“كوماندوز”.. فريق شبابي لتوفير لقمة العيش في غزة

في مكانٍ كقطاع غزة من الصعب أن تنال فرصة عمل، فالحصار الصهيوني والانقسام الفلسطيني السياسي والانهيار الاقتصادي أوصلت نسب البطالة بين شبابها الخريجين إلى أعلى معدلاتها؛ ما دفع بعضهم للبحث عن طوق النجاة في أي فرصة عمل متاحة.

وبرغم السواد الذي يلف واقع القطاع ويحيط بها من كل اتجاه، ينحت شبابها في الصخر من أجل البقاء، فهم يكابدون أهوال الحياة وظروف المعيشة الصعبة من أجل البقاء على قيد الحياة.

فواقع القطاع المحاصر منذ أكثر من 13 عاماً من قبل الاحتلال خلف بطالة وفقراً واسعين، خاصة في صفوف الشباب الخريجين الذين أصبحوا عاطلين عن العمل.

في مدينة خانيونس جنوبي القطاع، لم يستسلم الشباب لظروف الحصار والبطالة، وشكلوا فريقاً أطلقوا عليه “الكوماندوز”، في إشارة منهم إلى رجال المهمات الصعبة، للعمل في مجالات عدة أبرزها الزراعة مقابل أجر مادي قليل، لكن من أجل أن يوفروا قوت يومهم وعائلاتهم.

الشاب علاء أبو طير خريج جامعي عام 2006، هو صاحب فكرة إنشاء الفريق، يقول في تصريح لـ”المجتمع”: إن فكرة الفريق جاءت بهدف مواجهة الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها شباب الخريجين، خاصة في ظل انتشار البطالة في قطاع غزة، إضافة إلى الظروف الصعبة التي يمر بها، دفعته للبحث عن طريقة يستطيع بها أن يعيل نفسه وأسرته، فلجأ إلى تكوين هذا الفريق الذي بدأ بخمسة شبان حتى وصل الآن إلى 40 شاباً، معظمهم خريجون وطلاب جامعة.

ويضيف أبو طير أن الأمر في البداية كان صعباً له وللفريق، خاصة أنه خريج من المفترض أن يكون في وظيفة رسمية، ومكانه العمل في مؤسسات أو شركات، لكن عدم توفر فرص العمل دفعته لذلك، وكان الأمر في البداية صعباً، لكن مع مرور الأيام تأقلم على الوضع، وكل ذلك من أجل توفير لقمة العيش له ولعائلته، مشيراً إلى أن الطفل لا يعرف أنه لا يوجد عمل في البلد، الطفل بحاجة إلى مأكل ومشرب ومصروف، كان عليه البحث عن أي عمل لتلبية احتياجات البيت.

ويشير إلى أن مدة ساعات العمل تتراوح ما بين 7 – 9 ساعات يومياً، مقابل أجر مادي قليل لا يتجاوز 20 شيكلاً (7 دولارات)، موضحاً أن لقمة العيش في غزة باتت صعبة جداً.

ويوضح أن معظم أعضاء الفريق يقطعون مسافات كبيرة سيراً على الأقدام وصولاً إلى مكان العمل حتى يستطيعوا توفير أجرتهم إلى تلبية طلبات عوائلهم.

من جهته، يشير محمد أبو طير، الذي التحق بالفريق، لـ”المجتمع”، إلى أنه بعد تخرجه من الجامعة وبحثه عن عمل في إطار تخصصه الجامعي دون جدوى، لجأ للانضمام إلى الفريق حتى يستطيع توفير قوت يومه.

ويضيف أنه يعمل في مجال الزراعة كحصاد القمح وزراعة الخضراوات ورعايتها حتى تثمر، موضحاً أن الأجر قليل، لكنه يؤكد أن كل ذلك يهون مقابل توفير دخل له ويساعد والده في مصروف البيت.

ويقول: حالياً ونحن في فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة يكون العمل شاقاً وصعباً تحت أشعة الشمس، حيث يعملون من ساعات الفجر الأولى حتى ساعات ما بعد الظهيرة.

بدوره، يذكر خالد أبو لحية، لـ”المجتمع”، أنه يسير يومياً مسافة 7 كيلومترات حتى يصل إلى مكان تجمع الفريق، ومن ثم الانطلاق إلى الأرض المستهدفة للعمل، مشيراً إلى أن معظم هذه الأراضي تكون في المناطق الحدودية شرقي القطاع.

ويضيف أنه أتم دراسته الجامعية في تخصص الشريعة وأصول الدين، ثم أتم دراسة عامين في كلية التربية ليتم تأهيله لمهنة معلم تربية دينية، لكنه لم يحصل على فرصة العمل، منوهاً أنه بحث عن عمل ووظيفة لكنه لم يحصل على ذلك؛ ما جعله يضطر للعمل في هذا الفريق من أجل تأمين لقمة العيش وتوفير مستلزمات بيته وأسرته.

يشار إلى أن الحصار الصهيوني المفروض والمتواصل على قطاع غزة منذ أكثر من 13 عاماً فاقم من معاناة نحو مليوني مواطن يعيشون في أكثر مناطق العالم اكتظاظاً بالسكان؛ ما ساهم في ارتفاع نسب الفقر والبطالة بينهم، ويعتمد معظم السكان على المساعدات الإغاثية التي تقدمها المؤسسات الدولية.

Exit mobile version