتى أرجاء العراق، مشيراً إلى وجود خطط لتنفيذ عمليات تطهير سيتم تنفيذها في عدد من المحافظات ستوفر قدراً كبيراً من الأمن والاستقرار، وستضمن إنهاء أو وضع حد للعمليات الخاطفة للتنظيم ضد مؤسسات الحكومة والقوات الأمنية.

تنفيذ عملية نوعية

في السياق، أصدرت قيادة العمليات العسكرية العراقية المشتركة بياناً أعلنت فيه عن تنفيذ عمليات وصفتها بالنوعية في محافظة صلاح الدين شمال بغداد، تضمنت مداهمة أوكار وكهوف التنظيم، سبقها تنفيذ طيران التحالف الدولي ضربات جوية دقيقة على عدد من هذه الأهداف.

وأشارت إلى أنها اعتمدت تكتيكاً جديداً في ملاحقة بقايا تنظيم “داعش” الموجودة في مناطق عدة من المحافظة، موضحة أن العملية تشارك فيها شرطة المحلية في محافظة صلاح الدين، وقوات من هيئة الحشد الشعبي، وبإسناد من طيران الجيش والتحالف الدولي.

وذكر بيان قيادة العمليات العسكرية العراقية المشتركة أن العملية تم التخطيط لها بناءً على معلومات استخبارية، حددت تلك الكهوف والأوكار التي تحت الأرض في مناطق وادي الثرثار، وتم تأكيد هذه المعلومات من خلال طلعات جوية استطلاعية مستمرة نفذها طيران القوة الجوية وطيران التحالف الدولي.

إلى ذلك، هاجمت قوة أمنية عراقية تجمعاً لتنظيم “داعش” جنوب مدينة سامراء بمحافظة صلاح الدين.

من جهتها، قالت قيادة عمليات مدينة سامراء: إن معلومات استخباراتية وردت بوجود تجمع لعناصر من تنظيم “داعش” في منطقة الفرحانية جنوب المدينة، فقامت قوة من العمليات ومغاوير الجيش العراقي بدك التجمع بقذائف الهاون، ما أسفر عن وقوع إصابات مباشرة ودقيقة في صفوفهم.

ومنذ عام 2017 تنفذ قوات الجيش العراقي عمليات تأمين الحدود بين المحافظات التي تم تحريرها من “داعش”، حيث تتحرك خلايا التنظيم المتبقية عبرها متسللة بين محافظات صلاح الدين وديالى والأنبار والموصل وكركوك.

وقال اللواء جعفر البطاط، قائد قوات الشرطة الاتحادية العراقية، لقناة العراقية الرسمية: إن قواته أجرت تفتيشاً دقيقاً للمناطق الواقعة بين صلاح الدين والمحافظات الأخرى.

وأضاف: عثرنا خلال عمليات التفتيش على أوكار لتنظيم “داعش” وأنفاق وحقول ألغام وعبوات وأحزمة ناسفة.

وفي محافظة نينوى، ثاني أكبر محافظات العراق بعد العاصمة بغداد، قال قائد عمليات غرب نينوى اللواء الركن جبار الطائي: إن القطاعات العسكرية نفذت عمليات لمطاردة بقايا تنظيم “داعش” في جزيرة الموصل والصحراء، بعد حصولها على معلومات استخبارية.

وأضاف، في تصريح صحفي: تمكنا خلال العمليات من تدمير أوكار للإرهابيين وتجهيزاتهم، مؤكداً أن العملية ما زالت مستمرة ويزداد زخمها إلى أن يتم القضاء على بقايا التنظيم بشكل كامل.

ونقلت وكالة “الأناضول” التركية عن النقيب بقيادة عمليات نينوى مظفر الياسري قوله: إن قوات مشتركة من الجيش والحشد الشعبي أطلقت، الخميس الماضي، عملية عسكرية هي الأوسع منذ تحرير مدينة الموصل عام 2017.

وأوضح الياسري أن العملية بدأت من ناحية الحضر جنوب غربي الموصل، وصولاً إلى وادي الثرثار في جزيرة الموصل، مؤكداً تطهير 200 كم مربع من تواجد مسلحي تنظيم “داعش” الإرهابي، جنوب غربي الموصل شمالي البلاد.

وأضاف أن تنفيذ العملية تم بعد تلقي معلومات استخبارية عن عودة نشاط المسلحين إلى المنطقة، مشيراً إلى أنه تم خلال العملية تدمير مواقع لمسلحي “داعش”، ومصادرة أسلحة وأعتدة مختلفة.

Exit mobile version