“آيا صوفيا” والشيطان!

نعم آيا صوفيا والشيطان؛ علاقة طردية عكسية، فصوت المساجد وأذانها وصلواتها مرعبة للشيطان الرجيم وجنده وخدمه الأذلاء، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم للمؤمنين محبي الإسلام وصوت الأذان: “إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليَّ فإنه من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشراً، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجوا أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة”.

وعلى عكس ذلك، بيَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الشيطان يقود أولياءه من إنس وجن للمهلكة، مبيناً عليه الصلاة والسلام كرههم للنداء والمساجد وتعميرها وإحيائها وإحياء الأذان فيها، بقوله صلى الله عليه وسلم: “إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان، وله ضراط حتى لا يسمع التأذين، فإذا قضي النداء أقبل، وإذا ثوب أدبر..”.

يدعي من يدعي الغيرة على الإنسانية وهم الكذبة؛ نعم.. الكذبة، فما وجدناهم حركوا ساكناً أو شعرة من رؤوسهم حينما منعت كندا الأذان في مكبرات الصوت، ورجولتهم تحولت إلى اللارجولة، ومن ثم الصمت المخزي يوم أن أغلقت أثينا مساجد المسلمين، وتبخرت مروءتهم وغيرتهم الإنسانية! يوم أن أحرقت المساجد في كشمير، وانعزلوا عن الإنسانية وكانوا شيئاً آخر مع ما حصل في الصين، وأصبحوا نعاماً، بل النعامة أبرك منهم؛ يوم أن هدمت أكثر من 10 آلاف مسجد في دولة عربية كبرى تحت ذريعة عدم الترخيص، وفتحت مكانها الكنائس أو كبديلة لهم بشكل أو بآخر.

نعم هذا هو حال من ينكر إعادة “آيا صوفيا” كمسجد للصلاة والمصلين؛ ينكره سمعاً وطاعة لسيده الشيطان الرجيم الذي بين نكرانه للمساجد والأذان من لا ينطق عن الهوى إن هو إلا يوحى؛ بين عليه الصلاة والسلام، إن للشيطان “أصواتاً منكرة”، وهذا هو الحال اليوم أيضاً؛ فله أصوات تناصره، نعم تناصره نعيقاً وكتابات، وذلك بأقلام من نطلق عليهم “صراصير إلكترونية!” التي هاجمت إعادة المسجد للصلاة والأذان لا لشيء إلا حقداً وكرهاً في الرجل المغوار الذي خدم بلاده والمسلمين ما استطاع، المغوار أردوغان حفظه الله تعالى.

لا شك.. كل من له مروءة ورجولة ودين وأخلاق يرى ما حصل في تركيا على يد المغوار أردوغان شيئاً عظيماً ورائعاً في عودة “آيا صوفيا” للأذان والمصلين لدحر الشيطان وأصواته! ومن حق الصالحين أن يفرحوا بهذا الإنجاز، ولا شك هذا الأذان سيجعل الشيطان الرجيم وأعوانه كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا أذن الأذان ذهب وله ضراط..”، نعم الشيطان وأتباعه لهم هذه الأصوات النشاز، أما الأغلبية العظمى من المسلمين ففرحون بهذا القرار الرجولي البطولي.

أما بعض المشايخ النشاز الذين يدعون المشيخة، ويسعون لتشويه مسيرة أردوغان خدمة لمن يسوسهم ويجيرهم.

نقول لهم: بحثنا في كتاب الله فوجدنا لكم فيه مواقع عديدة، ولكن أهمها قوله تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ {4} ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ) (التين)، وأكثر وضوحاً بقوله تعالى: (أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً) (الفرقان: 44)، وأكثر تتضح عقولكم وصوركم ونفوسكم الظالمة من خلال قوله تعالى: (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (الجمعة: 5)، وظاهر فكركم وتربيتكم ونفوسكم الضئيلة التي لا يهواها العلو ولا تهواه، ولا تعشق إلا الخلود، وذلك بقوله تعالى: (وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث) (الأعراف: 176).

نسأل الله تعالى أن يوفق أمة الإسلام بإكثار المساجد والمصلين نصرة لدينه القويم، وهذا لا شك سيكون، فهو وعد النبي صلى الله عليه وسلم لأمته، وفي موقع لا يتوقعه الشيطان وأجناده؛ فقال صلى الله عليه وسلم: “ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس”، ولا نامت عين الشيطان وخدمه الأذلاء الأحلاس البالية، نسأل الله العفو والعافية.

 

 

_____________________

(*) إعلامي كويتي.

Exit mobile version