“السايبر” حرب عقول وصراع أدمغة بين الاحتلال ومحور المقاومة

تعرضت مواقع مدنية صهيونية، الخميس الماضي، لهجمات سايبر (هاكر) واسعة، زاعمة أن إيران هي مصدر هذه الهجمات، تسببت في اختراق حواسيب عشرات المواقع الصهيونية وبث رسائل وفيديوهات من خلالها.

وبحسب وسائل إعلام عبرية، فإن المهاجمين حملوا فيديوهات قصيرة على بعض المواقع الصهيونية، تظهر فيها مدينة “تل أبيب” تشتعل بالنار، ورسائل أخرى باللغتين العبرية والإنجليزية.

وفي هذا السياق، قال الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي رامي أبو زبيدة، في تصريح لـ”المجتمع: إن وتيرة الحرب الإلكترونية (السايبر) التي يخوضها محور المقاومة والصهاينة يبدو أنها تزداد يوماً بعد يوم، ورغم أنها حرب لا يوجد للصاروخ والطائرة أي دور فيها، لكنها تعتبر حرب عقول بينهما وصراع أدمغة، مما يثير حالة القلق والإرباك لدى الطرفين.

وأضاف أبو زبيدة أن دولة الاحتلال وقفت مؤخراً خلف هجوم “سايبر” تسبب بتشويش كبير في نشاطات ميناء بندر عباس في جنوب إيران، يبدو كنشاط رد على هجوم سابق نسب لإيران ضد البنية التحتية للمياه في دولة الاحتلال.

وقال: لقد تمكنت المقاومة من اختراق قاعدة بيانات وأرقام هواتف لآلاف الجنود الصهاينة خلال الفترات الأخيرة، وكذلك نجحت في اختراق أجهزة وحواسيب الاحتلال، وعدة قنوات فضائية، وإرسال رسائل “sms” للجمهور الصهيوني؛ الأمر الذي ترك تأثيرات نفسية كبيرة على العدو، وأحدث نقلة نوعية تقنية وتكنولوجية على صعيد العمل المقاوم في الأراضي الفلسطينية.

وأشار إلى أن هجمات “السايبر” تذكير لبُعد جديد ومتطور في المواجهة مع الاحتلال، يمكن أن يشمل أيضاً محاولات متبادلة للإضرار الشديد بالبنى التحتية المدنية بواسطة هجمات “سايبر”.

وأضاف أن المقاومة طورت من أساليبها في عمليات “السايبر”، خاصة أن الأساليب السابقة التي استخدمت بها حسابات وهمية لجمع المعلومات من الشخصيات جرى اكتشافها بالفعل، فاستخدمت المقاومة اليوم ما يسمى بالهندسة الاجتماعية الذي يبني على الأسلوب السابق لكن بشكلٍ متطور يعتمد على كسب ثقة الشخص ثم جمع المعلومات.

وقال: من مميزات الهجوم “السيبراني” الأخير أن من يقف خلفه هو طرف على مستوى دولة وبشكل منظم أو قوة “سيبرانية” قوية، مع قدرات منوعة وعميقة، هذه القوة أو الطرف تملك قبل كل شيء قدرات استخباراتية في الرصد والمتابع وعملية الجمع، لأنه لا يمكن استهداف مواقع من دون أن تملك مسبقاً معلومات، وهذا الأمر يشكل مصدر قلق وتحدٍّ حقيقي لدولة الاحتلال.

يشار إلى أن من بين المواقع الإسرائيلية التي تعرضت للهجوم، مواقع شبكة “Upress”، التي تتعامل مع المواقع الحكومية الرسمية، ومواقع: مجلس منطقة “رمات هاشرون”، و”متسبيه رامون”، وشبكات المواقع التجارية “كوبيكس” و”نافيس”، وموقع شركة الأدوية (ترميا) وموقع عضو الكنيست نيتسان هورفيتش، وموقع جمعية اتحاد المنقذين.

Exit mobile version