“معاريف”: ضم أجزاء من الضفة قد يسبب أزمة بين تل أبيب وألمانيا

كشفت صحيفة “معاريف” العبرية، عن وجود حالة من الخشية والقلق لدى حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو، من حدوث أزمة في العلاقات مع ألمانيا، جراء إقدام تل أبيب على تنفيذ خطة ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية.

ونقلت الصحيفة عن مصدر رفيع المستوى بوزارة خارجية الاحتلال، بوجود قلق من أن ضم مناطق في الضفة سيضر بعلاقات “إسرائيل” مع ألمانيا.

ونوهت المصادر إلى أن هذا التصريح يأتي قبيل الزيارة المتوقعة لوزير الخارجية الألماني هايكو ماس.

وأشارت الصحيفة إلى أن ألمانيا ستعارض خطوة الضم لمناطق بالضفة الغربية من طرف واحد، مؤكدة أن هناك قلقاً في تل أبيب من أن الضم سيدفع برلين لخفض مستوى العلاقات بين الجانبين في مجالات أخرى أيضاً.

ولفتت النظر إلى أن ماس سيعرب في زيارته عن المخاوف الألمانية من الضم، منوهة إلى أن موقف برلين له أهمية خاصة، كون ألمانيا ستصبح في الشهر القادم رئيسة مجلس الاتحاد الأوروبي.

وقبيل زيارة الوزير الألماني، الذي سيلتقي أيضاً برئيس الوزراء البديل وزير حرب الاحتلال بيني غانتس، أعربت محافل دبلوماسية أوروبية عن تخوفها من أن يؤدي تنفيذ الضم إلى المس الشديد بعلاقات الجانبين، وباستعداد ألمانيا لمساعدة “إسرائيل” في الساحة الدولية.

وقدرت المحافل أن من شأن نحو 10 دول أوروبية أن تعترف بشكل استعراضي بالدولة الفلسطينية؛ بينها بلجيكيا، لوكسمبورج، إيرلندا وإسبانيا، مبينة أن ماس سيزور الأردن بعد زيارته لـ”إسرائيل”، وسيلتقي بمسؤولين في السلطة الفلسطينية.

وفي سياق متصل، رفض وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، لقاء وفد يمثل المستوطنين اليهود، واعتبر رئيس المجلس الإقليمي بالضفة يوسي داغان، أن رفض بوريل اللقاء “يعبر عن ازدواجية الاتحاد الأوروبي”، وفق زعمه.

تغير بالموقف الفرنسي

وبحسب الموقع ألمحت فرنسا لـ”إسرائيل” بتغيير محتمل في موقفها التقليدي في موضوع مكانة القدس وسيادة السلطة الفلسطينية، وهذا ما يفهم من أقوال السفير الفرنسي لدى تل أبيب، آريك دانون، في نقاش بادر إليه اللوبي المؤيد لـ”إسرائيل” آلنت، بمشاركة سياسيين، دبلوماسيين وأكاديميين فرنسيين وإسرائيليين قبيل المحادثات المرتقبة بين وزيري خارجية “إسرائيل” وفرنسا.

ونوه السفير دانون إلى أنه في حال شرعت “إسرائيل” بعملية الضم في الشهر القادم، فبانتظارنا فترة معقدة في العلاقات مع “إسرائيل”، ولكن فرنسا ستعمل على حوار ودي مع “إسرائيل” والدفع إلى الأمام بحلول متجددة.

وأشار إلى أن هناك ضغوطاً متزايدة في باريس لتغيير موقف فرنسا في المسائل الجوهرية، وذلك بأخذ الواقع الجديد في الحسبان، لافتاً إلى أن كل قرار بتغيير في السياسة سيتخذه الرئيس إيمانويل ماكرون وفقاً للمصالح الحيوية لفرنسا.

ومن المقرر أن يصل وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في زيارة عاجلة إلى “إسرائيل”، الأربعاء المقبل، لبحث مسألة ضم أراض بالضفة الغربية المحتلة.

ووفقاً لصحيفة “هاآرتس” العبرية، سيلتقي ماس مع نظيره “الإسرائيلي” غابي أشكنازي، لنقل رسالة تحذر من تداعيات خطة ضم أجزاء من الضفة الغربية.

وبحسب الصحيفة سيوضح ماس لـ”الإسرائيليين” أن الضم أحادي الجانب سيدفع ألمانيا للاختيار بين التحالف مع “إسرائيل” أو الالتزام بالقانون الدولي وقيم الاتحاد الأوروبي، وفي مثل هذه الحالة فإن النتيجة ستكون المساس بـ”إسرائيل”.

وفي وقت سابق أعلن منسق الأمم المتحدة للتسوية في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، أن ضم “إسرائيل” لأراض في الضفة الغربية سيكون انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي، وسيغلق الباب أمام إمكانية استئناف المفاوضات بين الطرفين.

Exit mobile version