بعد إغلاق “الرؤية”.. أولياء أمور محرومون من أبنائهم منذ 3 أشهر

– أكد أولياء الأمور أن بعض الحاضنين اتخذوا إغلاق المركز ذريعة لقطع أي نوع من التواصل مع الأبناء

– طالبوا برؤية أبنائهم أسوة بالقرار الذي صدر بالسماح لمتعددي الزوجات بالخروج بإذن مرتين

– طالب محامون وزارة العدل بتطمين الأهالي على أبنائهم

 

يشكو أولياء أمور متضررون من عدم رؤية أبنائهم منذ إيقاف العمل بمراكز الرؤية التابع لوزارة العدل، في 14 مارس الماضي، فيما أكدت وزارة العدل أن إغلاق المراكز جاء بناء على توصيات الجهات الصحية بسبب الظروف التي تمر بها البلاد.

وأوضحوا أن معاناتهم بعد طلاقهم وصلت إلى حد أنهم لا يستطيعون حتى التحدث مع أبنائهم عبر الهاتف، أو أي وسيلة اتصال أخرى؛ بسبب تعنت الطرف الآخر، مستغربين عدم وجود أي خطة بديلة من قبل الحكومة لحل هذه المشكلة.

وأكدوا أن بعض الحاضنين اتخذوا إغلاق المركز ذريعة لقطع أي نوع من التواصل مع الأبناء، مشيرين إلى أن عدداً منهم توجه إلى المخفر لإثبات حالة بعدم التسليم أو التواصل.

وطالبوا برؤية أبنائهم أسوة بالقرار الذي صدر بالسماح لمتعددي الزوجات بالخروج بإذن مرتين خلال الأسبوع من خلال تصريح وذلك لمدة ساعة واحدة.

وناشد أولياء الأمور وزير العدل د. فهد العفاسي بإعادة فتح مراكز الرؤية حتى يتسنى لهم رؤية أبنائهم.

ذريعة للحاضن

أم يعقوب بدأت معاناتها بعد إغلاق مركز الرؤية، تقول لـ”المجتمع”: بعد عدة محاولات للتواصل مع الطفل والاطمئنان عليه توجهت لمخفر منطقة المحضون، حيث أبدوا تعاونهم، لكن للأسف بعد الاتصال على والد الطفل تعذر بإغلاق مركز الرؤية وخوفه على الطفل، ومنع الطفل أيضاً من الاتصال المرئي والمسموع، وحاولت عدة مرات التواصل مع المسؤولين لكن دون جدوى.

تتابع أم يعقوب بأن طفلها يعيش في منزل غير مهيأ وصغير، مبدية استغرابها من منعها من رؤية طفلها بالرغم من أنه يعيش في منزل فيه عائدون من الإجلاء.

وتشير إلى أن الحاضن وبعد عدة مناشدات سمح لها برؤية الطفل عبر اتصال مرئي بعد حرمان شهر ونصف شهر من التواصل لكن تحت المراقبة، وعدم السماح بالتواصل مكالمة جماعية مع أهل الطفل من جد وجدة أو خالات أو أخوال.

أم أحمد هي الأخرى تروي لنا معاناتها أنه منذ 3 أشهر لم ترَ ابنها ولا تعلم عنه شيئاً بسبب إغلاق مراكز الرؤية.

عادل بو مالك هو الآخر أب لولد لم يره منذ بداية أزمة كورونا، يقول لـ”المجتمع”: معي حكم برؤية ولدي من بيت الحاضنة، لكن لا أستطيع فعل شيء لعدم وجود تصاريح.

ويضيف أن الحاضنة تتهمني بالوباء، وتخاف أن أعديه بالمرض، وهي تعيش حياتها الطبيعية من مخالطة أهلها وأقاربها.

“لا أعلم عن ابنتي أي شيء منذ 3 أشهر، وهي ليست يتيمة الأب حتى يمر عليها العيد دون رؤية والدها”، يتحدث أبو ضاري لـ”المجتمع”، مشيراً إلى أن الحاضنة ترفض السماح له برؤية ابنته حتى ما قبل أزمة كورونا.

ويقول أبو ضاري: ما زاد الأمر سوءاً إغلاق مركز الرؤية الذي اتخذت منه الحاضنة ذريعة لحرماني التام من التواصل مع ابنتي.

ويضيف بأن وزارة العدل لم تلتفت لمشاعر الطفلة والأب ولم تضع حلولاً بديلة بعد إغلاق مركز الرؤية.

يتحدث أبو دانة، وهو أب لابنتين: ما يحدث من الحاضنة إنما هو تنمّر على الأطفال بقوة القانون، تملك قوة خارقة قادرة أن تسلب الأبوة من أب وبلمح البصر وقبل أن يرتد إليه طرفه.

ويوضح أبو دانة، المحروم من التواصل مع بنتيه حتى من قبل أزمة كورونا، كما يذكر لـ”المجتمع”، أنه بمجرد استخدام الأطفال كأداة لتصفية الحساب أو للضغط على صاحب الحق بالرؤية أو محاولة إهانته أو إذلاله أو حرق قلبه، إن صح التعبير، كل ذلك من شأنه أن يؤكد تعرض هؤلاء الأطفال الأبرياء لتنمّر صارخ من الحاضن على المحضون يستتر تحت عباءة المحامين الذين يدافعون غير مؤمنين بقضية قطع الرحم، وسطو مبرر على أبرأ علاقة بشرية يحتاجها كل بشري.

ويواصل حديثه، متنهداً بكلمات: حسبي الله ونعم الوكيل، سنة كاملة لم أرَ النور بسبب تنمّر الحاضنة.

يختم بقوله: كلنا أمل ورجاء وتضرع أن ينتهي هذا الفصل المحزن المبكي لأبنائنا ولنا، وعلى فارغ الصبر واللهيب متلهفين بزوغ فصل جديد يفرح القلوب وتسر فيه النفوس وينهي معاناة آباء وأمهات فقدوا أعز ما يملكون بسبب تنمّر حاضن.

تعاطف.. ومبادرة مجتمعية

وأبدى محامون تعاطفهم مع المتضررين من عدم رؤية أبنائهم، تقول المحامية آلاء السعيدي، عبر “تويتر”: هناك حالات إنسانية قلوبها تذوب لرؤية أبنائها، أما آن الأوان لمبادرة مجتمعية من وزارة العدل لتطمين الأهالي على أبنائهم؟!

وتضيف: تتواصل معي 30 حالة متضررة، ومنذ قرابة الثلاثة أشهر لم يروا أبناءهم بسبب امتناع الحاضنة وإغلاق مراكز الرؤية!

واستغربت كيف يسمح للأب المتزوج أن يرعى بيته الثاني بموافقة وزارة الداخلية، ولا يسمح لصاحب حكم الرؤية أن يرى أبناءه أو يطمئن عليهم من وزارة العدل؟!

وطالبت السعيدي وزارة العدل بإيجاد حل لهذه المشكلة وإعادة النظر في موضوع الرؤية.

وتقول المحامية لطيفة اللحيوح، على حسابها بـ”تويتر”: بعد ما يقارب شهرين من إغلاق مركز الرؤية، نتفاجأ من تصاريح رسمية لأسباب ترفيهية! في ظل صمت وزارة العدل عن إنصاف من له الحق في تنفيذ حكم رؤية صادر له وعدم قيام الجهات المعنية في التنسيق لإصدار تصاريح لهم وتمكينهم من ممارسة حق الرؤية.

يقول المحامي عبدالعزيز بومجداد، بـ”تويتر”: الدولة مقبلة على رفع الحظر وعودة الأوضاع لطبيعتها تدريجياً بعد العيد مباشرة، وترك موضوع الرؤية بأيدي الحاضنين بدون تدخل حكومي سيزيد التعسف والعناد؛ وهو ما سينتج عنه مشكلات نحن جميعنا في غنى عنها، فمتى تتحرك الحكومة لحسم هذا الموضوع؟

وتقول المحامية أفراح الشراد، على ” تويتر”: آن الأوان للنظر بعين الرحمة والإنسانية لهذه القلوب المتلهفة التي ضاقت ذرعاً، وشق عليها الانتظار الشهر تلو الآخر على أمل حتى نفد صبرها، نناشدكم إعطاء الأولوية لهذه الفئة المتضررة واتخاذ قرار عاجل نحو تمكينهم من رؤية أبنائهم.

Exit mobile version