في افتتاح المؤتمر الدولي.. الصميط: عالم ما بعد الجائحة سيكون مختلفاً عما قبلها

– حجم الإنفاق الإنساني والخيري للهيئة تجاوز 1.3 مليار دولار على 25 ألف مشروع

– أوضاع ملايين اللاجئين والنازحين في المخيمات ازدادت سوءاً وتدهوراً بسبب الوباء

– أكثر من مليار طفل خارج المدرسة و135 مليون شخص على حافة المجاعة بحلول نهاية هذا العام

– ضرورة وضع برامج تنموية مستدامة تواكب الآثار الممتدة المتوقعة للجائحة في مختلف المجتمعات

– تعزيز الجهود الرامية إلى مكافحة العنصرية والتمييز في جميع صورها وضمان حقوق الإنسان الأساسية

– الحاجة ماسة إلى ولادة عالم جديد أكثر أخلاقية وإنسانية ورحمة وعدالة وشراكة

 

دعا المدير العام للهيئة الخيرية الإسلامية العالمية م. بدر سعود الصميط المولى القدير أن ينعم بالشفاء العاجل على صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد، أمير البلاد وقائد العمل الإنساني من العارض الصحي الذي ألمَّ به، وأن يمن عليه بوافر الصحة والعافية، وأن يوفقه إلى استمرار مسيرته العطرة برفع لواء الخير والمساعدة للإنسانية أجمع.

جاء ذلك في كلمته التي ألقاها ممثلاً لرئيس الهيئة الخيرية والمستشار بالديوان الأميري د. عبدالله المعتوق في افتتاح أعمال المؤتمر الدولي “عالم ما بعد جائحة “كورونا” (كوفيد– 19).. موقف المسلمين ضد العنصرية ودعم الاستدامة البيئية” الذي نظمه المنتدى الإسلامي الأوروبي عبر آلية الاتصال المرئي بحضور لفيف من كبار المسؤولين الحكوميين والبارزين في تركيا وباكستان وفلسطين وماليزيا وليتوانيا والبوسنة والهرسك ومالطة، ومفتين وقيادات دينية من روسيا ودول أوروبية وأعضاء في برلمانات المملكة المتحدة والولايات المتحدة وهولندا وروسيا وصربيا وفنلندا واليونان.

بناء الإنسان

وكشف الصميط في إطار تعريفه بالهيئة أن حجم الإنفاق الإنساني والخيري للهيئة الخيرية تجاوز 1.3 مليار دولار، وأن عدد المشاريع الخيرية بلغ 25 ألف مشروع، مشيراً إلى نشأتها في عام 1986 بقانون خاص أصدره مجلس الأمة الكويتي، صدق عليه الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد رحمه الله.

كما تطرق إلى ما تقدمه الهيئة من خدمات إنسانية للمحتاجين في العالم من دون تمييز، وتركيز رسالتها الإنسانية على بناء الإنسان وتمكينه تعليمياً واقتصادياً وثقافياً ليكون قادراً على إحداث التأثير الإيجابي في المجتمع الذي ينتمي إليه.

استطلاع رأي القادة

وأكد ممثل المعتوق أن أهمية المؤتمر تنبع من قيمته الحضارية والإنسانية وأهدافه السامية، وانعقاده في ظل ظرف دقيق واستثنائي من تاريخ الأمة والعالم أجمع، وأن أهم ما يميزه الحرص على استطلاع رأي القادة فيما يتعين فعله تجاه عالم ما بعد جائحة “كورونا”.

ونوه الصميط إلى إجماع النخب الفكرية والأكاديمية والسياسية ومراكز الدراسات والأبحاث على أن عالم ما بعد الجائحة سيكون مختلفًا عما قبلها، وأن تداعيات هذا الوباء الحادة اقتصاديًا واجتماعيًا وصحيًا وإنسانيًا من المتوقع أن تُعيد صياغة شكل العالم، وأن تُحدث فجوات عميقة في مسار التنمية التي كافحت كثير من دول العالم سابقًا لدفعه قُدمًا، مثلما فعلت أزمات وتحولات كبرى من قبل.

الوضع الإنساني المتردي

وشدد على أن الوضع الإنساني المتردي الذي خلَّفته الجائحة سيظل واحدًا من أبرز وأخطر الملفات التي ينبغي أن تسترعي اهتمام القيادات السياسية والدينية في العالم، مشيراً إلى إن سياسات الإغلاق والتدابير الاحترازية التي اتخذتها دول العالم أدت إلى تضرر شرائح واسعة في مجتمعاتنا الإنسانية، وخاصة ضمن الفئات الأكثر فقرًا وهشاشة.

وأوضح الصميط أن موضوعات المؤتمر ذات أولوية إنسانية بالغة؛ في مجال مكافحة العنصرية التي تتهدَّد المجتمعات، وترسِّخ للتمييز على أسس غير عادلة بين البشر، داعيًا إلى تعزيز الاستدامة البيئية؛ بحماية البيئة من الاستخدام غير الرشيد لمكوناتها ومنتجاتها، بما يخفف من آثار التغير البيئي، ويعزِّز من التوازن على المدى القريب والبعيد.

أوضاع النازحين

وأضاف: لقد بات يُنْظَر إلى جائحة “كوفيد-19” على نطاق واسع حاليًا باعتبارها إحدى أكبر الكوارث الإنسانية التي حلت بالعالم، لافتاً إلى أن أوضاع ملايين اللاجئين والنازحين في المخيمات ازدادت سوءًا وتدهورًا، وأن هناك أكثر من مليار طفل خارج المدرسة جراء انتشار الوباء، وأكثر من 135 مليون شخص على حافة المجاعة بحلول نهاية هذا العام، حسب إحصاءات حديثة للأمم المتحدة.

رفع معدلات الاستجابة

وأكد الصميط أن هذا الوضع الإنساني الخطير يختبر مدى قدرة العالم على التعاون في مواجهة الوضع الوبائي، ورفع معدلات الاستجابة الإنسانية، ووضع الخلافات جانبًا، وإيلاء القيم الإنسانية الأهمية اللازمة، ليس فقط عبر إطلاق البرامج الإنسانية لنجدة ضحايا الوباء، والحيلولة دون تفاقم أوضاعهم المعيشية والاقتصادية، بل باستنفار جهود المنظمات الدولية بجميع توجهاتها وأهدافها؛ لوضع برامج تنموية مستدامة، تواكب الآثار الممتدة المتوقعة للوباء في مختلف المجتمعات.

محاصرة التداعيات

وحمل المؤسسات الإسلامية مسؤولية الإسهام في محاصرة التداعيات الكارثية للوباء، والعمل على مواجهتها ووقاية الشعوب من خطرها، منوهًا إلى أهمية أن تدرك الأمة الإسلامية أهم نقاط قوتها وفرصها المتاحة لإعادة التموضع الصحيح على خريطة المشهد العالمي.

مسؤولية النخب

وتابع قائلًا: إن المسؤولية اليوم تقع بالأساس على عاتق النخب والصفوة من العلماء والقياديين والباحثين والمفكرين، في ظل حاجة الأمم إلى ولادة عالم جديد أكثر أخلاقية وإنسانية، وأكثر تأسيسًا على قيم العدل والرحمة والتعاون والتلاقي على المشتركات الإنسانية، من منطلق إسلامي، يؤسس له القرآن الكريم، الكتاب الرباني المفعم بقيم العمل والرحمة والسلام والعدل والحوار، والتوجيهات النبوية التي جاء بها رسول الإسلام الذي بُعث رحمة للعالمين.

رؤية مستقبلية

وفي إطار بناء رؤية مستقبلية إنسانية وأخلاقية وحضارية إزاء مرحلة ما بعد الجائحة، أطلق الصميط من خلال المؤتمر ثلاثة نداءات كالتالي:

أولاً: ضرورة إعادة دراسة الوضع الإنساني العالمي وفحص مستهدفات خطة التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030 في ظل التطورات التي أحدثتها الجائحة، والتراجع المتوقع في الأوضاع الإنسانية في مختلف المجتمعات؛ وخصوصًا المجتمعات الإنسانية الأشد احتياجًا.

ثانيًا: حتمية العمل المشترك أكثر من أي وقت مضى، وضرورة تدشين التحالفات المحلية والإقليمية والعالمية الرامية لتحقيق ذلك، وتعزيز الكفاءة في استخدام الموارد بشكل رشيد، يحقق أكبر من قدر من الفاعلية، ويضمن في الوقت نفسه التوازن وحماية حقوق الأجيال الإنسانية القادمة.

ثالثًا: تعزيز الجهود الرامية إلى مكافحة العنصرية والتمييز في جميع صورها، وضمان جميع حقوق الإنسان الأساسية، وعلى رأسها الحق في الحياة الكريمة، والعمل على ما يؤمن ذلك عبر الحلول التنموية المستدامة، وتوفير الغذاء، والسكن، والصحة، والفرص التعليمية، وفرص العمل اللائقة.

جسر حضاري

وفي سياق كلمته، أشاد الصميط بجهود المنتدى الإسلامي الأوروبي – الذي يرأسه فخرياً الزعيم الماليزي أنور إبراهيم- في العمل على ترسيخ قيم التعايش المشترك، والتسامح، والاحترام المتبادل بين أصحاب الأديان، واحترام حقوق الأقليات، والتصدي لكل صور العنصرية البغيضة، والسعي لخير وتنمية المجتمعات في أوروبا وفق رؤية إسلامية إنسانية.

وثمن حرص المنتدى على صناعة جسر حضاري بين المؤسسات الإسلامية وبين المجتمعات الأوروبية بجميع نخبها ومكوناتها، سيما في ظل الطموح لدور فاعل للمسلمين في الحياة العامة والثقافية والاقتصادية الأوروبية.

{mp4}108406{/mp4}
Exit mobile version