الخلافات تنهش بمعسكر حفتر وقدرات قواته تتراجع في محاور طرابلس

– السعيد: الخلاف بين حفتر وعقيلة وصل إلى أقصى مدياته

– شهاب: الخلافات والانشقاقات في صفوق قوات حفتر عززت من قدرة حكومة الوفاق على المواجهة العسكرية

 

تتواصل الخلافات والانشقاقات في صفوف اللواء المتقاعد خليفة حفتر، الذي يشن عملية عسكرية ضد الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً في ليبيا، فيما يشهد ميدان العاصمة طرابلس تراجعاً لقدرات قواته التي تهاجمها في محاولة للسيطرة عليها منذ أبريل 2019.

من ناحية ثانية، تتلقى حكومة الوفاق الوطني التي يرأسها فايز السراج المزيد من الدعم الدولي في معركتها للدفاع عن الشرعية، حيث أعلن أمين عام حلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، في مقابلة أجرتها معه صحيفة “ريبوبليكا” الإيطالية، أن الحلف مستعد لدعم الحكومة الشرعية في ليبيا، وأنه لا يمكن وضع حكومة السراج، المعترف بها دولياً، والجنرال خليفة حفتر، في كفة واحدة.

قبيلة العبيدات تحت نيران حفتر

تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي، أمس الجمعة، أنباء عن قيام قوات حفتر بمهاجمة الكتيبة “102” مشاة في منطقة مرتوبة، التي تعتبر أقوى الأذرع العسكرية لقبيلة العبيدات التي يتزعمها رئيس مجلس النواب المجتمع في طبرق عقيلة صالح.

وبحسب المعلومات المتداولة، فإن كتيبة طارق بن زياد، التي يقودها صدام نجل حفتر، هاجمت الكتيبة “102” مشاة في منطقة مرتوبة، واعتقلت آمرها حسين العبيدي، وصادرت كل أسلحتها.

جاء الاقتحام على خلفية بيان صادر عن شباب قبيلة العبيدات، أعلنوا فيه رفض مساعي حفتر لتفويض نفسه ليكون حاكماً مطلقاً للبلاد، والتأكيد على شرعية مجلس النواب الذي يترأسه عقيلة صالح، وتجديد دعمهم لمبادرته السياسية، التي يعتبر وقف الحرب أحد بنودها الأساسية، مع التأكيد على أهمية دور المؤسسة العسكرية، من دون ذكر اسم حفتر.

وكان رئيس مجلس النواب المنعقد في طبرق قد تحدث عن مبادرته لحل الأزمة السياسية في ليبيا، أول أمس الخميس، بمدينة القبة خلال لقاء جمعه بشباب قبائل العبيدات.

وتحدث صالح خلال اللقاء عن مبادرته مشيراً إلى أنها تقتضي تشكيل مجلس رئاسي من رئيس ونائبين ممثلين عن أقاليم ليبيا التاريخية الثلاثة.

يرى المحلل السياسي الليبي خالد السعيد أن مهاجمة مقر الكتيبة “102” المؤلفة من عناصر قبيلة العبيدات، يعتبر استهدافاً مباشراً لعقيلة صالح، وهو يكشف أن الخلاف بين الرجلين وصل إلى أقصى مدياته.

وأضاف السعيد، في حديثه لـ”المجتمع”، أن سخطاً عارماً يجتاح قبلية العبيدات وحلفاءها في المنطقة بسبب الهجوم المباغت، على الكتيبة التي أمنت كل اجتماعات صالح، التي استقبل خلالها وجوهاً قبلية ومناطقية لحشد الدعم لمبادرته السياسية.

وتابع: وقد بلغني من مصادر محلية أن صالح وجه مجموعات مسلحة للسيطرة على مقار عسكرية مهمة، من بينها معسكر لملودة وقاعدة الأبرق المحاذية لمدينة البيضاء وقاعدة طبرق، مشيراً إلى أن اتساع هذه الظاهرة سيعني تراجع نفوذ قوات حفتر من مدينة البيضاء وحتى مدينة بنغازي.

قوات الوفاق تحقق تقدماً

ميدانياً تواصل قوات الحكومة الشرعية ضغطها العسكري على قوات حفتر جنوب طرابلس، حيث استهدفت مواقعها في قاعدة الوطية جنوب غرب العاصمة، بحسب المتحدث الرسمي باسم مكتب الإعلام الحربي لعملية “بركان الغضب”.

وقال عبدالمالك المدني، في بيان: إن المدفعية لم تتوقف عن استهداف تمركزات مليشيات حفتر جنوب طرابلس حتى فجر اليوم السبت.

واستدرك، في تصريح صحفي، أن المدفعية نجحت في تدمير آلية بمحور سوق الخميس في محيط طرابلس الجنوبي، ودمرت عدداً من الآليات، كما قتلت عدداً من المرتزقة في محور الطويشة.

وأكد المدني أن سلاح الجو التابع لحكومة الوفاق لا يزال يسيطر على سماء المنطقة الغربية والوسطى، حيث نفذ عدة غارات في محيط وداخل قاعدة الوطية، مساء أمس الجمعة، استهدفت عدداً من الآليات، تزامناً مع استهداف حافلة عسكرية بها عدد من عناصر المليشيات والمرتزقة، بالطريق الرابط بين تينيناي وبني وليد.

المحلل العسكري، أسعد أسماعيل شهاب، يرى أن الخلافات والانشقاقات في صفوق قوات حفتر عززت من قدرة حكومة الوفاق على المواجهة العسكرية، وهو ما سينعكس على شكل مكاسب ميدانية في الأيام القادمة.

وأشار شهاب، في حديثه لـ”المجتمع”، إلى أن داعمي حفتر الإقليميين بدؤوا يشعرون بخطورة الموقف، خصوصاً أن تراجع الدعم القبلي يعني حدوث خلل في عديد المقاتلين على جبهات العاصمة، حيث تدور رحى معركة التي أريد لها أن تكون حاسمة، إلا أن القوات المهاجمة فشلت في تحقيق نصر خاطف بحسب ما كان مخطط له.

وتابع أن ما يدل على هذا الأمر هو ما كشفته صحيفة “ليبيا أوبزيرفر” عن أن دولة إقليمية طلبت من قائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان “حميدتي” إرسال 1200 مقاتل بشكل عاجل إلى ليبيا، لدعم هجوم حفتر على طرابلس.

ونوه إلى أن هناك ضباطاً في الجيش السوداني يرفضون أن تكون بلادهم جزءاً من الصراع الإقليمي في المنطقة، إلا أن حميدتي يتصرف بشكل فردي بعيداً عن المؤسسة العسكرية، وقد تم بالفعل نشر المئات من مقاتلي قوات الدعم السريع التابعة له في مناطق مختلفة من جبهات المواجهة.

يشار إلى أن تقريراً لخبراء الأمم المتحدة المعني بالسودان، أفاد في فبراير الماضي أن مختلف الجماعات المسلحة الدارفورية تتواجد في ليبيا كمرتزقة.

وذكر التقرير أن حفتر يزود كل مجموعة من 10 مقاتلين بمركبة وأسلحة، وتكون المبالغ المدفوعة نظير الهجوم على منشآت وممتلكات جديدة والاستيلاء عليها أعلى من تلك المدفوعة نظير حراسة منشآت.

Exit mobile version