تمديدات الحظر في السودان.. هل يحدّ من انتشار كورونا؟

الارتفاع الكبير في عدد الإصابات بفيروس كورونا في السودان الذي تجاوز 2493 حالة، أجبر اللجنة العليا للطوارئ الصحية في البلاد إلى تمديد حظر التجوال في العاصمة الخرطوم للحد من انتشار الوباء.

وأحدث التمديد للمرة الثانية إحباطاً كبيراً وسط سكان العاصمة الذين يتهيؤون لشراء مستلزمات العيد، رغم إغلاق كافة الأسواق، والسماح لقضاء الحاجات الضرورية أثناء ساعات الحظر؛ الأمر الذي أحدث ربكة كبيرة وسط المواطنين الذين مكثوا في الحجر المنزلي أكثر من 30 يوماً دون أي عمل لزيادة الدخل، خاصة لأولئك الذين يعملون في أعمال هامشية وليس لديهم دخل ثابت.

ففي 18 أبريل، أعلنت السلطات السودانية حظر التجوال الشامل في الخرطوم لمدة 21 يوماً، وأعلنت تمديده في الخامس من مايو الحالي 10 أيام، ثم مددت في السادس عشر منه إلى 15 يوماً إضافية، ومنع الدخول والخروج من العاصمة الخرطوم إلى ولايات البلاد الأخرى؛ الأمر الذي حرم كثيراً من المواطنين قضاء أيام رمضان مع أسرهم في الولايات.

الخرطوم.. الإصابات الأعلى

وراجعت اللجنة العليا للطوارئ الصحية بالسودان للأسابيع الثمانية الماضية، ووقفت على مستوى تزايد وانتشار الإصابات وحالات الوفاة ومدى فعالية الإجراءات الاحترازية في التقليل من الانتشار، وقد تأكد للجنة من خلال التقارير الطبية التي تعدها وزارة الصحة أن العدد الأكبر من الإصابات المؤكدة والمسجلة لا يزال في ولاية الخرطوم بنسبة تفوق الـ80% مقارنة مع باقي الولايات.

وحذرت اللجنة من أن ظروف عيد الفطر ربما شكلت فرصة لتجاوز الاشتراطات الصحية الضرورية للحد من انتشار الوباء لدى بعض المواطنين، حيث إنها مناسبة دينية عزيزة، ولكن من جانب آخر ومع ظروف الجائحة يبقى من الضروري الابتعاد عما يضر المجتمع، والقاعدة الفقهية المشهورة “لا ضرر ولا ضرار”.

وأكدت موافقة مجلس الأمن والدفاع على توصية اللجنة العليا للطوارئ الصحية بتمديد الحظر المطبق بولاية الخرطوم، لأسبوعين آخرين ابتداء من اليوم الثلاثاء مع التأكيد على عدم حركة المواصلات الداخلية، وعدم حركة مركبات نقل الركاب من وإلى ولاية الخرطوم.

إفطارات جماعية

وتزامن هذا الحظر أيضاً مع منع الصلاة في المساجد وإغلاق الكثير منها خلال رمضان، ومنع صلاة التراويح والتهجد والإفطارات الجماعية التي تميز بها الشعب خلال رمضان المبارك، ولكن كثيراً من سكان الأحياء الطرفية كسروا حاجز التجوال وبقوا يقيمون الإفطارات الجماعية وإقامة صلوات التراويح والتهجد خاصة في العشر الأواخر من رمضان.

ارتفاع الأسعار

وأحدث هذا الحظر ارتفاعاً كبيراً في أسعار السلع الغذائية الضرورية؛ مما زاد من معاناة المواطنين، حيث عزا التجار هذا الارتفاع إلى تكلفة ترحيل السلع من الأسواق إلى الأحياء بسبب ارتفاع أسعار الوقود التجاري خاصة الجازولين والبنزين التي ارتفعت إلى أسعار جنونية فاقت التصور.

ويأمل كثير من السودانيين أن تتدخل السلطات للحد من هذا الارتفاع في السلع الغذائية الضرورية حتى يتمكنوا من قضاء فترة الحظر، مؤكدين أن الارتفاع في الأسعار مع استمرار الحظر سيؤدي إلى نتائج عكسية ربما تقود الكثير منهم إلى كسر هذا الحظر حتى يتمكنوا من توفير مستلزمات الأسرة اليومية.

Exit mobile version