قرية فراسين الأثرية في جنين يحاصرها الضم والتهجير

– عمارنة: الاحتلال سيهدم فراسين خلال أيام ونحن أمام نكبة جديدة

– جمعة: نحن أمام مرحلة جديدة تهدف لإزالة كل التجمعات الفلسطينية لتنفيذ مخطط الضم

 

يعيش أهالي قرية فراسين الأثرية في جنين بالضفة المحتلة، التي تضم العديد من المعالم التاريخية والحضارية، حالة من القلق والخوف، بعد أن هدد الاحتلال بإزالة القرية عن الوجود، وسلم عشرات العائلات الفلسطينية التي تقطن المنطقة إخطارات بالرحيل والهدم، وذلك تطبيقاً لمخطط الضم الذي سليتهم معظم أراضي القرية بهدف ضمها للمستوطنات التي سيتم توسيعها.

قرية فراسين الهادئة التي تضم العديد من المراكز الأثرية، باتت اليوم في دائرة الضم الاستعماري، وينتظر أهالي القرية نكبة جديدة ستحل بهم بعد أن أعلن الاحتلال أنه سيزيل القرية عن الوجود خلال الأيام القادمة.

فراسين في انتظار التهجير 

بدوره، أكد رئيس مجلس قروي فراسين محمود عمارنة لـ”المجتمع” أن أهالي قرية فراسين الذين يعتمدون على الزراعية وتربية الأغنام، تفصلهم أيام وحتى ساعات عن قرار تهجيرهم، نحن نعيش نكبة جديدة، و200 شخص يقطنون القرية باتوا في حالة قلق وخوف من مداهمة جرافات الاحتلال لمنازلهم ومنشآتهم الزراعية وهدمها.

وأشار عمارنة إلى أن الاحتلال أطلق العنان للمستوطنين من أجل الاستيلاء على أراضي المواطنين في القرية، ويقوم بين الحين والآخر باقتحام المنازل بهدف خلق حالة من الرعب والخوف في صفوف المواطنين.

وشدد عمارنة أن أهالي فراسين في جنين سيتصدون لكل محاولات الاقتلاع والترحيل من قبل الاحتلال، ويصمدون على أراضيهم.

وتعيش القرى الفلسطينية التي تقع ضمن ما يسمى بالمنطقة “ج” وفق اتفاقية أوسلو حالة من الخوف والتوتر، خاصة وأن الاحتلال يريد في المرحلة الأولى من عملية الضم السيطرة على المناطق الإستراتيجية التي تربط تلك المناطق بالمدن والبلدات الفلسطينية، وذلك بهدف فصل البلدات الفلسطينية عن بعضها بعضاً. 

سيناريو الخان الأحمر يتكرر

رئيس هيئة مقاومة الاستيطان والجدار وليد عساف، أوضح لـ”المجتمع” أن نكبة جديدة تنتظر أهالي قرية فراسين في جنين، ونفس سيناريو الخان الأحمر شرقي القدس يتكرر اليوم في هذه المنطقة الأثرية، والهدف واضح هو تهجير الفلسطينيين، وتفريغ كل المناطق التي تحيط بالمستوطنات، أو التي تشكل عقبة أمام تنفيذ مخطط الضم، لافتاً إلى أن عملية الضم مستمرة.

وأشار عساف إلى أن الضفة المحتلة والقدس تتعرض لحرب استيطانية شرسة وغير مسبوقة، والاحتلال يريد وضع حقائق جديدة على الأرض، وتغيير كل ما يتعلق بالوضع الميداني، كل ذلك بهدف منع إقامة دولة فلسطينية في المستقبل.

من جانبه، قال الخبير في مجال الاستيطان جمال جمعة لـ”المجتمع”: إن الاحتلال تعدى حتى خرائط الضم التي حددتها الإدارة الأمريكية ضمن ما يطلق عليه “صفقة القرن”، وباتت تريد السيطرة على كل شيء وعدم ترك شبر أرض واحد للفلسطينيين على أرضهم، ومحاصرة البلدات الفلسطينية في معازل بحيث تكون حركة الفلسطينيين في مدنهم بالضفة المحتلة عبر جسور وأنفاق؛ لأن الاحتلال بعد تنفيذه لعملية الضم يريد السيطرة على كل المناطق الإستراتيجية التي تربط بين البلدات والمدن الفلسطينية.

وأكد جمعة أن ما يحدث اليوم في قرية فراسين هي عملية تطهير عرقي، وإزالة هذه القرية عن الوجود هي مقدمة لإزالة وهدم العشرات من التجمعات والقرى الفلسطينية التي تشكل عقبة في وجه الاحتلال لتنفيذ عملية الضم.

Exit mobile version