الاحتلال ينبش قبور الموتى لبناء مشروع سكني في يافا

اقتحمت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال، صباح اليوم الإثنين، مقبرة الإسعاف في مدينة يافا، وحاصرت المرابطين فيها لمنع نبش قبور الموتى فيها.

وقال رئيس الهيئة الإسلامية المنتخبة في يافا المحامي محمد دريعي لـ”المجتمع”: ما يجري اليوم في مقبرة “الإسعاف” لا يتصوره عقل، فقد تم إحضار قوات كبيرة من شرطة الاحتلال من كبار الضباط والعديد من الوحدات الخاصة منها وحدة “إليسام” القمعية، وأحضرت معها معدات ثقيلة وحاصرت المرابطين من أبناء المدينة المدافعين عن مقبرة الإسعاف؛ حفاظاً على عظام الموتى المدفونة فيها، وتم تحريف التاريخ ليتوافق مع الحاضر دون احترام وإهانة لكل مواطن في يافا.

وأشار المحامي محمد دريعي إلى أن ما يجري مسح هوية شعب، وتمدد للعنصرية والجريمة من قبل وحدات القمع بإدارة البلدية.

المدافعون عن المقبرة أطلقوا صيحات التكبير احتجاجاً على ما يجري من نبش عظام موتى الإسعاف، وهتفوا ضد محاولة إقامة مشروع سكني لإيواء المشردين اليهود.

وقال الشيخ أحمد أبو عجوة، إمام مسجد حسن بيك في يافا: الإجرام الصهيوني بقوات كبيرة من الشرطة تبعد المرابطين، وتطوق محيط مقبرة الإسعاف في مدينة يافا تمهيداً لنبشها.

ووجه رسالة إلى بلدية تل أبيب قائلاً فيها: إذا أردتم إيواء المشردين وإظهار إنسانيتكم؛ فابحثوا عن مكان بعيد عن مقدساتنا وعظام موتانا، فنكبة المقدسات مستمرة منذ النكبة عام 1948 ولم تتوقف، ومقبرة الإسعاف شاهدة على ذلك، فهي ميراث الأجداد، فزمن الصمت لم يعد قائماً، وسوف نتصدى لكل من يمس مقدساتنا، وسيكون لهذا الأمر تداعيات مزلزلة.

وقال الشيخ محمد عايش، من المدافعين عن المقبرة: نحن هنا من أجل الماضي والحاضر والمستقبل، من أجل مقدساتنا وأمواتنا وأحيائنا، فمقبرة الإسعاف قضية شرعية عقائدية، فهذه القبور إسلامية خالصة من العهد المملوكي والعثماني، والشواهد الموجودة عليها شاهدة بشكل واضح لا لبس فيه، وعمرها قرابة 400 عام وأكثر، ولن نتراجع في مدينة يافا عن دفاعنا عن مقبرة الإسعاف التي يحاول الاحتلال تزييف ما يجري من خلال الادعاء بإقامة مشروع سكني، وتم تآمر القضاء من خلال إصدار قرار بنبش المقبرة ونقل عظام الموتى إلى مكان مجهول.

يشار إلى أن بلدية يافا تشرف على نبش قبور مقبرة الإسعاف ونقلها إلى مكان آخر لبناء مشروع سكني على أنقاض عظام الموتى في المقبرة، وهو ما رفضه أهالي مدينة يافا وعددهم أكثر من 20 ألف مواطن.

Exit mobile version