ولادة حكومة الضم والاستيطان الصهيونية بعناوين وأجندة لتهجير الشعب الفلسطيني

بعد 500 يوم من الفراغ السياسي و3 جولات انتخابية في كيان الاحتلال، ولدت حكومة الضم الجديدة برعامة بنيامين نتنياهو وشريكه في الائتلاف الحكومي بيني غانتس، الذي سيتناوب مع نتنياهو، وفق الاتفاق، على رئاسة الحكومة، بعد عام ونصف عام من الآن، وتولى حالياً غانتس منصب وزير الحرب ونائب رئيس الوزراء.

من على منصة الكنيست، وبعد نيل حكومته الجديدة الثقة، أعلن نتنياهو أن أهم أجندة الحكومة الجديدة هو المضي قدماً في تنفيذ عملية الضم، وأن المستوطنات ستبقى في الضفة للأبد، في تجاهل واضح للانتقادات الدولية لعملية الضم المدعومة من الإدارة الأمريكية، التي حثت الاحتلال أكثر من مرة للإسراع في عملية الضم وتعزيز الاستيطان والتهويد.

الضم جريمة حرب

من جانبه، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات لمراسلة “المجتمع”: إن عملية الضم هي قمة الانحطاط السياسي والاستخفاف بالقوانين الدولية، وتنفيذ عملية الضم من قبل نتنياهو يعني نهاية كل شيء مع الاحتلال، ونسف لكل الاتفاقيات، وبناء على هذا الموقف ستجتمع القيادة الفلسطينية هذا الأسبوع من أجل تحديد الإستراتيجيات الفلسطينية للرد على خطوات الضم، التي لن يسمح بها الشعب الفلسطيني، وسيواصل حث دول العالم من أجل منع خطوات الضم الاستعمارية العنصرية.

وأشار عريقات إلى أن عملية الضم هي إعلان حرب على قرارات الشرعية الدولية، وتقوم على سياسة الإملاءات وفرض الحقائق على الأرض، وهذا لن ينشأ حقاً، لافتاً إلى أن الاحتلال المدعوم من الإدارة الأمريكية يخطط للاستيلاء على 33% من مساحة الضفة المحتلة، من خلال ضم وادي الأردن وشمال البحر الميت والأغوار.

بدورها، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان لها، بأشد العبارات المواقف الاستعمارية العنصرية التي أطلقها نتنياهو، خلال جلسة تنصيب الحكومة الجديدة، التي كرر فيها تهديداته بضم أجزاء واسعة من الضفة، مؤكدة أن الانحياز الأمريكي الكامل للاحتلال يشجع الاحتلال على مواصلة تغوله على حقوق الشعب الفلسطيني.

حكومة إرهاب وضم واستيطان

وقال المحلل السياسي الفلسطيني محسن أبو رمضان لـ”المجتمع”: إن التركيبة الأيديولوجية والفكرية للحكومة الائتلافية الجديدة هي حكومة ضم واستيطان، ومن خطوطها العريضة التي تم التوافق عليها هو تنفيذ عملية الضم للضفة، لأن نتنياهو، وغانتس هما أصحاب فكر قائم على القتل والتهجير والاستيطان.

ولفت أبو رمضان إلى أن صيف هذا العام سيكون ساخناً؛ لأن الشعب الفلسطيني لن يسمح بنهب أرضه وسينتفض في وجه الاحتلال، وكذلك الائتلاف الحكومي لنتنياهو لن يسمح بتفويت الفرصة التاريخية في وجود إدارة ترمب، المناصرة للاحتلال وسينفذ عملية الضم التي هي بالمناسبة جزء من “صفقة القرن” التي أعلنها ترمب في نهاية ينايرس الماضي.

ودعا أبو رمضان أحرار العالم لمناصرة الشعب الفلسطيني، والتصدي لمخططات الضم، وأن هناك مواقف يمكن أن تشكل محور ارتكاز مهماً للمعركة الدبلوماسية الفلسطينية، وهي مواقف الاتحاد الأوروبي الرافض للضم وكذلك روسيا والصين، ولكن هذا يحتاج لمواصلة الدعم العربي والإسلامي لمواجهة مخططات الضم والاقتلاع من خلال عزل وتجريم خطوات الاحتلال الاستعمارية التي تشكل انتهاكاً سافراً لقرارات الأمم المتحدة.

Exit mobile version