مصر.. باحثون يستنكرون الهجمة الشرسة على رموز الإسلام

استنكر باحثون شرعيون مصريون الهجوم الأخير على الرموز الإسلامية، واصفين ما يجري بالحملة الممنهجة التي تستهدف ثوابت الأمة وهويتها وتشويه صورة الإسلام في نفوس أبنائه خاصة الشباب، من خلال أعمال فنية وبرامج ومواقع وصحف مشبوهة دون سند علمي أو بحث حقيقي ولكن الهجوم لمجرد الهجوم.

وطالبوا، في تصريحات لـ”المجتمع”، المؤسسات الدينية بضرورة التصدي لهذه الحملات دفاعاً عن الإسلام وعقيدته وهويته، رافضين التحامل على الرموز سواء بسبب آرائهم الفقهية والعلمية أو بسبب مواقفهم في الزود عن الإسلام ومقدساته وثوابته، وكذلك التفسير الخاطئ لفتاوى هؤلاء الرموز سواء من حيث زمن الفتوى أو مناسبتها وسياقها التاريخي.

هجمة شرسة

وتعرضت الرموز الدينية في الفترة الأخيرة لهجمة شرسة سواء عبر مسلسلات رمضان أو بعض البرامج فضلاً عن بعض المواقع والصحف، حيث التطاول أيضاً، وهذه الحملة التي تتجدد من آن لآخر، وفي هذا السياق؛ تم إلصاق تهمة العنف بابن تيمية والهجوم على الإمام البخاري وإعادة مقاطع تهاجم شيخ الأزهر.

وفي المقابل، رد الرافضون لهذه الهجمة عبر وسائل التواصل الاجتماعي حيث تصدر وسم “ابن تيمية مش إرهابي” على “تويتر” بعد هجوم واسع على مسلسل “الاختيار” الذي يظهر في بعض مشاهده محاولة إلصاق العنف بالشيخ ابن تيمية، كما تصدر وسم “ادعم شيخ الأزهر” على مدار يومين مواقع التواصل بعد تداول مقطع قديم لعمرو أديب يهاجم فيه د. أحمد الطيب ويطالب باستقالته.

تشويه الرموز وافتراء الأكاذيب

وفي تعليقه على هذا الأمر، قال الباحث الشرعي مصطفى إبراهيم: إن النظام وأذرعه الإعلامية جعلت الرموز الإسلامية هدفاً وعدواً لها منذ استيلائهم على السلطة في مصر، ويستغلون كل مناسبة للنيل من الرموز الإسلامية والطعن فيها وافتراء الأكاذيب عليها وتلويث سمعتها بالأباطيل والأكاذيب، مضيفاً أن هذه الحملات المنظمة والممنهجة مستمرة ولا تتوقف، ولكنها قد تغير أشكالها أو تخلع جلدها لتخدع البسطاء والعامة، ثم تنطلق بصورة جديدة أشد ضراوة وأكثر شراسة، في مخططها الخبيث، مستدلاً بالبرامج والمسلسلات التي لا هَمَّ لها ولا هدف لها سوى الإساءة إلى كل الرموز والقيم الدينية عند المسلمين.

وأضاف أنه في الوقت الذي تنفق فيه الملايين على تشويه صورة العالم الجليل شيخ الإسلام أحمد بن تيمية، فإن مراكز بحثية ومستشرقين غربيين يعكفون على دراسة تراثه للاستفادة منه في مجالات عدة، منها العلوم الإنسانية كالاجتماع والسياسة وقواعد الحكم، بينما يهاجمه الجهلة والمغرضون من المنتسبين إلى الدين الإسلامي، بدلاً من التعلم من تراثه والاستفادة من إنتاجه العلمي والفكري.

وتابع إبراهيم أن تلك الأعمال الفنية والفكرية المحاربة لرموز الإسلام تستخدم لإعداد المسرح وتهيئة الأجواء لقرارات سياسية مخالفة للشرع ومجافية لأحكام الإسلام، وذلك لتفادي غضبة الجماهير المسلمة التي يسعى النظام الحالي لتغييب وعيها وتغيير ثوابتها الدينية.

ودعا الباحث الشرعي كل متخصص وعالم لإظهار حقيقة وجوانب العظمة ومواطن الفخر لدى الرموز الإسلامية، وليس الدفاع من موقف الضعف أو على استحياء أو خجل، مضيفاً أن السكوت أو الصمت على مهاجمة هذه الرموز الإسلامية يرسخ عند العوام تلك التهم الباطلة والادعاءات المغرضة التي يسعى المحاربون لدين الله إلى تثبيتها في وعي الشعب المصري، مستدلاً بدفاع نبي الله يوسف عن نفسه عندما رمي كذباً وزوراً وبهتاناً بالزنا.

تخريب الهوية والثوابت

أما أحد قيادات الجمعية الشرعية الشيخ أبو عمر المنياوي فيرى أن هذه الحملة تهدف إلى هدم الرموز الإسلامية والنيل من الإسلام وعقيدته وتخريب الهوية الإسلامية والثوابت في نفوس المسلمين وخاصة الشباب، من خلال هذه الأعمال الفنية أو تلك البرامج، ويبدو أن الحملة منظمة وممنهجة، وهناك من يقف وراءها لتحقيق أهدافها الخبيثة، وهو ما يجب التصدي لها بكل قوة وكشف مخططها ومن يقف خلفها.

وطالب المنياوي، في حديثه لـ”المجتمع”، بضرورة التصدي لهذه الحملات وكشف زيفها وتبني المؤسسات الدينية الدفاع عن الثوابت الأمة وهويتها وتفنيد ما تسوقه هذه الأعمال الفنية والبرامج والمواقع المشبوهة، وعدم المساس بهذه الرموز وخلط الأوراق والتفسير الخاطئ، سواء لعلم هؤلاء الرجال أو مواقفهم لمجرد الانتقام والتشويه وليس على أسس علمية وفقهية.

ابن تيمية لا يكفّر أحداً

وحول الهجوم على الشيخ ابن تيمية تحديداً، قال الباحث المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية، كمال حبيب: إن ابن تيمية في كتبه، ومنها كتاب “الإيمان الكبير والأوسط والعقيدة الواسطية”، لا يكفّر أحداً من المسلمين، ولا يبيح دماً معصوماً، مشيراً إلى أن الفترة التي جاء فيها ابن تيمية كانت فترة استثنائية في تاريخ المسلمين وهي فترة سقوط الخلافة، ما جعل فتاويه كفتوى التترس بالذات تكون مأخذاً للجماعات المتطرفة لأخذها وتوظيفها لاستباحة دماء المسلمين المعصومين اليوم دون نظر للظروف التي كانت فيها هذه الفتاوى والظروف المعاصرة اليوم.

وأوضح، في تصريحات صحفية، أن هذه الحالة تخص وضع التتار الذين أسلموا ومعسكرهم الذين كان فيه كفار أصليون، وكان فيه مرتدون عن الشرائع، وكان فيه مسلمون شهدوا الشهادة، ولا يأتون أي شيء من شعائر الإسلام وهم يكرون على المسلمين ويقاتلونهم في الشام، وكان يُخدع بهم بعض المسلمين فيتراخوا عن قتالهم، فشدد ابن تيمية النكير على من يفعل ذلك، وقال بقتالهم حتى لو كان فيهم مسلمون لا تعلمونهم.

Exit mobile version