تجريف وحرق الحقول والأشجار.. أساليب صهيونية للاستيلاء على الأرض الفلسطينية

– دغلس: الاحتلال يحرق يومياً مساحات واسعة من الحقوق والأشجار

– دراغمة: سرقة الاحتلال لمياه الأغوار تهدف لتجفيف الأراضي الزراعية

– العبيدي: عام مر على هدم 70 شقة سكنية في وادي الحمص وما زالت مأساة التشرد مستمرة

 

لم يترك الاحتلال الصهيوني وسيلة إلا ويستخدمها بهدف إرهاب وتهجير الفلسطينيين عن أراضيهم، وذلك تطبيقاً لمخطط الضم الاستعماري، تارة بحرق الحقول والأشجار، مستغلاً ارتفاع درجات حرارة الصيف، وتارة باقتلاعها.

ولم يكتف الاحتلال بذلك، بل شرع بإغلاق العديد من الطرق وشق أنابيب مياه للمستوطنين الذين يستولون يومياً على الأراضي الفلسطينية ويقومون بطرد أهاليها منها تحت تهديد السلاح.

الاحتلال والتهجير والاستيطان

ويؤكد منسق هيئة مقاومة الاستيطان والجدار في شمال الضفة المحتلة غسان دغلس، لـ”المجتمع”، أن الاحتلال وعصابات المستوطنين أحرقوا مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في قرى نابلس خلال الأيام الماضية، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل أقدم هؤلاء على اقتلاع مئات أشجار الزيتون في بورين، وأن الهجوم على الأراضي وحرقها واقتلاع الأشجار فيها يتم بتنسيق كامل بين المستوطنين وقوات الاحتلال.

من جانبه، يقول الباحث الحقوقي عارف دراغمة لـ”المجتمع”: منطقة الأغوار، على سبيل المثال، تشهد تصعيداً استيطانياً، حيث يداهم بشكل مستمر البلدات والتجمعات الفلسطينية في الأغوار، وكان آخرها تجمع بردلة؛ حيث عمل على تجريف وإغلاق فتحات المياه الفلسطينية، ويحرم أصحابها منها، بالتزامن مع ذلك يسرق المياه الفلسطينية ويضخها للمستوطنات بكميات كبيرة.

وتقول تقارير حقوقية فلسطينية: إن الاحتلال الصهيوني كثف من عمليات الاستيطان في الأغوار خاصة على امتداد مناطق أريحا والقدس، وذلك تمهيداً لتطبيق مخطط الضم الاستعماري، وأن عملية توسيع المستوطنات جارية، بالتزامن معها تكثيف عمليات هدم المنازل حيث هدم الاحتلال منذ بداية هذا العام في القدس والضفة الغربية 313 منزلاً؛ ما تسبب في تهجير المئات من العائلات الفلسطينية.

ويقول إسماعيل العبيدي، وهو صاحب منزل هدم في منطقة وادي الحمص بالقدس المحتلة لـ”المجتمع”: تمر هذه الأيام الذكرى السنوية الأولى على أكبر عملية هدم تشهدها مدينة القدس، حيث هدم الاحتلال في منطقة وادي الحمص 70 شقة سكنية، وما زالت هذه العائلات تعيش معاناة التشرد والألم بدون مأوى.

ويناشد العبيدي أحرار العالم بالضغط على الاحتلال لوقف سياسة الهدم والتهجير التي ينتهجها ضد أهالي القدس.

تدريبات عسكرية ومناطق مغلقة

ويعمد الاحتلال كما يقول المزارع محمد بشارات لـ”المجتمع” على تدمير المزروعات والمحاصيل الزراعية في وقت حصادها من خلال تعمد إجراء تدريبات عسكرية فوق المناطق التي قاربت على قرب الحصاد، مثال ذلك القمح والذرة والحمص، وهذا أدى إلى تدمير مساحات واسعة من المحاصيل، التي دمرتها جنازير الدبابات والآليات العسكرية، وحرمان المزارعين من مصدر رزقهم.

ولفت بشارات إلى أن الاحتلال يمنع كذلك تسويق المنتوجات الزراعية الخاصة بالأغوار بعد استخدام عدة أساليب، منها إغلاق مداخل القرى والبلدات ومنع نقلها للأسواق، وعرض المنتوجات الإسرائيلية بأسعار زهيدة بهدف ضرب المزارع الفلسطيني في الأغوار، وإيصاله لمرحلة عدم القدرة على الزراعة وهجر الأرض؛ وبالتالي تسليمها للمستوطنين، مؤكداً أن ذلك لن يحدث؛ لأن أهالي الأغوار يواصلون صمودهم والتشبث بأرضهم ضد مخططات الاحتلال الاستعمارية.

وكانت عدة مؤسسات فلسطينية قد أطلقت مبادرات لتسويق منتوجات الأغوار في الأسواق الفلسطينية، وعدم شراء منتوجات صهيونية؛ وذلك لتعزيز صمود المزارع الفلسطيني في وجه مخططات الضم والاقتلاع التي يواصل الاحتلال الصهيوني تنفيذها بالتنسيق والدعم الكامل من الإدارة الأمريكية.

وتتميز منطقة الأغوار التي تعد سلة غذاء فلسطين الزراعية، بتنوع مزروعاتها وخصوبة أرضها، ووفرة المياه فيها، لذلك فإن هدف الاحتلال في المرحلة المقبلة، وهو تجفيف منطقة الأغوار عبر ردم الأنابيب والآبار الفلسطينية، ومنع الزراعة فيها، وتوسيع المستوطنات وتحويل معظم أراضيها التي تشكل ثلث مساحة الضفة المحتلة لمناطق عسكرية مغلقة.

ويجمع المراقبون والسياسيون الفلسطينيون على أن الاحتلال لم يوقف عملية الضم خاصة للأغوار، فمخططات الضم مستمرة حتى وإن أعلن الاحتلال على أن عملية الضم لم تعد مدرجه على جدول الأعمال، ودليل ذلك أن الاحتلال أحكم من سيطرته على مساحات واسعة منها، ولذلك أن المطلوب هو تعزيز كل أنواع الصمود الفلسطيني في منطقة الأغوار، وملاحقة الاحتلال وعصابات المستوطنين على جرائمهم اليومية بحق البشر والشجر والحجر.

Exit mobile version