مع اقتراب “الوفاق” من تحرير جنوبي طرابلس.. حفتر يذعن لدعوات الحوار

– أعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن قبول مليشيات حفتر استئناف مباحثات وقف إطلاق النار

– تقدم “الوفاق” خلال الـ24 ساعة الماضية جعل قوات حفتر تحت وطأة حصار خانق داخل مطار طرابلس الدولي

– خلافات متواصلة في مجلس الأمن تجعله عاجزاً عن التحرك إزاء الأزمة الليبية

 

حققت قوات حكومة الوفاق الشرعية المعترف بها دولياً تقدماً جديداً في محاور القتال جنوبي العاصمة الليبية طرابلس، أمس الثلاثاء، وباتت قاب قوسين أو أدنى من تحرير كل المناطق التي سيطرت عليها قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر منذ أكثر من عام.

وتحت وطأة الهزائم المتلاحقة لقواته، أعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن قبول مليشيات حفتر استئناف مباحثات وقف إطلاق النار والترتيبات الأمنية المرتبطة بها، وبحسب البعثة؛ فإن حكومة الوفاق وافقت هي الأخرى على الأمر.

محاصرة قوات حفتر

التقدم الذي حققته قوات الوفاق خلال الـ24 ساعة الماضية، جعل قوات حفتر تحت وطأة حصار خانق داخل مطار طرابلس الدولي، بعد هزائمها في محاور الخلة وعين زارة وصلاح الدين والخلاطات، ولم يتبق لها من معاقلها الرئيسة سوى ضاحية قصر بن غشير.

وقتلت قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية 48 من قوات حفتر، خلال معارك خاضتها في المراحل الأخيرة من عملية تحرير ضواحي طرابلس الجنوبية، وأسفرت عن استعادة مواقع جديدة مهمة، بحسب الناطق باسم قوات الوفاق العقيد محمد قنونو.

وقال قنونو، في تصريح صحفي: إن عناصر قوات حفتر تركت الجثث خلفها، بعد المواجهات التي شهدتها محاور القتال، أمس الثلاثاء، في منطقتي الخلة والخلاطات وفي محيط مطار طرابلس الدولي.

وتابع أن قوات الوفاق أسرت 4 مسلحين واستولت على 8 آليات ودمرت 10 أخرى، واستهدفت بالمدفعية الثقيلة مواقع لقوات حفتر في ضاحية قصر بن غشير التي تقع على بعد 25 كيلومتراً جنوبي طرابلس، وتشكل أحد آخر معاقلها بالضواحي الجنوبية للعاصمة.

وأضاف قنونو: قوات حكومة الوفاق سيطرت على منطقة خلة بن عون وأغلب محور الرملة، وأمّنت محيط معسكر اليرموك جنوبي طرابلس، واستولت على أسلحة وذخائر بعد هجوم شنته على قوات حفتر في جزيرة قصر بن غشير، ونجحت في تدمير سرية هاون تابعة لقوات حفتر في محور وادي الربيع.

وأشار إلى أن قوات الحكومة الشرعية أحرزت تقدماً باتجاه معسكر الصواريخ جنوبي العاصمة، وفرضت سيطرتها على أجزاء واسعة من المنطقة السكنية المحيطة به.

تجدر الإشارة إلى أن قوات حفتر ومعها مليشيات المرتزقة، تقوم بزرع الألغام في المباني السكنية التي تنسحب منها، ويقوم سلاح الهندسة التابع لحكومة الوفاق بتمشيط المناطق المحررة، ويفكك بحذر وبطء هذه الألغام.

كما يواصل الطيران المسير التابع لمليشيات حفتر قصف أحياء سكنية بمدينة غريان جنوب طرابلس، ونقلت وكالة “الأناضول” التركية، أول أمس الإثنين، عن عميد بلدية غريان، يوسف البديري قوله: إن طيراناً مسيراً داعماً للانقلابي حفتر استهدف أحياء سكنية بالمدينة مع تحشيد لتلك المليشيات على أطرافها.

وأضاف أن القصف استهدف مناطق بينها المغاربة والكليبة التابعة للمدينة، ولم يسفر عن أي خسائر بشرية.

عودة لمائدة التفاوض

وبعد مماطلة وتعنت من قبل حفتر، أعلن الأخير موافقته على الجلوس إلى مائدة التفاوض برعاية أممية، بناءً على مسودة الاتفاق التي عرضتها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا على الطرفين خلال محادثات اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) في 23 فبراير الماضي.

وذكرت البعثة في بيان نشر على موقعها الإلكتروني، أن حكومة الوفاق ومليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر وافقا على استئناف مباحثات وقف إطلاق النار والترتيبات الأمنية المرتبطة بها، مرحبة بذلك القرار.

وأشارت إلى أن عودة الطرفين للحوار تمثل استجابة لرغبة ونداءات الأغلبية الساحقة من الليبيين الذين يتوقون للعودة للحياة الآمنة والكريمة بأسرع وقت ممكن.

وأضاف البيان أن بعثة الأمم المتحدة تأمل أن يرافق استجابة الطرفين وقف للأعمال القتالية، والحد من التعبئة العامة وممارسة خطاب الكراهية بغية الوصول إلى حل يعيد للدولة مؤسساتها ومكانتها وللشعب ما يستحقه من استقرار ورفاه.

وأعربت البعثة الأممية عن أملها بأن تستجيب جميع الأطراف الليبية والدولية لرغبة الليبيين في إنهاء القتال، وأن يمثل استئناف محادثات اللجنة العسكرية بداية لتهدئة على الأرض وهدنة إنسانية لإتاحة الفرصة أمام التوصل لاتفاق نهائي لوقف إطلاق النار.

وطالبت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا الدول الداعمة لطرفي النزاع بالتقيد باحترام ما اتفقت عليه ضمن مخرجات مؤتمر برلين، وقرارات مجلس الأمن المتعددة، مشددة على ضرورة التزام الطرفين بتفويض ممثليهم في المفاوضات تفويضاً كاملاً يمكنهم من استكمال اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنجز جزء كبير منه في الجولتين السابقتين.

خلافات دولية

وبالتزامن مع التطورات العسكرية على الأرض، والسياسية التي أعلنت عنها بعثة الأمم المتحدة، تتواصل الخلافات الدولية بخصوص الملف الليبي في مجلس الأمن، وقال مندوبا فرنسا وألمانيا لدى الأمم المتحدة: إن خلافات متواصلة في المجلس تجعله عاجزاً عن التحرك إزاء الأزمة الليبية.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده مندوبا البلدين لدى الأمم المتحدة السفير الألماني كريستوف هويسجن، ونظيره الفرنسي نيكولاس دي ريفيير.

وقال السفير الفرنسي: إن مجلس الأمن عاجز عن التحرك بسبب الخلافات بين الدول الأعضاء حول سبل معالجة ملف الأزمة الليبية.

كما كشف السفير عن توقف عملية إيجاد مبعوث أممي جديد إلى ليبيا خلفاً لغسان سلامة، الذي تقدم باستقالته من منصبه أوائل مارس الماضي لأسباب صحية.

وقال بهذا الخصوص، لقد تعطلت عملية تعيين مبعوث جديد إلى ليبيا خلفاً لسلامة بعد أن اعترضت إحدى الدول الأعضاء بالمجلس على اسم أول مرشح طرحه الأمين العام للمنصب، ثم حالت الخلافات بين ممثلي الدول الأعضاء حول اسم ثان قدمه الأمين العام.

Exit mobile version