الصلاة في آيا صوفيا ستتوج حملة إسلامية استمرت عشرات السنين

عندما يؤدي يونس جينك الصلاة في آيا صوفيا يوم الجمعة سيمثل ذلك انتصارا لجهود استمرت عشرات السنين من جانب جماعات إسلامية مثل جماعته لتحويل هذا الأثر العتيق، الذي يحظى بتوقير المسلمين والمسيحيين على السواء، إلى مسجد.

وكانت رابطة شباب الأناضول التي ينتمي لها جينك قد نظمت احتجاجات وصلوات خارج مبنى آيا صوفيا الذي أقيم قبل 1500 عام في حين نظمت مجموعة أخرى سلسلة من الحملات القانونية الفاشلة إلى أن قضت محكمة تركية الشهر الماضي لصالحها في نهاية الأمر لتلغي بذلك وضعه كمتحف.

وعلى الفور أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان عودة المبنى إلى وضع المسجد مرة أخرى على أن تقام أول صلاة فيه يوم الجمعة.

وكان هذا الصرح قد ظل كاتدرائية مسيحية في العصر البيزنطي على مدى 900 عام قبل أن يستولي عليه الفاتحون العثمانيون ويحولونه إلى مسجد حتى العام 1934.

وأثارت الخطوة الأخيرة سيلا من الانتقادات من قيادات كنسية قالت إن تحويل الأثر إلى مسجد لأداء الشعائر الدينية الإسلامية فقط يمثل مجازفة بتعميق الانقسامات الدينية.

وتقول تركيا إن الموقع لا يزال مفتوحا للزائرين وإنه سيتم الحفاظ على الرسوم المسيحية على جدرانه.

وقال جينك أمام المسجد ”ناضلنا من أجل هذا لسنوات“.

وأضاف ”آيا صوفيا رمز ونحن ككل المسلمين أردنا فتحه كمسجد… عندما جاء السلطان محمد الفاتح إلى اسطنبول اشترى آيا صوفيا بماله الخاص كرمز للفتح وجعل منه وقفا وأراده أن يكون مسجدا“.

وجماعة جينك هي جماعة منبثقة عن الحركة التي أسسها نجم الدين أربكان أول رئيس وزراء إسلامي لتركيا والذي كان حزبه السياسي هو الحزب الإسلامي الذي سبق حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بقيادة أردوغان منذ 17 عاما.

وخلال تلك الفترة غير أردوغان وجه جمهورية تركيا الحديثة، التي أسسها قبل ما يقرب من قرن الزعيم العلماني مصطفى كمال أتاتورك، فرفع حظرا على ارتداء الحجاب وعزز التعليم الإسلامي وروض المؤسسة العسكرية القوية التي كانت في فترة من الفترات حصنا لقيم أتاتورك العلمانية.

وخلال الفوضى والانتفاضات التي هزت الشرق الأوسط منذ 2011 سعى أردوغان أيضا لجعل تركيا قوة إقليمية ونصيرا للمسلمين السنة. وقال أردوغان في وقت سابق هذا الشهر إن إعادة آيا صوفيا إلى وضع المسجد علامة على الطريق صوب ”تحقيق الحرية“ للمسجد الأقصى في القدس.

* تغطية الرموز

ألقى أردوغان المتدين بثقله وراء حملة تحويل آيا صوفيا إلى مسجد قبل الانتخابات المحلية في العام الماضي والتي تلقى فيها حزبه الحاكم حزب العدالة والتنمية ضربة مؤلمة.

وقال إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئاسة إن ”قرار تحويل آيا صوفيا إلى مسجد مبني على مطلب قديم من الغالبية العظمى للشعب التركي… نحن نعتقد أن استخدامه… كدار للعبادة أكثر منطقية“.

وأضاف أن حكم أردوغان شهد بناء كنائس ومعابد يهودية تخدم الأقليتين المسيحية واليهودية في تركيا وأعيد كذلك بناء كنائس ومعابد.

وفي آيا صوفيا سيتم إخفاء الرسوم ولوحات الفسيفساء المسيحية البراقة التي تزين قبة‭‭‭ ‬‬‬المبنى والقاعة الرئيسية بستائر خلال الصلوات الإسلامية لكنها ستظل مكشوفة بقية الأوقات.

وقال كالين ”هذا جزء من التراث الشرعي الإسلامي مثل التقاليد اليهودية حيث لا يفترض أن توجد أمامك لوحات ورسوم كثيرة وأنت تصلي“.

وأضاف أن الأيقونات والرسوم الأخرى في الأدوار الأعلى من المبنى والقاعات الجانبية ستظل مكشوفة.

وأوضحت صور من داخل آيا صوفيا هذا الأسبوع بسط سجادة كبيرة على الأرض تمهيدا للصلاة.

Exit mobile version