بالأدلة … اتحاد الجمعيات والمبرات الخيرية يفند ادعاءات اختلاف أسعار المشروعات الخيرية

ما زالت محاولات تشويه بل الإساءة إلى العمل الخيري الكويتي مستمرة من أفراد قلة، استخدموا وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي لنشرها دون مراعاة لحق أو باطل، لأسباب قد تكون فكرية أو خصومة شخصية، أو غير ذلك.

وانتشر فيديو لشخص يدعي أن هناك اختلافاً بين أسعار المشاريع لدى الجمعيات الخيرية في الكويت والسعودية بشكل ملفت للنظر، حيث أن الأسعار بالسعودية أرخص بكثير من الكويت، وضرب مثلاً لأسعار الآبار في بعض الدول الأفريقية، دون تفصيل مما أدى لنشر البلبلة بين الناس.

وحول هذا الأمر تواصلت مجلة المجتمع مع اتحاد الجمعيات والمبرات الخيرية الكويتية، فأفادوا بالآتي:

فيما يتعلق بالمقارنة الباطلة بين حفر الآبار؛ 

أولاً: لا يوجد حالياً جمعيات خيرية مسموح لها تعمل بالخارج في السعودية؛ سوى مركز الملك سلمان فقط، وخلاف ذلك كلها أعمال غير قانونية.

ثانياً: المقارنة باطلة من حيث توحيد تكلفة منتج مختلف المواصفات، كمن يقول “والله رأيت بيتين في منطقة مشرف ٣ أدوار، واحد ب ٥٠٠ الف دك، وواحد بمليون”، دون ذكر كم مساحة البيت، ومكوناته رخام أو سيراميك، ألمونيوم أو حديد، كم سمك الحديد، مواسير بلاستيك أو نحاس.. الخ.

وكذلك المقارنة في المشاريع الخيرية بيننا كمؤسسات خيرية كويتية، فهناك مسجد في مدينة ملاوي ب ٣٠٠٠ د.ك، ومسجد في ملاوي ب ٨٠٠٠ د.ك، وهناك بئر ارتوازي في النيجر في محافظة زندر ب ٨٠٠٠د.ك، وبنفس المنطقة بئر ارتوازي ب ٣٥ الف د.ك، لكن عند الدخول بالتفاصيل نعرف سبب الفرق دون قدح لا بالغالي ولا بالرخيص.

و من أمثلة هذه التفاصيل لأبرز أوجه المقارنة:

١- بعد المسافة.

٢- توفر المقاولين.

٣- عمق البئر.

٤- مكونات البئر.

٥- المواد المستخدمة في الحفر.

٦- وجود البرج والخزان.

٧- ارتفاع البرج.

٨- نوعية الحديد المستخدم في البرج وحجمه وسمكه.

٩- نوعية الخزان ومادته وحجمه ومصنعيته وضماناته.

١٠- قدرة انتاجية البئر م٣/الساعة.

١١- قوة المضخة او الغطاس وحجمه ومصنعيته.

١٢- طاقة شمسية، او مضخة يدوية، او مولد كهربائي.

١٣- مصنعية الطاقة الشمسية، صيني ولا الماني ولا محلي.

١٤- حجم الأنابيب، ومادتها ومصنعيتها.

١٥- المواد المستخدمة في الحفاظ على البئر من تساقط الرمال وردمه مع عوامل التعرية.

١٦- الأعمال المدنية بعد الحفر (سور وحماية للبئر وملحقاته). 

وهذا جزء مما يقارن فيه عند النظر في تكاليف الآبار، وإلا فأوجه المقارنة لا تسعها هذه العجالة. 

بلا مجاملة.. دعونا نلحظ نموذجا ً حيا ًمن الاقتدار الفني والإداري المتميز بالتفاصيل الدقيقة، والذي يبعث على الفخر والاعتزاز بمؤسسات العمل الخيري في الكويت، ففي الجدول المرفق نموذج تفصيلي لاختلاف تكلفة الآبار داخل جمعية كويتية واحدة في مدينة أفريقية واحدة وفق المواصفات، وليس بين دولتين، فكم هي الشفافية والوضوح في المعلومات.

و نبشركم.. كم تكشف لنا هذه الشبهات بين الفينة والأخرى عن مواقف عدة:

• حجم محبي العمل الخيري، وثقتهم به، ورغبتهم بالدفاع عنه.

• فرز المحسنين من المترددين الذين لديهم استعداد للتأثر بهذه الشبهات، ليصلوا بصدقاتهم الى افراد او شرائح اخرى ربما لا تصلها مؤسسات العمل الخيري .

• اتاحة الفرصة لمزيد من ابراز تفاصيل جهود مؤسسات العمل الخيري .

• تبيان أوجه التميز والتمايز لدى بعض الجمعيات القديمة والعريقة في العمل الخيري (بلا مجاملة) لما تتمتع به من خبرة ميدانية طويلة في هذا المجال.

• إبراز أهمية وحيوية توثيق العمل الخيري بتفاصيله حين يأتي الوقت المطلوب لإبرازها .

• إثبات ان خصوم العمل الخيري لديهم سلسلة طويلة لا نهاية منظورة لها من الشبهات والتشكيك، بما يكشف الطبيعة المستقبلية الطويلة لموسوعة شبهاتهم هداهم الله، وبما يكشف زيف كلمة بعضهم “نقصد التقويم لا التشكيك”!

فوالله نخشى عليهم من الإثم، ليس فقط من باب حمل الضغائن على اخوانهم العاملين في العمل الخيري، ولكن ايضا ً من باب ما يمكن ان يصدوا به بعض المحسنين عن المساهمة في العمل الخيري.

قال الله تعالى: ﴿لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ﴾ [النور: 11]، ففي ظلِّ هذه الآية المُباركة وكلّ ما تَحتمِله من معانٍ لا يستشعرُها إلاَّ قلْبٌ متَّصل بالله عز وجل وقضائِه وقدَره، وعالم بالله تعالى ومستسْلِم لحكمتِه البالغة، سواء ً أدْركها أو عجز عن إدراكها، ولكن في الحالين هو مستسلِم لقضاء الله تعالى، مدْرك أنَّه لا بدَّ أن يكون خيرًا ولو ظهر للعَين في ثوب الضَّرَّاء لا السَّرَّاء؛

فالحمد لله أولاً ً وآخرا ً، والله الموفق إلى كل خير، والخير باق ٍ إلى يوم القيامة بإذن الله.

والمجتمع تشكر الاتحاد على هذا التوضيح، وتدعو لعدم الاستجابة لكل مشكك وطاعن بالعمل الخيري، دون دليل أو برهان، فالعمل الخيري كما قال قائد العمل الإنساني سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح: “العمل الخيري تاج على رؤوس الكويتيين”، وكلنا يذكر كلمة سموه الأخيرة بالإشادة بالعمل الخيري الكويتي في دعم الأجهزة الحكومية في أزمة كورونا، لتبق الكويت فعلاً مركز إنساني عالم.

 

Exit mobile version