يعد مساعد سالم يوسف آل عبدالجادر من أوائل الذين كانت لهم بصمات واضحة ومؤثرة في تأسيس الدعوة في الكويت؛ حيث كان من أوائل الذين التحقوا بالدعوة في بداية الستينيات، ويعد من جيل التأسيس لدعوة الإصلاح في الكويت.
وبمناسبة مرور سبعة عشر عاما على وفاته نلقي الضوء على محطات من حياته في السطور التالية..
الميلاد والنشأة
ولد مساعد سالم يوسف آل عبدالجادر في أواخر جمادي الآخرة سنة ۱۳۹۹ه الموافق السبت 15 إبريل 1950م في منطقة القبلة في حي البدر.
حصل على الليسانس من كلية التربية قسم الدراسات الإسلامية في جامعة الكويت، ثم حصل على الماجستير من خلال رسالته: “أثر الحديث الشريف على المذاهب الفقهية”، من إحدى الجامعات الكندية. عين مدرسا في ثانوية الخالدية لمدة سنتين، ثم ترك التدريس، والتحق بوزارة الأوقاف لعام واحد، ثم ترك العمل، وتفرغ للتجارة.
خصاله ومآثره
تميز الأستاذ مساعد –رحمه الله تعالى- بعدد من الخصائص والمآثر مثل:
- حبه للدعوة:
كانت الدعوة إلى الله كل شيء في حياته، عاش فيها، وأفنى حياته فيها، وكانت تسري في دمائه.
- الاجتهاد على تربية أبنائه تربية صالحة:
لقد كان ما يميز الأخ بو سالم – رحمه الله – من بين الكثير أنه كان يبذل جهدا كبيرا في تربية أبنائه تربية صالحة وكان ما فيه من خصال يساهم في تسهيل مهمته، ومهمة كل أب صالح يتمنى لأبنائه الصلاح، وأتت تربيته ثمارها، وفي كل واحد منهم تری جانبا من شخصية والده رحمه الله.
ولشدة حرصه على تربية أبنائه تربية إسلامية، وعلى الصلاة في المساجد، كان له طير كاسكو، وكان يردد ما يسمعه من الأخ بو سالم فيقول دائما يا شباب الصلاة.
- حبه للقراءة:
كانت هذه الصفة بارزة في الأخ بو سالم -رحمه الله- بل كانت من أبرز صفاته الملحوظة؛ فقد كان –رحمه الله – مدمنا للقراءة، واقتناء الكتب والمخطوطات؛ وله مكتبة تعد من أكبر المكتبات الشخصية في الكويت. وكان يقتني في مكتبته هذه أكثر من مائتي مخطوطة، وكان في سبيل اقتناء مخطوطة يسافر إلى البلدان، وينتقل من بلد إلى بلد لشراء مخطوطة، وهو ما أضفى جوا ثقافيا على أسرته، انعكس أثره على أسرته وأبنائه، وحبهم للقراءة والثقافة والأدب، وبلغ حبه للكتب أنه بكى بكاء شديدا عندما غرقت مكتبته بسبب الفيضان عام 1997م.
- حبه للإنفاق:
هذه الخصلة الطيبة التي قل أن تراها في الناس، خاصة في هذا العصر المادي الذي نعيش فيه، وكانت بادية عليه -رحمه الله-، يقول د.عبدالحميد البلالي: “ما طلبته يوما دعما لجمعية بشائر الخير التي أتطوع فيها، إلا أنفق من ماله، ويملك في شركته أجهزة ومواد بصورة لم نتوقعها، وكل ذلك بنفس طيبة ومبادرة؛ بل يشعر من يعطيه بأنه هو صاحب الحاجة لا من طلبها، وهذا من جميل أخلاقه”.
وكان -رحمه الله- كثير الإنفاق على الدعوة؛ فقد كان أول من أوقف بيته في الدعوة في منطقة السرة على العمل الإسلامي، وكان لديه التزام سنوي بتحجيج عدد من الناس، وعدد آخر للعمرة في العشر الأواخر من رمضان إلى أن توفي، رحمه الله.
- تواضعه:
بالرغم من علمه، وسابقته في الدعوة، وبروزه بين إخوانه من الدعاة، ووفرة ماله وتجارته، فإنه كان متواضعا إلى أقصى حد، لا يكاد يخطئ هذه الصفة فيه من يلتقيه، حتى لأول مرة، يأسر من يلتقيه بابتسامته وأخلاقه العالية، وتواضعه، وسؤاله عمن يلتقيه، وممازحته له؛ فكان يسلم على الفقير، وخادم المسجد والصغير والكبير.
وفاته:
وبعد حياة حافلة بالدعوة والعطاء والمسابقة إلى الخيرات، توفي رحمه الله في: 19 من يونيو 2003م، الموافق: 19 من ربيع ثان 1424هـ.