مصر التي أحببت

عندما أتحدث عن مصر العروبة، فأنا أتحدث عن الدم الذي يسري في عروق كل عربي ومسلم، أتحدث عن الأزهر الشريف وعلمائه الأجلاء الذين نشروا الإسلام في ربوع الأرض، أتحدث عن بلاد العرب، وأنا كمسلم أتعبد إلى الله تعالى في حب مصر، وأهلها، فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنكم ستفتحون أرضاً يُذكر فيها القيراط، فاستوصوا بأهلها خيراً، فإن لهم ذمة ورحماً”، وهذه الأرض هي مصر.

ونحن الكويتيين نعرف لمصر دورها المحوري في تحرير بلادنا الكويت من الغزو الصدامي الغاشم، وهذا أمر معروف، والإخوة المصريون لهم، كما يقول المثل الكويتي، “الحشيمة والكرامة”، ولا يضر حب مصر أي ناعق ينعق بما لا يعلم، ويهذي بما لا يدري، ولكن قاتل الله وسائل التواصل الاجتماعي، التي كما قلت عنها في مقال سابق، كان في الماضي المجنون الذي يجلس في بيته، والآن لديه هاتف يشتم هذا، ويسبّ هذه، ويقذف ذاك، وهنا دور الأجهزة الأمنية في البلدين ألا يسمحوا لكائن من كان أن يعكر صفو العلاقات ما بين الأشقاء، نحن لا نرضى أن يتحدث أي شخص عن بلادنا، وكذلك الآخرين، ولكل من عنده ملاحظات أن يوصلها بالصيغ القانونية في بلده.

إن في الكويت حرية رأي، ولكن الحرية مسؤولة ومنضبطة، وفي أرض الكنانة لديهم قوانينهم الخاصة التي لا ترضى بالمس بكرامة أي بلد، ولكل من لديه ملاحظة على العمالة المصرية فالكويت فيها عمالة من كل الجنسيات، ولم يُلزمك أحد بهذه الجنسية.

إن ما أشاهده في هذه الأيام من حفنة يلزمها العودة إلى الأخلاق الحميدة في الكويت لا نستحق ما قيل من بعض اللامبالين، وأثق بأنهم سيأخذون حقهم، وكذلك لا أرضى بكل من تعدى على المصريين من أصغر عامل إلى أكبر مقيم مصري بلا حق، وأذكّر أهل بلدي وإخواني بوصية الرسول صلى الله عليه وسلم بأهل مصر.

وأخيراً أبيّن أننا أحوج ما نكون إلى الوحدة العربية والإسلامية، وكما قال وزير خارجيتنا: إن علاقتنا مع مصر قوية ولديها خصوصيتها.

نكشة:

لكل الآباء والأمهات.. امسكوا عيالكم!

 

________________________

يُنشر بالتزامن مع صحيفة “الأنباء” الكويتية.

Exit mobile version