الأغوار الفلسطينية.. بيع الأضاحي ممنوع بأمر من الاحتلال الصهيوني

– بشارات: موسم بيع الأضاحي انهار بسبب مطاردة الاحتلال للتجار والمزارعين

– الحصني: نحن نخوض معركة وجود مع الاحتلال ونحتاج لمقومات الصمود على الأرض

 

لم تسلم الحيوانات من بطش الاحتلال وعدوانه في منطقة الأغوار بالضفة المحتلة، فهي مطاردة للاحتلال والمستوطنين بالسرقة والقتل وحتى منعها من الرعي في أرضها، بعد أن حولها المحتل إما لمنطقة عسكرية مغلقة أو ضمها للمستوطنات، وقد انعكس ذلك بالسلب على حياة معظم أهالي الأغوار الذين يعتمدون في نشاطهم الاقتصادي على الزراعة وتربية المواشي.

المساحات الشاسعة في الأغوار التي تزيد على مليون دونم ضاقت بأهلها وبمواشيها، مطاردات يومية، وتضييق على المزارعين ومنعهم من تسويق مواشيهم حتى في ذروة موسم بيع الأضاحي.

عدوان الاحتلال

يروي المزارع محمود بشارات من منطقة الفارسية بالأغوار لـ”المجتمع” تفاصيل جرائم الاحتلال بحق أهالي الأغوار ومنعهم من تسويق الأضاحي لأسواق الضفة المحتلة ويقول: إن الاحتلال يقوم بمطاردة التجار الذين يأتون للأغوار لشراء الأضاحي من المزارع، ويقوم إما باعتقالهم أو الاستيلاء على سياراتهم، وباتت عملية شراء الأضاحي من الأغوار جريمة في نظر الاحتلال.

وأوضح بشارات، وقد بدا في حديثه الألم والمعاناة من إجراءات الاحتلال، أن موسم بيع الأضاحي لمئات المزارعين في الأغوار لهذا العام انهار، وأن خسائر جسيمة لحقت بالمزارعين الذين كانوا يعولون على بيع مواشيهم في هذا الموسم لتعويض خسارتهم التي تسبب بها الاحتلال طيلة الشهور الماضية، من خلال منعهم من رعي أغنامهم والاستيلاء عليها.

وحول عدد ما تم بيعه من مزرعته يقول بشارات: موسم الأضاحي هذا العام لم يتم بيع سوى ثلاثة خراف من أصل 35 خروفاً كنت آمل ببيعها، ولا أستطيع حتى ونحن على أعتاب عيد الأضحى المبارك الوصول إلى أسواق الضفة المحتلة؛ لأن الاحتلال يغلق كافة الطرق ويطارد المزارعين، والأغوار تتعرض لحرب اقتصادية شرسة سواء من خلال تدمير المزروعات بالدبابات، أو منع بيع المواشي، لافتاً إلى أن الأسعار منخفضة للغاية مقارنة بالأعوام السابقة.

مطاردات يومية

أما المزارع صبحي الحصني من الأغوار، فلا تختلف حكاية المعاناة التي يعيشها عن المزارع بشارات فيقول: الاحتلال يقوم بالاستيلاء على السيارات التي تحمل المواشي للأسواق، ويعتقل التجار ويفرض عليهم غرامات باهظة، ما يحدث للمزارعين هي حرب شرسة من قبل الاحتلال بهدف تهجيرنا من أراضينا، قتل للأغنام ومطاردات للرعاة واعتقال لهم، وأمس تسبب في تدمير موسم الحمص والقمح والبطيخ، واليوم يمنع المزارعين من بيع مواشيهم في موسم عيد الأضحى المبارك، نحن نخوض معركة وجود على أرض الأغوار التي كانت تعد سلة غذاء فلسطين الزراعية والحيوانية.

وتقول تقارير حقوقية فلسطينية: إن عصابات المستوطنين وقوات الاحتلال كثفوا من اعتداءاتهم على المزارعين سواء بالاعتقال أو الضرب، وأن هناك المئات منهم فقدوا مصدر قُوتهم بسبب عدوان الاحتلال؛ إما بمنعهم من الزراعة وقطع أنابيب المياه، أو قتل المواشي ومنعهم من تسويق منتجاتها.

وكانت الحكومة الفلسطينية بالتزامن مع مواصلة الاحتلال الاستيلاء على مساحات واسعة من الأغوار، قد أطلقت خطة اقتصادية لإنعاش المزارعين في الأغوار، إلا أن تلك الخطة تواجَه بعقبات كثيرة أولها إجراءات الاحتلال والحاجة لموازنات ضخمة لتعزيز صمود المزارعين هناك.

Exit mobile version