في الساعات الأخيرة قبل الضم.. هل تنجح التحركات الدبلوماسية والميدانية الفلسطينية؟

– عريقات: هناك ائتلاف دولي مشكَّل من 192 دولة بالعالم يعارض الضم

– عساف: شق الأنفاق والطرق الالتفافية في القدس يأتي في سياق تطبيق الضم

 

حالة الإجماع الدولي المعارضة لعملية الضم لأجزاء واسعة من الضفة المحتلة باتت بدون شك تشكل هاجساً مخيفاً للاحتلال والولايات المتحدة على حد سواء، لكن هذه المعارضة والرفض الدولي تفتقر لآليات عملية لمعاقبة الاحتلال على خطوات الضم؛ مما يجعل هذا الرفض بلا قيمة، كما يقول الفلسطينيون، بدون الاعتراف بدولة فلسطينية على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس، وفرض عقوبات على الاحتلال في حال طبق عملية الضم، وتوسيع المقاطعة الاقتصادية للبضائع الصهيونية.

ائتلاف دولي مناهض للضم

من جانبه، أكد أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أن لدى الفلسطينيين ائتلافاً دولياً يضم 192 دولة ضد خطة الضم للضفة الغربية المحتلة.

وأشار عريقات، في تصريحات لـ”المجتمع”، إلى أن عملية الضم انتهاك لكل القوانين والأعراف الدولية، ونأمل في اجتماع مجلس الأمن الدولي غداً الأربعاء، الذي سيناقش الاستيطان وإجراءات الاحتلال أحادية الجانب، أن يتم الضغط على الاحتلال لمنع تنفيذ عملية الضم؛ لأن هذه العملية إن تمت ستقود المنطقة للمجهول وتعد نهاية لعملية السلام.

حماية الحقوق الفلسطينية

من جانبه، قال رئيس هيئة الجدار والاستيطان وليد عساف لـ”المجتمع”: إن الاحتلال يسير بخطوات متسارعة في تطبيق عملية الضم، وأقر خطة جديدة تتعلق بشق أنفاق وطرق التفافية في القدس، وذلك بهدف عزل شرق القدس عن مدينة بيت لحم والاستيلاء على مساحات شاسعة من الأراضي الفلسطينية الواقعة في غلاف مدينة الخليل لتطبيق عملية الضم التي تأتي في سياق “صفقة القرن” المشؤومة.

وأشار عساف إلى أن الاحتلال لم يتوقف عن مخططات الضم، وأن حالة الإجماع الدولي باستثناء الولايات المتحدة يجب أن تكون عاملاً مساعداً لمنع الضم ووقف الاستيطان الاستعماري.

إرباك في المشهد الصهيوني

في السياق، باتت وسائل إعلام الاحتلال منشغلة في حالة الخلاف الحاد بين رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وشريكه في الائتلاف بيني غانتس على خلفية طريقة وكيفية الضم لأجزاء واسعة من الضفة المحتلة التي من الممكن أن تقود لانهيار الحكومة، إلا أن تلك الخلافات، كما يقول مراقبون، جاءت لأن نتنياهو يريد الهروب من حكومة الوحدة باتجاه الانتخابات بعد أن أعطته استطلاعات الرأي فوزاً ساحقاً لكتلة اليمين وانهياراً لحزب أزرق أبيض بزعامة غانتس في حال جرت انتخابات جديدة، والهروب من قضايا الفساد التي باتت تلاحقه.

وأشارت الصحف العبرية إلى أن نتنياهو يحاول امتصاص الغضب الدولي من عملية الضم، من خلال الضم التدريجي للضفة المحتلة لعدم إثارة العالم حول الضم الشامل، موضحة أن نتنياهو يريد ورقة الضم ليستخدمها بقوة في الانتخابات الرابعة في حال انهارت حكومته الائتلافية مع غانتس الذي اشترطت الولايات المتحدة موافقته على عملية الضم من أجل تمريرها.

في حين قال زعيم المعارضة الصهيونية يائير لبيد: إن التصريحات المتكررة لنتنياهو عن عملية الضم هدفها صرف الأنظار عن فشله في إدارة أزمة كورونا، واستبعد عملية الضم، فيما قال وزراء في حكومة الاحتلال: إن التهديدات الفلسطينية بحل السلطة الفلسطينية لن تحدث؛ لأن لا مصلحة فلسطينية في تلك الخطوة التي من الناحية الواقعية، ومن الصعب أن تتحقق، لأن السلطة الفلسطينية هي كيان فلسطيني وليد سينقل الشعب الفلسطيني إلى الدولة كما يؤكد كل مرة قيادات في منظمة التحرير الفلسطينية.

Exit mobile version