من هي سفيرة الكيان الصهيوني الجديدة في القاهرة؟

بعد مرور حوالي عام على خلو السفارة الصهيونية في مصر من سفير معتمد في القاهرة منذ انتهاء خدمة السفير “دافيد جوفرين”، وافقت “تل أبيب” أمس الأحد على تعيين سفير جديد (امرأة) هي السفيرة “أميرة أورون” التي ستصبح السفير الصهيوني رقم 14 في مصر منذ إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين 1979م، وذلك مقابل 7 سفراء لمصر حتى الآن.

وأورون، دبلوماسية وسياسية قديمة، ومستشرقة وتتحدث اللغة العربية، بدأت عملها في خارجيـة الاحـتلال عام 1991م، وتولت منصب رئيسة دائرة مصر.

حيث عملت من قبل في سفارة الصهاينة في مصر وهي مستشرقة درست دراسات اسلامية وتتقن اللغة العربية وكانت القائم بأعمال السفارة الصهيونية في اسطنبول خلال فترة النزاع مع تركيا حول شهداء سفينة مرمرة.

حيث اتفق وزير الخارجية أشكنازي مع رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو على طرح اسم “أميرة أورون” كسفيرة جديدة للاحتلال لدى مصر، على مجلس الوزراء للتصويت على القرار بعد خلاف بين نتنياهو ووزارة خارجية بشأن المفاضلة بين الوزير من أصل درزي أيوب قرا، والسفيرة اميرة أورون”، انتهى بانسحاب “قرا”.

وسبق أن أعلن وزير الاتصالات الصهيوني، من أصل درزي، “أيوب قرا” انسحابه من الترشح على منصب السفير الصهيوني بالقاهرة، بعد معارضة قوية لخبر ترشحه في أوساط الدبلوماسيين الصهاينة، لتصبح “سيدة” هي المرشح لهذا المنصب لأول مرة.

وكان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو دعم تولي “قرا” هذا المنصب، قبل اعتذار الأخير، واعترضت خارجية الاحتلال لـ “عدم امتلاكه الخبرة الدبلوماسية المطلوبة لتولي المنصب”، إلى جانب تسببه في السابق في عدة أزمات دولية للكيان.

وكتب تسعة سفراء صهاينة سابقين إلى مصر رسالة إلى نتنياهو، حثوه فيها على الامتناع عن تعيين “قرا، ودعا عشرة سفراء سابقين الحكومة إلى الموافقة بسرعة على تعيين “أورون”.

واختارت الخارجية الصهيونية اكتوبر 2018 السفيرة “أورون” لشغل المنصب، لتمتعها بخبرة في شؤون الشرق الأوسط وإجادتها للغة العربية بطلاقة، إلى جانب ترأسها من قبل لقسم مصر في وزارة الخارجية الصهيونية، ولكن ظل تعينها رسميا معلقاً حتى صدور قرار الترشيح الرسمي لها أمس.

وعينت “تل أبيب” 13 سفيراً لها في مصر منذ إقامة علاقات دبلوماسية بينهما، والسفيرة الجديدة هي رقم 14، وذلك مقابل 7 سفراء لمصر حتى الآن.

وستحلّ أورون محل “دافيد غوفرين”، الذي يشغل منصب سفير الكيان الصهيوني في مصر منذ أغسطس 2016م، ولعب دوراً في تنشيط التطبيع بين البلدين بلغ أوجه حين قام لأول مرة بإقامة حفل احتفال تأسيس دولة الاحتلال في أكبر فنادق مصر يوليو 2018م، وتحدث فيه عن “التغيير في معاملة الدول العربية لإسرائيل”.

ويرى موظفو الخارجية الصهيونية أن منصب السفير في مصر حساس بشكل خاص، والسفيرة “أميرة أورون” تتمتع بخبرة في شؤون الشرق الأوسط.

وستكون “أورون” أول امرأة تشغل منصب سفيرة الكيان في مصر منذ توقيع اتفاقية السلام بين الدولتين سنة 1979م، وثاني امرأة تشغل منصب سفيرة في دولة عربية بعد “عينات شلاين”، سفيرة الكيان السابقة في الأردن.

7 سفراء لمصر في 40 عاماً

تضم لائحة سفراء مصر لدى الكيان الصهيوني منذ 1979م كلاً من: سعد مرتضى، محمد بسيوني، محمد عاصم إبراهيم، ياسر رضا، عاطف سيد الأهل، وحازم خيرت وخالد عزمي.

وبقيت سفارة مصر في الكيان خالية من السفراء بسبب غياب سفير لمصر مدة 7 سنوات، حيث استدعى الرئيس السابق محمد مرسي السفير المصري رقم 5 من “تل أبيب” عقب العدوان على غزة عام 2012م، وبقيت السفارة المصرية خالية من السفراء مدة 3 سنوات، وسبقتها 4 سنوات أخرى في عهد مبارك بلا سفير، منذ 1982، حتى 1986م بسبب الاجتياح الصهيوني للبنان.

وغاب السفير المصري عن “تل أبيب” مرة أخرى لمدة 5 سنوات بسبب أحداث المسجد الأقصى والانتفاضة الثانية في العام 2000، حتى تم تعيين السفير محمد عاصم إبراهيم من 17 مارس 2005 وظل حتى 15 سبتمبر 2008م.

وكان رئيس النظام الحالي هو اول رئيس يحرص على انتظام تعيين سفراء في الكيان حيث عين اثنين من السفراء من بين الـ 7 سفراء لمصر منذ إقامة العلاقات هم: السفير حازم خيرت في يونية 2015، والسفير خالد عزمي في اغسطس 2018م.

اعتاد سفراء الاحتلال السابقين على البقاء داخل مقر السفارة أو منازلهم المنعزلة في ضاحية “المعادي” جنوب القاهرة، بعيداً عن الأنظار، وأعترف اكثرهم، في تصريحات ومذكرات، بان سبب سرعة انهاء عملهم في مصر هو أنهم كانوا “منبوذين”.

وتعتبر فترة السفير السابق ديفيد جوفرين رقم (13) فترة ذهبية في العلاقات اسرائيلية، لأنها جاءت بالتزامن مع انفتاح النظام في مصر على تل ابيب ولقاءه رسمياً لرئيس وزراءها.. وقام السفير بجولات مختلفة في مصر بغرض التطبيع .

وكان “جوفرين” من أوائل من تنبأوا بفشل الربيع العربي في مقال نشره عام 2011م بصحيفة “هاآرتس”، ودراسة حول الربيع العربي عام 2014م، نشرها في موقع “استراتيجيك أوتلوك”، تنبّأ فيهما بأن “الربيع العربي” لن ينجح، وأنه “لن يجلب الديموقراطية بالسرعة التي توقعها كثيرون”.

رغم التطبيع الرسمي لا يزال هناك رفض شعبي للتطبيع مع الاحتلال، وظهر هذا في رفض مصريين تأجير مباني للسفارة، التي تحاول منذ 8 سنوات، توفير مبنى جديد مؤمن خاص لها ما اضطرها لتحويل منزل السفير في المعادي الي مقر للسفارة.

Exit mobile version